رئيس التحرير
عصام كامل

لن أهنئ عادل إمام بعيد ميلاده

عادل إمام مثال يحتذى به في فن إدارة الموهبة، ليس فنانا عاديًا بل مؤسسة فنية عملاقة، قصة صعود ملهمة لكل مجتهد طموح، بدأ بعدة أدوار ثانوية بين كوكبة من نجوم الفن، لكنه تخطاهم واحدًا تلو الآخر، بوعيه الكبير وفهمه العميق وقربه الشديد من جمهوره على امتداد العالم العربي من المحيط إلى الخليج.

 

تصنيف عادل إمام كأفضل كوميديان عربي يعد من قبيل الاختزال المخل بقدرات جبارة لفنان عظيم ارتقى إلى أعلى قمة الأداء التمثيلي في روائع خالدة مثل الحريف والمشبوه والإنس والجن وحتى لا يطير الدخان. 

 

وقدم أدوارًا رومانسية شديدة العذوبة في الإنسان يعيش مرة واحدة، وحب في الزنزانة، وقدم نقدًا سياسيًا واجتماعيًا جادًا مزج فيه الفكر بالكوميديا، والعمق بالمتعة، وجدية الطرح ببساطة التناول في طيور الظلام والإرهابي والمنسي والسفارة في العمارة واللعب مع الكبار وحسن ومرقص والإرهاب والكباب.

 

في أحد اللقاءات التليفزيونية قال عادل إمام إن عدوه الأول هو الزمن، وهو محق، لأن الزمن هو الوقت الذي يتنافس فيه الجميع لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم، وهذه الإجابة تكشف عن موهبة متفجرة يخشى صاحبها أن ينقضي عمره دون أن يحقق لها كل ما تطمح إليه.. 

 

ولكن الزمن وحده كان كفيلا بإثبات تفوق عادل إمام وحصوله علي العلامة الكاملة طوال أربعين عاما ظل فيها متربعا على عرش النجومية، والزمن وحده هو الذي سيخلد فن عادل إمام، لأن فنه يحتاج إلى دراسات جادة متعمقة تكشف عن مدى إبداعه وعبقريته.

 

 

في عيد ميلاد عادل إمام لن أتوجه إليه بالتهنئة، ولكني سأتوجه إليه بالشكر على كل ما قدمه لنا من فن وإبداع، وعلى دوره الكبير في الحفاظ على ريادة مصر الفنية، بعد رحيل جيل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، أما التهنئة فهي لجموع الشعب المصري ولكل الشعوب العربية على وجود عادل إمام في حياتنا، كل عام وعادل إمام بيننا.

الجريدة الرسمية