رئيس التحرير
عصام كامل

نور الشريف: حلم حياتي الذي لم يتحقق وندم الفخراني!

يواصل صديقي الفنان نور الشريف رواية بعضًا من ذكرياته واعترافاته الفنية الشيقة الجميلة والمثيرة والتي تحمل أبعادًا ودلالات مهمة أكثر من كونها ذكريات، ففي هذا المقال يكشف لي ولكم عن حلم حياته الذي حلم به منذ بداية مشواره وحاول تحقيقه أكثر مرة دون جدوى! وعن غضبه من الفنانين يحيى الفخراني ومشيرة اسماعيل لأسباب سيفصح عنها لأول مرة في مقال اليوم.

حلم لم يتحقق


منذ أن أبدع الكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي رائعته المسرحية 'ثأر الله' بجزئيها الحسين ثائرًا والحسين شهيدًا عام 1969، وأنا مولع ومغرم بها وأحلم بتجسيدها على خشبة المسرح، فأنا مؤيد للأعمال التي تتناول الشخصيات المقدسة لسبب بسيط جدًا وهو أننا نعيش عصر الصوت والصورة وتراجع تأثير الكتاب والكلمة المكتوبة أمام المتغيرات الجديدة..

Advertisements

 

لذا أرى تقديم قصص الأنبياء والصحابة في أعمال درامية شديدة الثراء أمر جيد، وسوف يسهم في تصحيح صورة الإسلام التي يبذل الغرب كل جهده لتشويهها، وأنا لو قدر لي تقديم هذا العمل الحلم عن الحسين رضي الله عنه، سأقدمه في جزأين الأول الحسين ثائرًا والثاني الحسين شهيدًا.. 

 

وسيكون برؤية لا تتنافى مع قيم واحترام وتقاليد أهل البيت، وحاولت بالفعل مرارًا وتكرارًا تقديم العمل، وأخر هذه المحاولات حينما توسط لي الصديق أشرف زكي عندما كان نقيبًا للممثلين لأول مرة عام 2010 عند شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ولكن لم يوافق فضيلته ولا مجمع البحوث الإسلامية، ومع ذلك فأنا لن أيأس وسأظل حتى أخر لحظة في حياتي أحلم بتجسيد شخصية الحسين على خشبة المسرح.. 

 

لأنها شخصية شديدة الثراء والعظمة والأحداث التي مرت بها حتى استشهاد الحسين في حادثة كربلاء، تحمل إسقاطات ودلالات على الكثير من تاريخنا المعاصر وواقعنا الحالي!، وقد قرأت ما يزيد عن أربعين كتابًا عن الحسين وحادثة كربلاء حتى صرت ملمًا تمامًا بكل أبعاد تلك الشخصية العظيمة.

اعتذار وندم


من أكثر الفنانين الذين أعشقهم على المستويين الفني والشخصي الفنان الصديق يحيى الفخراني، الذي أعرفه منذ نهاية السبعينيات حيث شارك معي في مسرحية بكالوريوس في حكم الشعوب التي أعتز بها بشدة، تأليف علي سالم وإخراج شاكر عبد اللطيف، ثم رشحته في دور محوري بفيلم الغيرة القاتلة عن مسرحية عطيل لشكسبير وأول إخراج للعبقري عاطف الطيب ولفت فيه الأنظار بشدة..

 

وعندما عرض علي فيلم العار الذي اعتبره علامة من علامات السينما المصرية، حيث جمع بين نخبة من نجوم السينما وتولى إنتاجه ثلاثة أصدقاء لي.. مأمون هطل، وأحد رجال الأعمال الذين كانوا يعملون خارج مصر بالإضافة إلى مؤلف الفيلم محمود أبو زيد، كان هناك إجماع على ترشيحي أنا والغالي حسين فهمي والرائعة الموهوبة نورا.. 

 

فقمت على الفور بترشيح يحيى الفخراني في شخصية الأخ الأصغر الطبيب عادل وأرسلنا إليه السيناريو متوقعا موافقته بلا تردد لقيمة العمل ونجومه، ولكنني فوجئت به يكلمني تليفونيًا، قائلًا: هاعمل إيه بينك وبين حسين؟ مش شايف دور! فقد أزعجه حجم الدور الذي اعترف أنه لم يكن كبيرًا ولكن كان مهمًا ومؤثرًا ومختلفًا.. 

 

فقلت له: اقرأ تاني يا يحيى عشان خاطري، فاعتذر وهو ما أغضبني قليلًا منه ساعتها ولكن بسرعة تم ترشيح الفنان الجميل محمود عبد العزيز، وجسد الدور بمنتهى الروعة وأضفى عليه مسحة من خفة ظله، ولما شاهد الفخراني الفيلم ندم على عدم تقديمه له، فقد كان بداية انطلاق محمود عبد العزيز في السينما ووجه الخير عليه.

عيش أيامك


من المسلسلات المهمة في مشواري مسلسل عيش أيامك عام2004، والذي يناقش قضية حيوية وهي قضية أزمة منتصف العمر من خلال زوج وأب يكتشف بعد سنوات طويلة أنه يعيش حياة روتينية، فيقرر أن يتخذ قرارات مفاجئة على سبيل التغيير، المسلسل كتبه مصطفى محرم وأخرجه محمد النقلي وكان معي عبلة كامل ومنى عبد الغني وعماد رشاد ومحمود الجندي ومجموعة من الوجوه الجديدة..

 

وأتذكر أنه أثناء عملية ترشيحات الفنانين قمت بترشيح الفنانة الصديقة مشيرة اسماعيل لأحد أدوار البطولة، وهي التي لعبت أمامي ومن إنتاجي أجمل أدوارها في السينما في فيلم زمن حاتم زهران، الذي قدمت فيه المخرج محمد النجار مخرجًا لأول مرة عام 1987، ولكنها فاجئتني واعتذرت عن الدور بلا سبب واضح وانتهى الموضوع..

 

 

حتى فوجئت بها تصرح في أحد الصحف أنها اعتذرت عن دورها مسلسل عيش أيامك الذي جسدته بعدها الفنانة منى عبدالغني لأنه لم يعجبها! وهنا شعرت بالحزن والغضب فليس من آداب وأخلاقيات المهنة كما تربى جيلي، أن أكشف عن دور رفضته وقدمه غيري حتى لا أحرجه كونه جاء بديلًا ولا يليق أن أقول أنه لم يعجبني فيكفى الاعتذار فقط!.فكم من أدوارا اعتذرت عنها ولم يعلم أحد ذلك!

الجريدة الرسمية