رئيس التحرير
عصام كامل

صانع النظارات!

وقفت أمام المحل وخطفني الخيال وقذفتني الأسئلة في أجزاء من الثانية في عقلي واحدا تلو آخر.. هل لهذا النوع من المحلات وجود بعد التقدم الكبير الذي جرى في طب العيون؟ هل هناك من يعتمد علي النظارات الطبية في حياته يسير بها ويعمل بها ويقرأ بها؟! بالطبع هناك وإلا ما وجدنا هذا المحل وزبائنه عنده فضلا عن غيره من المحلات في كل أحياء ومدن مصر..

 

ولذلك لهذه التجارة حضور وجمهور.. ولكن هذه الحسبة المباشرة غير دقيقة.. إذ علينا أن نسأل: هل احتياجات هؤلاء الزبائن تكفي لتغطية تكاليف المحل؟! وأجور عمالة وفواتير إضاءته ورسوم أخري للحي وللمرافق وغيرها وبعدها نفكر في دخل صاحبه؟! وحتي بعد ذلك قلت لنفسي إن هذه الحسبة الأخيرة أيضا غير صحيحة..

 

إذ علينا أن نعرف ما يسمي في علم الاقتصاد بتكلفة الفرصة البديلة.. أي ربح الرجل لو باع المحل وهو علي شارع رئيسي في حل شهير واتجه إلي مشروع آخر أو وضع أموال البيع في مصرف؟! وثمن المحلات هنا يتكفل بعائد فائدة جيد ويظل أصل المال كما هو ؟! 


علي كل حال.. فهمت أن مهنا كثيرة لا نعرف تفاصيلها.. وإن كانت تتراجع مكانتها فعلا بالتطور العلمي لكن أدركت أن الحل الأمثل ترك الملك للمالك.. والانتباه للطريق وما بعد الطريق!

الجريدة الرسمية