رئيس التحرير
عصام كامل

هل هو مجرد جذب أنظار؟!

نجحت أندية سعودية في استقطاب عدد من نجوم الكرة العالميين وما زالت، خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية (الميركاتو الصيفي) حتى أنه جرى إنفاق نحو 460 مليون جنيه إسترليني عليها كما تقول صحيفة ذا صن البريطانية التي أضافت إن شبكة سكاي سبورتس SkySports تدرس شراء حقوق مباريات الدوري السعودي للمحترفين، بعدما أصبح الطموح السعودي محل حديث عالم كرة القدم.


وسواء بيع هذا الدورى أم لا.. وسواء نجح في استعادة عائد التكلفة وما أنفق من أموال طائلة على شراء نجوم عالميين تجاوز بعضهم سن الثلاثين، وهو ما يعنى قصر أعمارهم في الملاعب وتراجع حجم عطائهم وإنتاجهم داخل المستطيل الأخضر بحكم السن وتراجع اللياقة البدنية.. فسوف يظل السؤال: 

 

ماذا يصنع شراء نجوم الكرة العالميين للدوري السعودى.. هل يجذب الأنظار والشهرة مؤقتًا.. أم ينجح في خلق منظومة رياضية تتبنى الاحتراف على أصوله وتؤسس منظومة قادرة على فرز نجوم جدد من داخلها يغنونها عن شراء أو استيراد لاعبين بمبالغ طائلة، ويمنحونها القدرة على تسويق ما تفرزه تلك المنظومة من كوادر رياضية يضاهون نظراءهم الدوليين وينجحون في تعويض مليارات الدولارات إذا ما جرى تسويقهم وبيعهم لأندية عالمية. 

دورى عالمي

ساعتها فقط يمكن للدورى السعودى أن يسحب البساط من الدوريات في أوروبا مثلًا.. وتتحقق استمرارية في النجاح  وتصبح التجربة السعودية جديرة بالمحاكاة والاستلهام من بقية الدوريات الشقيقة.. 

 

ومن دون ذلك يصبح الوهج حالة مؤقتة خلقها شراء أسماء رنانة مثل كريستيانو رونالدو ومارسيلو بروزوفيتش (النصر)، كريم بنزيما ونجولو كانتي وجوتا (الاتحاد)، سيرجي سافيتش وكاليدو كوليبالي وروبن نيفيز (الهلال)، إدوارد ميندي ورياض محرز وروبيرتو فيرمينو (الأهلي)، جوردان هندرسون (الاتفاق).. 

 

ناهيك عما يتردد بقوة عن نجاح مفاوضات اتحاد جدة مع ليفربول لاستقدام نجمنا العالمي محمد صلاح الذي لا يزال ينتظره مجد عظيم في الدوري الإنجليزي لتحقيق أرقام قياسية تضعه بين أساطين الكرة العالميين.. وهذا مجدٌ لو تعلمون عظيم!

 

لاشك أن كرة القدم باتت صناعة ثقيلة تدر أرباحًا سنوية بالمليارات؛ وهو ما أغرى  صندوقًا بحجم صندوق الاستثمارات العامة السعودى للدخول بقوة في سوق الانتقالات العالمية، لاستقطاب العديد من نجوم العالم، المهم هو تأصيل منظومة رياضية يمكنها ليس جذب نجوم عالميين اقتربوا من سن التقاعد الكروى بل إنتاج مواهب ونجوم جدد داخل المستطيل الأخضر وإداريين أكفاء وحكام يشار لهم بالبنان ويجوبون ملاعب العالم لتحكيم بطولات عالمية..

 

 

وأمثال هؤلاء يبنون مجدًا رياضيًا مستديمًا وليس شهرة عالمية عارضة أو طارئة.. كل التوفيق للأشقاء السعوديين في بناء دوري عالمي يضع الكرة العربية في مصاف العالمية إذا كان الغرض من شراء اللاعبين في الدوريات الأوروبية تحقيق هذا الهدف!

الجريدة الرسمية