رئيس التحرير
عصام كامل

من رسائل الإمام الأكبر

نشوز الرجل.. ونشوز المرأة

الأصل في الزواج المودَّة والرحمة والعشرة بالمعروف والسَّكن المتبادل بين الزوجين فإذا تحقق ذلك تعافى المجتمع وقوى تماسكه وتكاملت أدوار أفراده  في تناغم وانسجام.. وحين يختفي  ذلك تتحلل العلاقات وتنهار الأسر وتتفسخ المجتمعات.


الجهل بأحكام الشرع ومفاهيمه لاسيما فيما يخص حقوق الزوجين وواجباتهما  تجاه بعضهما البعض يقود لأخطاء كارثية؛ فقضية النشوز مثلًا يشوبها خطأ في الفهم لدى كثير من الرجال والنساءعلى السواء؛ فالشائع أن لفظ النشوز يختص بالنساء المتمردات على أزوجهن دون الرجال..

 

لكن الحقيقة شيء مختلف تمامًا  كما يؤكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر في برنامج التليفزيوني؛ ذلك أن الزوج أيضًا يوصف  بالنشوز إذا ضرب زوجته أو جفاها أو أغضبها لأتفه الأسباب أو هددها بالطَّلاقِ أو الزواج بأخرى.. وتلك قمة المساواة التي يحققها الشرع بين الزوجين.


المرأة ناشز إذا استعصت وامتنعت على زوجها وخرجت عن طاعته وكرهته، وحين تستعلى على قوامة الرجل وتسخط عليها وعليه، وهذا الصِّنْف لا مفرَّ له من علاجٍ يَرُدُّه عن عُلوِّه واستنكاره إذا ما أُريد للأسرة أن تواصل مسيرتها في الحياة، وذلك بالنصيحة.. 

 

فإذا لم تجد النَّصيحة فمرحلة الهجر في المضجع، فإنْ لَمْ يُجد لا هذا ولا ذاك، فمرحلة شديدة التحديد بالشروط وهي تلك المعبر عنها بقوله "واضربوهن"؛ وهذا العلاج مختصٌّ بالزوجةِ في حال نشوزها فقط، ومقصور على هذه الحالة بعينِها لا يعدوها إلى غيرها من سائر حالات الخِلاف التي لا يخلو منها بيتٌ من البيوت.. فإذا عادت الزوجة إلى حالتها العادية؛ فعلى الزوج أنْ يعود من فورِه إلى ما أمرَه الله به من عِشْرة زوجته بالمعروف.

 


والسؤال: هل إذا خالفت الزوجة زوجها في الرأي أو علا صوتها أو أظهرت تبرمًا من شيء فعله الزوج، أو قَصَّر في أدائِه تعد ناشزًا.. وهنا يجيب شيخ الأزهر بالنفي قطعًا ويصل لحكم مهم وهو أن النشوز ليس تلك المشاحنات التي لا تخلو منها أسرة ولا بيت ثم يقرر حكمًا شرعيًا عظيمًا ينتصر للمرأة وهو أنه يجوزُ شَرْعًا أن يقابل الزوج أيا مما ذكرناه بهجر زوجته أو بضربها.. ليت إعلامنا يركز على مثل تلك الآراء لتوعية الأزواج بما لهم وما عليهم ولو فعلا ذلك لاختفى كثير من الخلافات والمنازعات وسلم المجتمع من العلل والآفات.

الجريدة الرسمية