رئيس التحرير
عصام كامل

حكاوي زمان، صالح جودت يتحدث عن التعصب الكروي

حكاوى زمان، فيتو
حكاوى زمان، فيتو

فى كتاب أصدرته دار الهلال ضم المقالات التى كتبها الشاعر الصحفى صالح جودت ونشرت بمجلات الهلال والمصور، نشر مقالا كتبه فى مجلة المصور عام 1954 حول أسباب الفشل فى المباريات، بل انتكاسة كرة القدم عموما، قال فيه:


يتزايد يوما بعد يوم جمهور كرة القدم وذلك مع تقدم لعبة كرة القدم في مصر وازدهارها عالميا، حتى أنها أصبحت تحتل مكان الصدارة بين جميع أنواع الرياضة. وقد ساد محيط هذه اللعبة التعصب الشديد بين الجماهير المختلفة بل وصل بالتعصب إلى حد التعصب الأعمى، وتتنافس الأندية الرياضية تنافسا رائعا فى سبيل الفوز بالأولوية، وأصبح عندنا اليوم نجوما لامعة فى عالم الكرة إلى حد أن بعض أندية الاحتراف الكبرى فى أوروبا تسعى إلى شراء بعض اللاعبين المصريين. 

 

فخرج من مصر إلى أندية أوروبا الكثير من اللعيبة المصريين وحققوا نجاحات كبيرة هناك، إلا أن هناك ظاهرة مؤسفة إلى أبعد الحدود تسيطر على لاعبينا فتفسد جمال المباريات، وتسيء إلى نتائجها المحلية والعالمية، وهي ظاهرة الفردية وعدم التعاون والأنانية التى تدفع كل لاعب من الهجوم إلى الاستئثار بالكرة أكبر وقت، ومحاولة إصابة الهدف بنفسه، وعدم تمريرها إلى زميله حتى لو كان زميله فى موقع أقرب إلى الهدف، وتكون النتيجة أن تطيش ضربته وتطلع “أوت” ما هو السر؟ أهو مجرد الفردية والأنانية والسعى إلى المجد الشخصى.

 

لا لأن هناك حقيقة مرة سمعتها من قوم لا أشك فى صدقهم. ذلك أن بعض الأغنياء الذين يحبون أن ينتسبوا إلى عالم الرياضة يصرون على إفساد اللاعبين بأسلوب أبعد ما يكون عن روح الرياضة هو أن يعدو كل لاعب من المهاجمين الخمسة بمبلغ كبير إذا حقق هدفا. ويختلف هذا المبلغ وفقًا لأهمية المباراة فيتراوح بين خمسة جنيهات و20 جنيها، واللاعبون شباب وفى حاجة إلى المال، ومن ثم فإنهم يقعون فى حبائل هذا الإغراء، ويندفعون نحو الفردية وعدم التعاون فتضيع الفرص على غيرهم فى سبيل الرشوة وهنا يجب أن ينطبق عليهم قانون الرشوة. 

أن كل متصل بالأوساط الرياضية يعرف هذه الحقيقة المؤسفة التى على كل محب للرياضة أن يحاربها ويفضح القائمين عليها على الفور. وعلى هؤلاء الأغنياء البحث عن طريقة أخرى للتشجيع بدلا من سيادة الأنانية فى الأندية الرياضية، منها تخصيص جائزة مالية توزع على أفراد الفريق الفائز بالمساواة، بهذا تتحقق المساعدة وتنعدم الفردية ويتحقق النصر والفوز المنشود.

الجريدة الرسمية