رئيس التحرير
عصام كامل

طوفان الأقصى!

رغم اعتراف الأمم المتحدة بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني المحتلة أرضه.. لكن شيئًا لا يتغير؛ فلا دولة الاحتلال الإسرئيلى ارتدعت ولا الحقوق الفلسطينية التي أقرتها الشرعية الدولية عادت لأهلها ولا الدولة الفلسطينية الموعودة قامت.. 

 

بل العكس تمامًا ما يحدث على الأرض؛ استفزازات وعربدة إسرائيلية لا تتوقف يقوم بها مستوطنون ومتطرفون ينتهكون حرمة المسجد الأقصى ويعيثون فسادًا وعدوانًا في أراضي القدس والضفة والقطاع.. 

 

والنتيجة عملية نوعية غير مسبوقة ربما انطلقت من ركام اليأس في عدالة المنظومة الدولية تجاه الحق المشروع للشعب الفلسطيني الذي أذهلت مقاومته العالم، وأذلت العسكرية الإسرائيلية حين شنت هجوما في البر والبحر والجو وتوغلت في مستوطنات الاحتلال وانخرطت في معارك لا يعلم إلا الله متى تتوقف.. ولا أي دمار ستخلف.. ولا كم أرواح ستزهق على الجانبين.


الشعوب العربية استعادت الشعور بالعزة والفخر والأمل مع انطلاق طوفان الأقصى.. واستعادت ذاكرتها أجواء نصر أكتوبر 73؛ فبين الحدثين أوجه اتفاق تاريخية؛ زمانًا وتكتيكًا وتمويهًا وخداعًا استراتيجيًا، رغم الفارق الكبير في حجم المعارك والتضحيات والظروف المحيطة بينهما.. 

 

فكلتا المعركتين اتسمت بالمبادرة والمفاجأة للعدو الإسرائيلي المتغطرس وكلتاها اتسمت بالتكتيك العالي والقدرة الفائقة على خداع المخابرات الإسرائيلية وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر.. وكلتاهما وقعت في أكتوبر أثناء احتفال الإسرائيليين بأعيادهم، وكلتاهما أفقدتا العدو توازنه واتزانه..

 

لكن نصر أكتوبر ومعاركه انتهت بتحرير الأرض، وكانت على نطاق أكبر وبعتاد وجنود أكثر وحضور ودعم عربي كان قويًا بخلاف ما نراه اليوم من انقسام عربي، وتنازع على أدوار القيادة، والقفز على الأدوار التاريخية للشقيقة الكبرى رمانة الميزان وصمام الأمان والاستقرار للمنطقة كلها.. 

وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية

اليوم نرى البعض يقف صامتًا، والبعض الآخر على مسافة واحدة من الطرفين؛ الفلسطيني والإسرائيلى وبعضه يطالب بضبط النفس تحاشيًا لمزيد من التدمير والخسائر.. وبعضه يساند لفظيًا دون تقديم دعم مادي ملموس يغير الحقائق على الأرض لأصحاب الحق.. 

 

وفي المقابل جاء الدعم الغربي وخصوصًا الأمريكي صريحًا متوحدًا مع إسرائيل التي يراها بريئة لها الحق في الرد والردع والدفاع عن نفسها ودك الأراضى الفلسطينية كالعادة، محاولًا شيطنة المقاومة، متناسيًا كم الاعتداءات والاستفزازات الإسرئيلية التي تسببت في ذلك الانفجار غير المسبوق على مدى سنوات وسنوات. 


لاشك أن طوفان الأقصى سوف يسهم من غير شك في تغيير الوضع على الأرض؛ فالفلسطينيون توغلوا في مستوطنات ما يسمى ب غلاف غزة وعادوا بأعداد غير قليلة من الأسرى الإسرائيليين بينهم قائد المنطقة الجنوبية لجيش الاحتلال وتلك ورقة مهمة للتفاوض..

 

وليت المجتمع الدولى يتحلى بالشجاعة وإنصاف الفسطينيين بعدالة  ولا يساوى بين الجلاد المحتل والضحية ويتحرك جديًا للحل العادل للقضية الفلسطينية التي طواها الإهمال والتقاعس وازدواجية المعايير.


لقد جاء موقف مصر مطالبًا بالتدخل الفوري لوقف التصعيد الجاري، وحث إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني، والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بمسئوليات الدولة القائمة بالاحتلال.. 

 

 

وليت هذا المجتمع الدولى ينصت لصوت العقل ويوقف المجازر بحق الشعب الفلسطينى ويمكنه من الحق في الحياة وتقرير المصير والعودة وإقامة دولته المستقلة التي توافقت عليها الإرادة العربية والدولية.

الجريدة الرسمية