رئيس التحرير
عصام كامل

القائد المثالي لم يعد ساحرا

استقطاب العناصر القيادية من جميع المستويات ربما تكون سهلا من الناحية النظرية، ولكن ليست كذلك عمليا، إذ ما زال الكثير من المسئولين يعتقدون أن المؤسسة التى لديها الكثير من الرؤساء ستنتهي إلى الفوضى ويعتقدون أن السلطة عبارة عن امتياز لا يجوز التنازل عنه لأى شخص لأى شخص لأنهم يرون أن تفويض السلطة لفرد آخر، يعنى وكأنك أعطيته جزءا من نفسك.

 

بديهى أن الأشخاص الذين يطبقون تدريبات القيادة يكتشفون أن السلطة تخضع لعملية تكاثر، ويجب أن تتكرر لأنه كلما قام هؤلاء القادة بعمليات تفويض فإنهم يصبحون أكثر إنتاجية وأكثر فاعلية وأكثر سلطة أيضًا.. حجر الزاوية فى عملية إطلاق الطاقات الكامنة هو الأمانة، وذلك يعنى أن القادة يجب أن يكونوا صادقين مع أنفسهم وواضحين ومتواضعين، وربما يبدو ذلك أمرا مبالغا فيه أو نوعا من السذاجة ولكن فعلا صفات ضرورية.. 

 

إذا نجح المسئول فى دفع الموظفين نحو النجاح وجعل الجميع يتعاونون ويضعون أيديهم فى أيدى بعضهم فإنه يمكن بذلك التوصل إلى مناخ تتولد فيه العناصر القيادية ويشجع على انطلاق الأفكار والأساليب التى تحقق الأهداف المنشودة.

 

فى الماضى ساد اعتقاد بأن القائد عبارة عن ساحر يملك قوة خارقة غير عادية ولكن الأمر تغير الآن، فقد اضطر القادة الذين كانوا فى الماضى يمارسون هذا الأسلوب أن يصبحوا أقل قوة كما يمكن للعاملين مقابلتهم والتحدث معهم.. 

 

القائد العصرى يعرف كيفية اكتشاف المواهب الكامنة لدى مرءوسيه وكيفية تنميتها واستخدامها ودفعها إلى الأمام ثم يمنحهم السلطات الأزمة لتحقيق الأهداف المسندة إليهم.. كما يحرص القائد الجديد على تشجيع الأسود التى لم تدرك بعد مكامن قوتها وتبدو خجولة ومضطربة.. 

القائد الجديد أصبح حريصا على تعليم الأفراد كيفية استخدام أقدامها للسير بها نحو الأهداف المنشودة.. قولا واحدا العاملون اليوم أصبحوا فى حاجة إلى القائد الذى يعرف كيف يشحذ هممهم ويجعلهم يشعرون أنهم فعلا قادة.

الجريدة الرسمية