رئيس التحرير
عصام كامل

وقف التدخل الأجنبي في السودان

كيف نرفض التدخل الأجنبي في شئون السودان ونجمع كل جيرانه من أجل التوصل إلى حل لأزمته الراهنة؟! هذا سؤال يطرحه البعض الآن.. غير أن هؤلاء يتغافلون أمرا مهما في الأزمة السودانية ويتمثل في أن بعض دول الجوار للسودان تحاول استثمار الأزمة للتدخل في أموره تحت غطاء إنهاء القتال الدائر الآن بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.. 

 

وقد ظهر ذلك في طرح تواجد قوات أفريقية لفرض وقف اطلاق النار في السودان، ونزع سلاح الطيران والمدفعية من قوات الجيش السودانى، والتى تعد أهم أسلحته الآن. 
 

لذلك كان جميع قادة دول جوار السودان في القاهرة بمثابة قطع الطريق على التدخل في شئون السودان.. فما طرحته مصر خلال الاجتماع كان يتضمن بعد وقف اطلاق النار أن يعود الفرقاء السودانيين إلى مائدة التفاوض للتحاور والتشاور للتوصل إلى حل توافقى لأزمة بلدهم.. حل غير مفروض عليهم من الخارج ومن قبل غيرهم.

 
وهكذا جمع دول الجوار للبحث في الأزمة السودانية هدفه حماية البلد الشقيق من التدخلات الأجنبية التى تصاعدت مؤخرا، وليس التدخل في شئونه الداخلية، لآن ما طرحته مصر كان حلا يتوافق عليه الأخوة في السودان بكل قواهم السياسية وحماية عسكرية ومدنية بعد وقف الاقتتال الدائر حاليا والذى يستنزف قوى السودان ويهدد كيان الدولة السودانية ويعرض أمنه القومى. 

 


وبالطبع غنى عن القول أيضا أن إنقاذ السودان في مصلحة كل دول الجوار، لآن تعرضه للإضطراب يهدد أمنها القومى ويعرضها لاخطار عديدة ربما أقلها موجات الهجرة السودانية لها، وهذا يفسر اهتمامها بما يحدث في هذا البلد الشقيق من اقتتال داخلى.. ولكن ثمة فارق بين الاهتمام بالسودان وبين التدخل في شئونه الداخلية بالطبع، وهذا ما أرادت مصر أن يكون واضحا أمام كل دول جوار السودان.  

الجريدة الرسمية