رئيس التحرير
عصام كامل

اليوم العالمي للبطيخ، الأصل أفريقي والبداية مُرة والفراعنة حلوه وتوت عنخ أمون أدمن قزقزة لبه

البطيخ الأحمر الأكثر
البطيخ الأحمر الأكثر انتشارا في العالم، فيتو

فاكهة البطيخ ، يحتفل العالم اليوم 3 أغسطس باليوم العالمي للبطيخ، هذه الفاكهة الصيفية التي يعشقها الكبار والصغار في كل مكان في العالم، وقد جاءت فكرة تخصيص يوم سنوي للاحتفال بالبطيخ، وليس البطيخ عامة ولكن البطيخ الأحمر الأكثر انتشارًا، نظرًا لاحتواء البطيخ الفاكهة الصيفية على مجموعة كبيرة من الفوائد أولها ترطيب الجسم بما يحويه من كمية كبيرة من الماء تفيد في مواجهة الحر الشديد في الصيف.


من فوائد البطيخ أيضًا مواجهة الجفاف في الجسم نتيجة إفراز العرق في درجات الحرارة العالية، كما يقلل من حمض البوليك في الدم، ويحتوي على فيتامين أ لتجديد خلايا البشرة والشعر، وتقوية المناعة في الجسم، البطيخ غني بالأحماض الأمينية التي تسمى "سيترولين"؛ والتي قد تساعد في نقل الدم عبر الجسم، ويمكن أن تخفض ضغط الدم، تشير الدراسات إلى أن البطيخ يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

 

البطيخ البري أكثر الأنواع 

ومن أنواع البطيخ المتعددة "البطيخ البري" وموطنه جنوب أفريقيا، ويزرع في أكثر من 90 دولة، ويعتبر البطيخ الأحمر هو الأكثر استهلاكًا، كما أن هناك أكثر من 300 نوع مختلف منه تتميز جميعها بالمذاق الجميل الذي يروي العطش في قيظ ارتفاع درجة الحرارة لاحتوائه على 92%  منه ماء.

 

الأحمر هو البطيخ التقليدي

نعلم جميعًا أن البطيخ الأخضر الداكن المستطيل مع اللب الأحمر هو الأكثر انتشارًا، ولكن قد يكون البطيخ أيضًا ورديًّا فاتحًا وأصفر وحتى برتقالي، إضافة إلى أنواع أخرى منه ومنها البطيخ الأحمر الذي يحتوى على البذور ويستخدم لوصف البطيخ التقليدي المستدير أو البيضاوي، وهو الذي يحتوى على بذور سوداء.

 

بطيخ بدون بذور

كما يوجد البطيخ الذي لا يحتوى على بذور، وهذا النوع الهجين هو الأكثر شعبية بسبب طبيعته الخالية من البذور، وغالبًا ما يحتوى على بذور بيضاء صغيرة ويعد سهل الأكل أما البطيخ ذو اللون البرتقالى أو الأصفر فيعد الأقل.

أشهر أشكال البطيخ 

ويعود زراعة البطيخ إلى عام 2000 قبل الميلاد، إذ ثبت اكتشافه منذ اكثر من 5000 عامًا في مصر ومدون صور منه على جدران المعابد، واكتُشفت آثار البطيخ وبذوره في مواقع من الأسرة المصرية الثانية عشرة، بما في ذلك مقبرة الملك توت عنخ آمون حيث توجد صورة بطيخة على جدران مقبرته، كما عُثر على رسومات لأنواع مختلفة من البطيخ في النقوش المصرية القديمة.

وكان مذاق البطيخ البري مرًّا، ولكن المصريين القدماء روضوه وزرعوه من أجل مائه بالدرجة الأولى لأنه كان مصدرًا هامًّا للمياه في الرحلات الطويلة، واكتسب حلاوة الطعم مع مرور الزمن، كما تحول من الاستدارة إلى أشكال أخرى مكعبة ومستطيلة، واكتسب ألوانًا أخرى بجانب الأحمر التقليدي.

 

بطيخ مصر الفرعونية 

وهناك تنافس بين مصر الفرعونية وجنوب إفريقيا على أصل زراعة البطيخ في العالم، وعُثر أيضًا على بذور البطيخ في مستوطنة بليبيا منذ 5000 عام، انتشر بعدها في شمال أفريقيا ومنها إلى أوروبا  في دول البحر المتوسط.

البطيخ الأصفر أحد أنواع البطيخ النادرة 

ويشير الباحث والأثري وليم نظير، في كتابه "الثروة النباتية عند قدماء المصريين" لحكاية البطيخ وعادة قزقزة اللب التي ظهرت منذ العصور القديمة، مؤكدًا أن البطيخ ظهر في مصر من الدولة القديمة، وقد كان يمتاز بصغر حجمه وثماره بحجم ثمار التفاح أو الحنظل، ولا طعم له ولحمه الداخلي أبيض وليس أحمر، وقد كان يُزرع في الصعيد والواحات الخارجة، ويستخرج منه اللب للتسلية.

 ويوضح نظير أن رغم قدم البطيخ فإن صور البطيخ ونقوشه قليلة في المعابد والمقابر، إلا أن البطيخ مذكور في مقبرة ساحورس بأبي صير من الأسرة الخامسة، وقد ذُكر اسمه "بتوكا" في قصة الملاح الغريق من عصر الدولة الوسطى، وقد وجد في مقابر الجبلين في العصرين اليوناني والروماني.

وكان قشر البطيخ يُستخدم لتزيين المومياوات والتوابيت، وكانوا يقصدون إنعاش الميت بثماره حين ترجع له الروح حسب اعتقاداتهم، وقد عُثر على البطيخ في مقبرة الكاهن نبي سني بالدير البحري بالأقصر، كما عُثر على بذوره في قبر الفرعون الذهبي توت عنخ آمون من الأسرة الثامنة عشر محفوظة بالمتحف الزراعي.

ويؤكد وليم نظير، أن المصريين قد ورثوا عادة قزقزقة اللب من خلال أجدادهم المصريين القدماء الذين كانوا يستخدمون بذور البطيخ في قزقزة اللب؛ لذا ليس غريبًا أن نجده في مقابر الفراعنة وفي مقبرة توت عنخ آمون استمر البطيخ في كافة العصور معشوق المصريين، وفي عصر الدولة الفاطمية انتشرت زراعة البطيخ في قنا.

 

انتقلت زراعة البطيخ إلى الصين وآسيا عن طريق الرحالة حتى أصبحت الصين الأولى في إنتاج البطيخ حيث إن زراعته من أسهل الزراعات بل وأسرعها إذ يستغرق نموه تسعين يومًا، ويبلغ الإنتاج العالمي للبطيخ 30 مليون طن.

ووفقًا لـ "قاموس المأكولات والمشروبات الأمريكية" لجون مارياني، ظهرت كلمة "بطيخ" لأول مرة في القاموس الإنجليزي عام 1615 وتتنوع ألوانه بين الأحمر والأصفر والأبيض والأسود.  

وقد استطاع كريس كينت من سيفيرفيل بولاية تينيسي  الأمريكية زراعة أثقل وأكبر ثمرة بطيخ في العالم في عام 2013، وبلغ وزنها 350 رطلًا.

 

أشكال مثلثة ومربعة من البطيخ 

استطاع المزارعون في اليابان زراعة البطيخ على شكل مكعبات منذ 40 عامًا حتى الآن، وقد تحقق ذلك من خلال زراعته في صناديق مربعة الشكل كما تم مؤخرًا تقديم أصناف من البطيخ على شكل أهرامات وقلوب ووجوه بشرية وبيعها كمنتجات جديدة.

 

سلعة تصديرية في مصر 

وتهتم مصر بزراعة البطيخ الفاكهة الصيفية المحببة لكل المصريين ولأن البطيخ المصري له سمعة عالمية تصدر مصر من البطيخ الأحمر إلى الخارج 11 طنًّا سنويًّا إلى أكثر من 15 دولة منها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والامارات والسعودية والكويت وغيرها.


 ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية