رئيس التحرير
عصام كامل

الفن وسنينه

محمد رياض يقدم الدورة الأنجح من مهرجان المسرح

الالتزام والإخلاص والتفاني بجانب الإبداع هي سمات يتسم بها النجم المحترم محمد رياض، ومن ثم لم يكن مستغربًا بالنسبة لي وللعديد من الذين يعرفونه عن قرب، أن يحقق هذا النجاح اللافت الذي شهد به البعيد قبل القريب في أولى خطواته كرئيس للمهرجان القومي للمسرح، ذلك الحدث المسرحي الأضخم في مصر والذي عانى من الإهمال والتجاهل لسنوات سواء من الإعلام أو من الفنانين أو من الجمهور.. 

 

ولكن ها هو عاد من جديد إلى بؤرة الأحداث الفنية والثقافية والإعلامية منذ أن تولى رئاسته محمد رياض قبل أقل من 5 أشهر، بفضل المجهود الجبار الذي بذله واللجنة العليا للمهرجان طوال هذه الفترة، وحتى تم إسدال الستار على فعاليات دورته السادسة عشرة والتي تحمل اسم الزعيم عادل إمام أمس،  بحفل جميل وأنيق لا يقل عن كبرى المهرجانات السينمائية.. 

 

بحضور كوكبة من الفنانين بصفة عامة والمسرحيين بصفة خاصة وعدد كبير من وسائل الإعلام والصحفيين والنقاد المسرحيين بمسرح النافورة المكشوف بدار الأوبرا، وكانت مفاجأة الختام إعلان رئيس المهرجان عن أن الدورة ال 17 العام المقبل ستحمل اسم سيدة المسرح العربي سميحة أيوب..

 

و قامت وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني يرافقها النجم محمد رياض رئيس المهرجان بتوزيع الجوائز على الفائزين في مسابقاته المختلفة، حيث حصد عرض سيدتي أنا جائزة أفضل عرض وهو من إنتاج المسرح القومي ويحسب هذا لمديريه السابق والحالي الفنانين إيهاب فهمي والدكتور أيمن الشيوي وبطولة داليا البحيري ونضال الشافعي وإخراج محسن رزق.. 

 

إضافةً إلى 4 جوائز أخرى في مسابقة العروض والتي تنافس فيها عدد من العروض يمثلون مختلف الاتجاهات والجهات المسرحية من محترفين وهواة وشركات ومعاهد فنية وجامعات وفرق خاصة وحرة وكما تم توزيع جوائز مسابقة النصوص العمل الأول ومسابقة المقال النقدي. وقامت بتقديم فقرات حفل الختام والافتتاح من قبل الإعلامية ريهام إبراهيم.

أرقام وحقائق عن المهرجان
 


17 يومًا هي مدة المهرجان الذي عقد في الفترة من29 من يوليو الماضي إلى 14 من أغسطس الحالي.
16 هو رقم الدورة التي اختتمت فعالياتها أمس.
37عرضًا مسرحيًا تم عرضهم ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان والتي رأس لجنة تحكيمها الفنان القدير أشرف عبد الغفور الذي اشتكى في كلمته من الصعوبة والمعاناة التي تحملتها لجنة التحكيم في تقييمها لعدة عروض يوميًا في أماكن متباعدة.


167 نصًا مسرحيا شاركوا في مسابقة العمل الأول التي تحمل اسم الكاتب الراحل محمد أبو العلا السلاموني.
13 جهة شاركت في في مسابقة العروض منها البيت الفني للمسرح ب 6 عروض ومثلهما لهيئة قصور الثقافة و3عروض لأكاديمية الفنون.


10 هو عدد الفنانين والمسرحيين الذين كرمهم المهرجان في هذه الدورة من مختلف فروع العمل المسرحي وهم الفنانون خالد الصاوي ورياض الخولي وصلاح عبد الله ومحمد أبو داود ومحمد محمود وأحمد فؤاد سليم ورشدي الشامي والمخرج سامي عبد الحليم والكاتب محمد السيد عيد ومهندسة الديكور نهى برادة.


10 كتبٍ تم إصدارها عن المكرمين العشرة.
30 ندوة أقيمت بين توقيع كتب ومحاور فكرية وحلقات بحث.
140متدربًا من مختلف الأعمار تم تصفيتهم من 700 متقدمٍ استفادوا من الورش الفنية الخمس التي أقامها المهرجان عن مختلف فنون المسرح.. الالقاء، التمثيل، السينوغرافيا، الإخراج، الإدارة المسرحية.


12 عضوًا هم عدد أعضاء اللجنة العليا للمهرجان بجانب رئيسها الفنان محمد رياض رئيس المهرجان، منهم بعض الفنانين مثل طارق عبد العزيز ونضال الشافعي وعدد أخر بحكم مناصبهم مثل المخرج الكبير خالد جلال والفنان إيهاب فهمي ورئيس صندوق التنمية الثقافية ورئيس الهيئة العامة للكتاب والمؤلف وليد يوسف والناقدة عبلة الرويني.

 

سلبيات وطموحات


من سلبيات المهرجان التي أراها قليلة مقارنةً بكثرة الإيجابيات التي تعكس حجم العمل الشاق والجهد المبذول لكل القائمين عليه يتقدمهم النجم محمد رياض، كثرة عدد المكرمين والتكريمات والتي كلما ازدادت قلت أهميتها، بعض العيوب في التنظيم خاصةً على خشبة المسرح والتي ظهرت أكثر في حفل الافتتاح عن حفل الختام.. 

 

طول وملل أولى فقرات الختام والتي كانت عبارة عن مقتطفات من أغاني عدد كبير من عروض المسرح المصري سواء العام أو الخاص عبر تاريخه والتي لم تلتزم بالترتيب الزمني لعرضها وكان بعضها تجاربًا بحتًا لا يتناسب مع رسالة المسرح الحقيقية وكان من الأفضل اختيار مجموعة محددة تستعرض تاريخ المسرح منذ نجيب الريحاني حتى الآن.


حقيقةً كان الفنان محمد رياض صريحًا وشجاعًا عندما صرح أنه راض بنسبة 50 بالمائة عن ما حققه في هذه الدورة، رغم أنني أرى أنه نجح في دورته الأولى كرئيس للمهرجان بنسبة تتجاوز ال 70 بالمائة على الأقل، فقد خلق حالة من الاهتمام والشغف والحراك لم يشهدها المهرجان من قبل لدى الجمهور العاشق للمسرح والمسرحيين والفنانين والإعلام بكافة أنواعه يحسب له ولكل من عاونوه في ذلك، رغم حجم الصعوبات والتحديات وضعف الامكانات المادية المتاحة للمهرجان.. 

 

 

وأتمنى للفنان محمد رياض التوفيق في الدورات القادمة ان شاء الله،  ليحقق أحلامه في نشر شعار المسرح للجميع والذي يهدف للوصول إلى المواطن العادي وأن يتمكن من تحويل المهرجان إلى مؤسسة مستقلة على غرار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

الجريدة الرسمية