رئيس التحرير
عصام كامل

احتجاجات وسرقات!

تناقلت مواقع التواصل الاجتماعى باهتمام صورة لفتاة وهى تخرج من أحد فروع  محلات زارا الذى اقتحم خلال مظاهرات فرنسا، وتحمل كمية من الملابس وترتسم ملامح السعادة على وجهها.. هذه الصورة ذكرتنا بالصورة التى اختارها كاتبنا المبدع صلاح حافظ لغلاف عدد مجلة روزاليوسف الصادر بعد اندلاع مظاهرات يناير 77 في مصر..

 

وكانت هذه الصورة لسيدة ترتدى جِلْبابا  تحمل  صندوقا من زجاجات الويسكى بعد أن تعرضت ملاهى شارع الهرم للاقتحام، وتبدو وكأنها ظفرت بغنيمة ربما لانها تخيلت أن الزجاجات التى اقتنصها مملوءة بالزيت وليس الويسكي! 


وهذه الصورة تكررت في العديد من المظاهرات وشاهدناها خلال مظاهرات يناير في مصر مثلما شاهدناها في مظاهرات حدثت في أوروبا وأمريكا أيضا.. وبالتالى يصير ملحا السؤال: لماذا ترافق المظاهرات الاحتجاجية عمليات سرقة عادة؟!

 

مفهوم بالطبع أن ينسب عنف للمظاهرات الاحتجاجية نظرا لغضب المحتجين ونظرًا أيضا لعنف الشرطة أحيانا، وهو العنف الذى فجر مظاهرات فرنسا الأخيرة.. لكن حدوث سرقات خلال الاحتجاجات الشعبية أمر يحتاج للفهم.

 
صحيح أن اختلال واضطراب الأمن المصاحب للاحتجاجات الشعبية يمنح محترفى السرقة واللصوص فرصة للمارسةَ السرقة على نطاق واسع وتحت حماية المحتجين، ولكن اقتحام المحلات وسرقة محتوياتها لا تقتصر فقط على اللصوص ومحترفي السرقة وإنما يشارك فيها وبحماس مواطنون عاديون، كما تسجله العديد من الصور أخرها صورة فتاة محل زارا بباريس! 

 

فلماذا يقبل مواطنون عاديون ملتزمون في حياتهم بالقانون على المشاركة في السرقة والنهب خلال الاحتجاجات السياسية والاجتماعية ؟! 
هل السبب هو إحساسهم  بالحرمان في حياتهم الذى يدفعهم إلى ذلك؟!.. ربما.. على كل حال الأمر يحتاج أن يتصدى له باحثو علم الاجتماع ونحن في الانتظار، خاصةَ وأنها ظاهرة لا تخص الدول الفقيرة وحدها وإنما تعرفها الدول الغنية والديمقراطية أيضا!   

الجريدة الرسمية