رئيس التحرير
عصام كامل

لا طبعا !

هل لو تخلينا عن موقفنا الحالي تجاه الحرب الأوكرانية واستجبنا لطلب أمريكا بدعم أوكرانيا عسكريا وشاركنا في عقوبات الغرب الاقتصادية لروسيا سوف نرضيها؟! الإجابة طبعا لا.. لأن أمريكا لا تضغط علينا فقط من أجل تعديل وتغيير موقفنا تجاه الحرب الأوكرانية، وتجاه روسيا.. 

 

وإنما هى تمارس هذه الضغوط علينا في إطار سياستها القديمة التى لم تتخل عنها المتمثلة فى تغيير النظم السياسية من الخارج.. فمازال يراود الأمريكان حتى الآن الرغبة في تغيير أنظمة منطقتنا، وفي مقدمتها النظام السياسى المصرى، لأنها ترغب في نظم سياسية لدول منطقتنا ونحن منها مطيعة لها ومستعدة لتنفيذ تعليماتها وأوامرها، ولا تعارضها أو تمد أيدى التعاون لروسيا والصين وكل الدول التى تغضبها.

 
لذلك إذا غيرنا موقفنا تجاه الحرب الأوكرانية الداعى لوقفد الحرب والبحث عن حل عبر التفاوض، لن يتوقف التحرش السياسى الأمريكى بدولتنا، لأن المطلوب أكبر من ذلك وإنما مطلب أمريكا هو  نظام سياسى مصرى مطيع تماما لأمريكا وخاضع لها، وهى لم تتخل عن هذه الرغبة بعد فشل مخططها لتمكين الإخوان من حكم بلدنا عام 2013، بل لعل الأمريكان مازالوا يتذكرون  بغضب هذا الفشل حتى الآن.

 


وعلى الجانب الآخر إذا غيرنا علاقاتنا مع روسيا وشاركنا في العقوبات الاقتصادية الغربية عليها فإننا سوف نخسر صداقتها، والتى نستفيد منها فى مجالات عديدة، مثل تأمين حصولنا على احتياجاتنا من القمح، وقيام الروس ببناء أول محطة نوويةَ في الضبعة لتوليد الكهرباء، وإقامة منطقة صناعية في رحاب قناة السويس، وتدفق السائحين الروس على شواطئنا، خاصة فى الغردقةَ وشرم الشيخ الذين يمثلون مع بقية السائحين الأجانب مصدرا مهما للنقد الأجنبى، ومع ذلك كله الحصول على احتياجاتنا من الأسلحة والمعدات العسكرية أيضا.  

الجريدة الرسمية