رئيس التحرير
عصام كامل

في خدمة من يدفع!

مثلما صار لدينا سياسيون يعزفون داخل بلادنا على أنغام أمريكا صار لدينا أيضا صحفيين وإعلاميين فى خدمة دول غير دولتهم من خلال منابرهم الإعلامية.. هذا أحدث ما يتم تناوله في الوسط الصحفي، والإعلامى المصرى.. لذلك يفسر دوما من قبل من يرددون ذلك ما يقوله هؤلاء الإعلاميون والصحفيون  بأنه نوع من الرسائل المبطنة وغير المباشرة من الدول التى يخدمونها موجهة لدولتنا.


وراج هذا التفسيرالعام الماضى مع اندلاع الأزمة الاقتصادية، حينما قام البعض من نشر توقعات متشائمة حول الوضع الاقتصادى في البلاد والترويج لاجراءات اقتصادية مؤلمة وموجعة لا مناص لنا من اتخاذها والقيام بها لان من كانوا يساعدوننا قد سأموا الاستمرار في تقديم العون لنا.. 

 

وها هو هذا التفسير يتكرر مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في البلاد والتى يراها البعض فرصةَ للتدخل في الشأن الداخلي المصرى، حينما ارتفعت اصوات إعلاميين وصحفيين بمطالب بخصوص هذه الانتخابات المقبلة اعتبرها اصحاب هذه التفسيرات مطالب لدول أخرى من دولتنا.

 
ونظرًا لأن هذا الكلام يحتاج التحقق منه جهدا في جمع معلومات صحيحة والقيام بتحليل دقيق، فإن القطع به أمر صعب بالطبع.. ومع ذلك سوف تظل الشكوك تطارد البعض من الصحفيين والاعلاميين ولن تختفى.. فضلا عن توظيف دول وحكومات لصحفيين وإعلاميين لا يحملون جنسيتها لخدمة مصالحها هى ظاهرة موجودة ومعروفة عالميا.. 

 

 

وهناك العديد من الكتب تحدثت عّن ذلك باستفاضة، وبشكل موثق، وتأتى الولايات المتحدة في مقدمة الدول التى تجند أجهزة مخابراتها الصحفيين والاعلاميين لخدمة مصالحها.. فهى لها باع طويل في هذا الشأن، ولذلك عندما تأتى دول في محيطنا الاقليمى لتقليدهم وتحاكى ما تفعله فهذا لا يفسر الدهشة! 

الجريدة الرسمية