رئيس التحرير
عصام كامل

أفيقوا أمة الإسلام

من منطلق قول الرسول الكريم: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم". من هذا المنطلق أبعث بهذه الرسالة لأخوتي في الإسلام وهي رسالة تذكرة. فإن الذكرى تنفع المؤمنين كما قال تعالى.. احبتي كم أنا مهموم بأمر أمتنا الإسلامية وكم  يشغلني أمر وحال المسلمين السيئ المتردي.

 

كم يحزن قلبي ويفطره وتتألم نفسي كلما نظرت إلى أحوال الأمة من فرقة وضعف، وما وصل إليه غالبية المسلمين من تردي في الأحوال وانحطاط في الأخلاق ومن غياب للقيم الإنسانية النبيلة والسوء في المعاملات. وما وصلت إليه الأمة من حال التفكك والانقسام والشرذمة والضعف والمهانة على الأمم.

 

فلما هان علينا أمر الله ورسوله أهاننا الله بإهانة الأمم لنا. لقد أصبح الإسلام غريبا في ديار المسلمين بعدما نبذ غالبية المسلمين كتاب الله تعالى بهديه القويم وألقوه من وراء ظهورهم أو أكتفوا بوضعه في السيارات من باب التبرك دون أن يفتح ويقرأ ويعمل بما فيه. وبعدما تركوا سنة النبي الكريم الهادي البشير السراج المنير صلى الله على حضرته وعلى آله وصحبه وسلم وهجروها.

 

وبعدما نالت منهم الدنيا ما نالت وأصابت قلوبهم بحبها والذي هو رأس كل خطيئة  وهي التي لا يجتمع في قلب العبد حب الله تعالى وحبها. وبعدما استحوذ الشيطان عليهم وتحكم في أنفسهم المريضة الأمارة بالسوء. وبعدما تغلبت الأهواء والشهوات في النفوس وتحكمت وقادتهم إلى الهوية والضياع والخسران.

 

وكم أحزن عندما أرى أن أحكام الله تعالى معطلة وأوامره ونواهيه لا يعمل بها وحدوده لا تقام ولا يلتزم بها. وكم يحزني سوء المعاملات بين الناس وغياب الرحمة والصلة والمودة بينهم. وكم يحزنني رؤية الأطماع التي استشرت في كثير من النفوس. وكم وكم وكم..

 

هذا وبالرغم من ابتلاءات الله الرادعة التي يرسلها عليهم من حين إلى آخر  في صور متنوعة.. زلازل وبراكين وسيول وحبس للمطر ورياح وعواصف ومن تغيرات في الجو وشدة الحرارة والبرودة وأمراض وأوبئة لم تكن في السلف، وهم وكرب وقلق في النفوس وتسليط الأعداء ونقص المؤن والجوع والخوف ونزع للبركة والغلاء لعلهم يرجعون إلا أنهم في سكرة يعمهون وكأنهم مغيبون وسكارى.

التمسك بتعاليم الدين

لقد ظهر الفساد في البر والبحر كما أخبر الله تعالى حيث قال عز وجل "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ". ولكن لا حياة لمن ينادى.

يا سادة:  ليس بعد الهدى إلا الضلال وليس بعد هذه الحياة العابرة المؤقتة إلا الموت والقبر والبعث والحساب وإما إلى الجنة او إلى النار. يا سادة: أما آن لنا أن نفق ونعود إلى رشدنا ونتمسك بتعاليم ديننا التي هي مصدر قوتنا والسعادة والفوز والنجاح والفلاح والسلامة والأمن والأمان وحسن المستقر والمآل في الدنيا والآخرة.

 

يا سادة: كلنا نبحث عن السعادة والراحة والطمأنينة وراحة البال ولكن الكثير منا قد ضل الطريق والسبيل. يا سادة: السعادة والطمأنينة وراحة البال وانشراح الصدر وغير ذلك مما يسعد النفس ويريح البال. كل ذلك مرهون بالإيمان والتقوى والصلاح. انظروا معي أحبتي إلى قول الله تعالى " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".


 

وانظروا معي إلى قوله عز وجل "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ". وانظروا معي إلى قوله تبارك في علاه " أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ".وأنظروا معي إلى قوله جل شأنه وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ".

 

أحبتي كم من آيات تذكير وتبشير وتخويف وتحذير ساقها الله تعالى لنا في قرآنه  لعلنا نرجع ونأتمر ونطيع ولعلنا ننجو من عذاب يوم لا ريب فيه. وكم من آيات أشار الله سبحانه وتعالى فيها إلى مصدر السعادة في الدنيا والفوز والنجاة في الآخرة. تلك السعادة المفقودة والتي كلنا يبحث عنها.

 

 

أحبتي لا ينقصنا سوى الرجوع إلى الله تعالى نادمين معتذرين مستغفرين طالبين للتوبة والهداية. والله تعالى هو الغفور الرحيم وهو التواب الكريم الذي كتب على نفسه الرحمة.. وفي الختام أسأل الله تعالى أن يصلح حال الأمة وأن يكشف الغمة وأن يردنا إليه سبحانه ردا جميلا وأن يجعلنا ممن يستمعون للقول فيتبعون احسنه واستغفر الله لي ولكم.

الجريدة الرسمية