رئيس التحرير
عصام كامل

هل تعتذر أمريكا لشعب أوكرانيا؟!

العالم يقفز بسرعة هائلة نحو الهاوية.. تصريحات صادمة تتفجر بين الحين والآخر على ألسنة ساسة ومسئولين دوليين كبار.. وكلها تكشف عن مصير معتم ينتظر البشرية؛ فها هو الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يقول إن النظام المالي العالمي أصبح غير عادل وفشل في حماية الدول الأكثر فقرا دون أن يقدم لنا حلولا تنقذ الدول المستضعفة التي استنزفها الاستعمار من وطأة الديون ومتاعب الفقر.


المدهش حقا أن تأتينا بين الحين والآخر تصريحات صادمة وكاشفة من بلاد العم سام كتلك التي ساقها المرشح الرئاسي الأمريكي روبرت كينيدي جونيور مؤكدا إن العالم يمر بظروف وتوترات نووية خطيرة مشابهة للظروف التي شهدها في زمن عمه جون كينيدي رئيس امريكا الأسبق، ثم يمضي متسائلا: إذا كان روزفلت جلس مع ستالين، وعمي جون كنيدي جلس مع خروتشوف، ونيكسون جلس مع بريجنيف، وريجان جلس مع جورباتشوف.. ألا يستطيع بايدن الجلوس مع بوتين؟


روبرت دعا بايدن إلى تقديم اعتذارين، الأول للشعب الأمريكي لدعم حرب بالوكالة بذرائع كاذبة -يقصد حرب أوكرانيا-، والثاني والأهم اعتذار للشعب الأوكراني لتدميره بلدهم من أجل مصالح الولايات المتحدة.. 

 

وفي المقابل أبدى روبرت تفهما للمخاوف المشروعة للروس الذين  ضحّوا من أجل الامريكان ولديهم اليوم مخاوفهم المشروعة للتأكد من عدم تكرار ماحدث في  الحرب العالمية الثانية، التي فقدوا خلالها مواطنا من كل 7 مواطنين روس قتلوا خلالها على حد قوله.


ثم يصوب روبرت سهام انتقاده لمسئولين أمريكيين يحاولون استخدام تايوان كبيدق جيوسياسي بالطريقة نفسها التي استخدموا بها العراق وسوريا.. والآن أوكرانيا للحفاظ على هيمنتهم على العالم عن طريق المواجهة العنيفة.

 


حاول كثيرون التوسط بين بوتين وزيلينسكي ولكن الولايات المتحدة أرادت استمرار الحرب متجاهلة النصيحة الذهبية لجون كينيدي التي قال فيها: “القوى النووية يجب أن تتجنب المواجهات التي تضع الخصم أمام خيارين، إما الانسحاب المهين أو الحرب النووية”.
لكن قادة العالم صموا آذانهم عن معاناة البشرية المرشحة للتصاعد بعد انهيار سد كاخوفكا الأوكراني والتهام ملايين الأفدنة من الزراعات الاستراتيجية التي تعد سلة غذاء للعالم.

الجريدة الرسمية