خبير يكشف مراحل ارتفاع معدلات التضخم في مصر.. يوضح الآثار السلبية لها.. ويضع روشتة للحد من ارتفاع الأسعار

كشف الدكتور علاء رزق الخبير الاقتصادي ومدير المركز الاستراتيجي للتنمية الاقتصادية، مراحل ارتفاع التضخم في مصر على مدار الشهور الماضية، والآثار السلبية التي ترتبت على ذلك، والإجراءات التي يجب اتخاذها للحد من ارتفاع الأسعار في، حتى يتسنى معالجة الآثار السلبية للتضخم في مصر.

وقال رزق في تصريحات خاصة لـ "فيتو"، إن مصر تشهد  حاليا اندفاع غير مسبوق في معدلات التضخم، حيث أظهرت نتائج التقرير الاخير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاع معدل التضخم السنوي، إلى 36.8% بزيادة قدرها 2% عن الشهر الذي سبقه هو شهر مايو مقابل 14.7% من نفس الشهر للعمل الماضي.

علاج الآثار السلبية للتضخم في مصر يتطلب معرفة هذا الأمر

وأكد، أنه يجب معرفة التشخيص الحقيقي لما وصل إليه حال التضخم في مصر حتى يتسنى لنا محاولة علاج هذه الآثار السلبية منه، مشيرا إلى أن التضخم أكبر المصطلحات الاقتصادية شيوعا على مستوى العالم لكن حتى الآن لا يوجد اتفاق بين الاقتصاديين بشأن تعريف محدد له، نظرا لانقسام الرأي حول مفهومه، لأن مصطلح التضخم مستخدم لوصف العديد من الحالات، وأهمها الارتفاع المفرط في المستوى العام للاسعار او تضخم الدخل النقدي الناتج من الاجور او الارباح تحديدا أو زيادة مستوى التكاليف نتيجة تقلص سلاسل التوريد أو الإفراط في خلق الأرصدة النقدية، مثل الإفراط في إصدار العملة المحلية.

وأشار إلى أن هذه العناصر أو الحالات السابقه تعتبر حالات مستقلة، وبالتالي فإن عدم الاتفاق على تعريف التضخم يأتي من استقلالية هذه الحالات، لكن إذا أجاز لنا محاولة تشخيص الوضع الحالي، فان القرن الـ 19 جاء معه التركيز على جانب واحد من التضخم وهو التضخم النقدي، أي أن ارتفاع عرض النقود يؤدي لانخفاض قيمتها مما يؤدي الى ارتفاع مستوى الأسعار والعكس صحيح، موضحا أنه بالتالي فإن الاقتصاد العالمي قد أكد أن التضخم هو زيادة حجم الطلب الكلي على حجم العرض الحقيقي، وزيادة محسوسة ومستمرة مما يؤدي إلى زيادة ارتفاع الأسعار.

العلاقة بين خطط الاستثمار وخطط الادخار

وأضاف أن المدرسة السويدية الحديثة في النصف الثاني من القرن العشرين، ترى أن العلاقة بين الطلب الكلي والعرض الكلي لا تتوقف فقط على خطط الإنفاق القومي، أو خطط الإنتاج القومي، ولكن تتوقف على العلاقة بين خطط الاستثمار وخطط الادخار.

وتابع: وبالتالي فإن زيادة معدلات التضخم التي أقرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء خلال شهر يونيو الماضي، جاءت لمجموعة من الأسباب، على رأسها زيادة الطلب على السلع الغذائية من الحبوب واللحوم والأسماك والسكر والزيوت وغيرها، بنسب تتراوح من 4% الى 15%،  فضلا على زيادة أسعار الوقود خاصة السولار خلال الفترة الماضية.

وأوضح، أنه ما زالت تداعياته مستمرة حتى الآن، بجانب استمرار حالة عدم اليقين المرتبطة بتوقعات الأسعار، وتتمثل أهمها في اختلال سلاسل التوريد العالمية والتطورات الأخيرة في القطاع المالي بالاقتصادات المتقدمة، خاصة الاقتصاد الأوروبي والأمريكي، كما أن التضخم المستورد نتيجة انخفاض قيمة الجنيه امام العملات الاخرى، مع استمرار العجز في الميزان التجاري، لذا ترتفع الأسعار مع انخفاض قيمة الجنيه أمام العملات الأخرى.

دور التوقعات في زيادة التضخم 

وعن دور توقعات التضخم، قال الدكتور علاء رزق، إن التوقعات لها دور كبير في زيادة التضخم، وهو ما حدث بالفعل في أوكرانيا التي تعتبر الطرف الآخر من الأزمة العالمية الدائرة منذ فبراير 2022 بينها وبين روسيا، مضيفا أن التضخم خلال يونيو 2023 في أوكرانيا انخفض إلى 12.8% بعد أن كان 15.3% خلال شهر مايو.

سبب انخفاض معدلات التضخم في أوكرانيا

وأضاف رزق، أن سبب انخفاض معدلات التضخم في أوكرانيا، يتمثل في قدرة السياسة النقدية والمالية، بالإضافة إلى تعزيز الدولة إمدادات الغاز والوقود واستغلال تراجع الأسعار عالميا، مع وجود توقعات في أوكرانيا بانخفاض التضخم، وهو ما حدث بالفعل مع توقع أيضا بانخفاض خلال الشهر القادم في أوكرانيا.

استعراض معدلات التضخم منذ بداية هذا العام

وأشار إلى أنه في حالة استعراض معدلات التضخم منذ بداية هذا العام، نجد أنها في ارتفاع مستمر، ما عدا شهر أبريل، موضحا أنه في يناير الماضي زاد التضخم 5% ليصل إلى 26.5%، ثم زاد في شهر فبراير إلى 31.9%، بزيادة 7% عن شهر يناير، أما في شهر مارس ارتفع إلى 33.9%، علما بأنه كان في مارس من العام الماضي 12.1% فقط.

الأسباب العالمية في ارتفاع التضخم

وتابع: أما في شهر ابريل انخفض التضخم الى 31.5%، ولكنه عاود الارتفاع مرة أخرى في مايو 2023 ليصل إلى 33.7%، حتى وصل حاليا الى 36.8%، موضحا أن بالتالي فإن هناك أسباب أخرى لابد أن نراعيها، والتي تتمثل في الآثار المباشرة للانحرافات الكبيرة على الأسعار العالمية للمواد الخام والمواد المنتجة للطاقة والسلع الأخرى، كذلك التعرف على الآثار المباشرة للمتغيرات الرئيسية على ظروف الإنتاج الزراعي وسلاسل التوريد العالمية، وأيضا الآثار المباشرة للكوارث الطبيعية التي يترتب عليها أثر من جانب العرض على السعر وأخيرا الآثار المباشرة لضبط أوضاع المالية العامة أو أن تكون التغيرات في الأسعار المحددة، سواء أقوى أو أضعف من المتوقع.

إجراءات يجب مراعاتها للحد من ارتفاع التضخم

وعن إجراءات الحد من التضخم، قال مدير المركز الاستراتيجي للتنمية الاقتصادية، إن هناك مجموعة من الإجراءات التي يجب مراعاتها  للحد من التضخم المرتفع في البلاد.

وتابع: أن أول الإجراءات تتعلق بالسياسة المالية، والتي يتم من خلالها تحديد مصادر الإيرادات واستخداماتها والفائض في الموازنة بشكل دقيق، لما له من تأثير في تخفيض حجم السيولة المتاحة في السوق، مضيفًا أن أدوات السياسة المالية أيضًا بيع الدين العام للمواطنين، مما يؤدي إلى سحب النقد في السوق.

زيادة الضرائب على السلع الكمالية

واستكمل: ومن ضمن الإجراءات أيضًا زيادة الضرائب على السلع الكمالية لأصحاب الدخول المرتفعة، مع أهمية تخفيض الإنفاق الحكومي بكل السبل، وهذا لأن من أبرز الأسباب التي تعاني منها الأسواق هي انخفاض المتداول من النقد في السوق.

تخفيض القدرة الائتمانية وتقليل السيولة المتاحة

وأوضح، أنه فيما يتعلق بالسياسة النقدية التي تبرز أدواتها من خلال استخدام الأدوات الكمية بالعمل على زيادة سعر إعادة الخصم، مما يؤدي الى تخفيض القدرة الائتمانية وتقليل السيولة المتاحة، بالإضافة إلى دخول البنوك الى سوق البيع للأوراق المالية، مما يؤدي إلى تخفيض السيولة أيضًا، بجانب زيادة نسبة الاحتياط القانوني، مما يؤدي إلى تخفيض القدرة الائتمانية للبنوك.

خبير يكشف إجراءات يجب مراعاتها للحد من التضخم، أبرزها ضرائب أصحاب الدخول المرتفعة

التضخم يسيطر على العالم.. مصر الأعلى تاريخيا في ارتفاع الأسعار.. وتركيا تتصدر المشهد.. والبنوك المركزية تلجأ للخيارات الصعبة

لجوء البنك المركزي لرفع سعر الفائدة

واستكمل: أما استخدام معدلات الفائدة فهو ما اتجه إليه البنك المركزي المصري خلال الفترات السابقة، وهي تقترن بمصادر التمويل قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، مشيرًا إلى أنه لا شك أن معدل التضخم يؤثر في تكلفة الإنتاج الصناعي، مما يزداد الطلب على رأس المال لتغطية هذه التكاليف، وبالتالي فإن انخفاض القوة الشرائية من النقد يؤدي إلى زيادة الحاجة إلى التمويل وارتفاع أسعار الفائدة على التمويل المفترض، مع انخفاض قيمة العملة تجاه العملات الأخرى في نهاية الأمر.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.