رئيس التحرير
عصام كامل

حكم الجهاد في فلسطين الآن للفلسطينيين وغيرهم

حكم الجهاد في فلسطين،
حكم الجهاد في فلسطين، فيتو

 من جديد أعادت الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة علي غزة بعد طوفان الأقصى، والتي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء الحديث عن الجهاد في الإسلام، بعد مطالبة بعض الشباب المتحمس لفتح باب الجهاد وكذلك مناشدة إسماعيل هنية العالم الإسلامي التحرك لنصرة غزة، وهو الأمر الذي يطرح التساؤل:ما حكم الجهاد في فلسطين الآن للفلسطينيين وغيرهم؟

 

 فضل الجهاد في سبيل الله


  لاشك أن الجهاد في سبيل الله فرض،  أوجبه قول الله تعالى: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم} [البقرة: 216]، وقوله أيضا: {انفروا خفافا وثقالًا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله} [التوبة: 41] إلا أن جمهور وعلماء المسلمين اتفقوا علي أنه من فروض الكفاية التي إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين، يقول الله تعالى: {فضّل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلًا وعد الله الحسنى} [النساء: 95]. وقال عز وجل: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} [التوبة: 122]. 

 

متى يكون الجهاد فرض عين؟

كما اتفق علماء وعقلاء الأمة على أن الجهاد يكون فرض عين على كل مسلم رجلًا كان أو امرأة، بالغًا أم صبيًا، وذلك في الحالات الآتية:

 1- إذا هجم العدو على أحد بلاد المسلمين، وجب على أهل تلك البلاد دفعه وإزالته، فإن لم يستطيعوا وجب على من بقربهم وهكذا، حتى يعمَّ الواجب جميع المسلمين، فلو قدر أن بلدًا في دولة إسلامية تعرض لغزو وكان محاذيًا لبلد في دولة أخرى، لكان الوجوب أسرع إلى البلدة المحاذية منه إلى المدن الأخرى البعيدة. 

2- إذا أعلن الإمام (الحاكم) النفير العام لزمهم النفير معه، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثَّاقلتم إلى الأرض} [التوبة: 38]. وقال صلى الله عليه وسلم: «وإذا استنفرتم فانفروا» (متفق عليه).

 3- يصير الجهاد فرض عين كذلك على من حضر المعركة، والتقى الصفان أو الجيشان، فإنه من أكبر الكبائر هروب المسلم من ساحة المعركة. قال صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات».. وعدّ منها «التولي يوم الزحف» (رواه البخاري).

شروط وجوب الجهاد

 

1- الإسلام: فلا يصح الجهاد في سبيل الله من كافر، فقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فتبعه رجل من المشركين، فقال له: «تؤمن بالله ورسوله؟» قال: لا. قال: «فارجع فلن أستعين بمشرك» (رواه مسلم).

 2- العقل: لأن المجنون غير مكلف، قال صلى الله عليه وسلم: «رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل» (رواه أبو داود والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم).

 3- البلوغ: فلا يجب الجهاد على من هو دون البلوغ، قال عبد الله بن عمر: عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فلم يُجزني في المُقاتلة" متفق عليه، وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم ردّ يوم بدر: أسامة بن زيد، والبراء بن عازب، وزيد بن ثابت، وزيد بن أرقم، وعرابة بن أوس، فجعلهم حرسًا للذراري والنساء.

 4- الذكورة: فلا يجب الجهاد على النساء، قالت عائشة: يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ فقال: «جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة» (رواه ابن ماجه، وصححه ابن خزيمة). كما لا يجب الجهاد على خنثى مشكل، لأنه لا يُعلم كونه ذكرًا.

5-القدرة على مؤنة الجهاد: من تحصيل السلاح، ونفقة المجاهد وعياله وغيرها، قال تعالى: {ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج} [التوبة: 91]. وقال تعالى: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع} [التوبة: 92].

6- السلامة من العجز: فلا يجب الجهاد على العاجز غير المستطيع بسبب علة في بدنه تمنعه من الركوب أو القتال، قال تعالى: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج} [الفتح: 17]. وقال سبحانه: {لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ} [التوبة: 92].

 

 

 

متى تسقط فريضة الجهاد؟

يتداول البعض معلومات مغلوطة عن الجهاد بحسبان أنه ليس هذا زمانه، وأن تلك الحقبة قد ولت وانتهت،إلا أن أحاديث نبوية شريفة أكدت أنه باق إلي يوم الدين حيث قال صلى الله عليه وسلم: «والجهاد ماضٍ منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال، لا يبطله جور جائر، ولا عدل عادل» (رواه أبو داود). 

 

كما بوب الإمام البخاري في صحيحه فقال: باب الجهاد ماضٍ مع البر والفاجر، أورد فيه قوله صلى الله عليه وسلم: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر والمغنم». 

وأخرج مسلم عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة». 

وأخرج أيضًا عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن يبرح هذا الدين قائمًا يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة»..

 ويضاف إلى من يسقط عنهم الجهاد في حال فرض الكفاية:

 1- من لم يأذن له والداه بالجهاد، فقد استأذن رجل النبي صلى الله عليه وسلم بالجهاد، فقال عليه الصلاة والسلام: «أحي والداك؟» قال: نعم، قال: «ففيهما فجاهد» (رواه البخاري ومسلم).

 2- إذن الدائن لمدينه بالجهاد، فيما إذا كان كفائيا، فقد ورد في أحاديث رواها البخاري ومسلم: أن الشهيد لا يغفر له الدين غير المقضي عنه. 

3- وصرح الشافعية والحنابلة أنه يكره الغزو من غير إذن الإمام أو من ولاّه الإمام. ولنعلم أن الجهاد مصدر عز المسلمين وتمكينهم، فقد أخرج أحمد وأبو داود عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم».

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية