قصة الخلاف بين الرشيد والشافعي وكيف نجا الإمام من الإعدام؟ (فيديو)

كاد الإمام الشافعي يعرض على السياف فيقطع رأسه، وإليكم القصة من بدايتها.

هاجر محمد بن إدريس الشافعي إلى المدينة المنورة طلبًا للعلم عند الإمام مالك بن أنس، ثم ارتحل إلى اليمن وعمل فيها، ثم ارتحل إلى بغداد سنة 184 هـ، فطلب العلم فيها عند القاضي محمد بن الحسن الشيباني، وأخذ يدرس المذهب الحنفي، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز (المذهب المالكي) وفقه العراق (المذهب الحنفي).

ورغم عدالته فقد وشى البعض به إلى الخليفة هارون الرشيد، فاستدعاه إلى دار الخلافة سنة (184 هجرية)، وهناك دافع عن موقفه بحجة دامغة، وظهرت للخليفة براءة الشافعي مما نُسب إليه وأطلق سراحه.

وشاية

وفي التفاصيل أن أحد تلاميذ الإمام أبي حنيفة، وهو محمد بن الحسن، قال لهارون الرشيد: يا أمير المؤمنين؛ إن محمد بن إدريس الشافعي يزعم أنه للخلافة أهلٌ.

فغضب الرشيد، فقال: عليّ به. فأُتي به وجلس على ركبتيه بين يديه، فكره الرشيد أن يعجّل عليه من غير امتحان.

فقال الرشيد: هيه، فقال الشافعي: فما هيه يا أمير المؤمنين؟ أنت الداعي وأنا المدعو، وأنت السائل وأنا المجيب.
قال الرشيد: كيف علمك بكتاب الله فإنه أولى أن يُبتدأ به؟ 
قال: جمعه الله في صدري وجعل دفتيه جنبي، فقال: كيف علمك به؟
قال: أي علم تريد يا أمير المؤمنين؛ علم تأويله، أم علم تنزيله، مكيه أم مدنيه، ليليه أم نهاريه، أم سفريه أم حضريه، أم إنسيه أم وحشيه، أم نسقه وصفته، أم تسمية سوره؟

علم المواريث

فأعجب الرشيد ذلك، فقال: لقد ادعيت من القرآن أمرًا عظيمًا فكيف علمك بالفرائض - علم المواريث ؟
قال الشافعي: إني لأفرض الصلب، وأعرف اختلافهم في الجد.
سأل الرشيد: فكيف علمك بالأحكام؟ قال: في عتاق أم طلاق، أم في قضاء، أم في الأشربة، أم في المتاجرات؟.
قال: فكيف علمك بالطب؟ قال: أعرف منه ما قالت الروم وبابل وبقراط وساهمور وأرسطو طاليس وجالينوس.
قال هارون: فكيف علمك بالنجوم؟ قال: أعرف منه القطب الدائر والمائي والناري، والمذكر والمؤنث، وما يُهتدى به في البر والبحر.
قال: فكيف علمك بالشعر؟ قال: أعرف الشاذ منه وما نبه للمكارم.
قال: فكيف علمك بأنساب العرب؟ قال الإمام: أعرف منه نسب الكرام وفيهم نسب أمير المؤمنين ونسبي.
فقال الرشيد: لقد ادعيت من العلوم أمرًا عظيمًا تطول به المحنة فعظ أمير المؤمنين بموعظة، فوعظه.
ثم التفت إلى محمد بن الحسن فقال: ناظره بين يدي حتى أكون فاصلًا بينكما.

مناظرة 

فالتفت محمد بن الحسن إلى محمد بن إدريس فقال: ما تقول يا شافعي في رجل تزوج بامرأة ودخل بها، وتزوج ثانية ولم يدخل بها، وتزوج ثالثة ودخل بها، وتزوج رابعة ولم يدخل بها، أصاب الثانية أُمَّ الأولى والرابعة عمة الثالثة؟.
قال الشافعي: ينزل عن الثانية والرابعة من غير أن يلزمه شيءٌ، ويتمسك بالأولى والثالثة.
قال محمد: ما حجتك؟ قال: أما الثانية فإن الله عز وجل يقول: "فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم"، وأما الرابعة فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها.
ثم قال الشافعي: ما تقول أنت يا محمد بن الحسن كيف استقبل النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر وكَبَّر؟ قال: فتعتع محمد بن الحسن.
قال الراوي: ولو سأله كيف فعل أبو حنيفة لأخبره، فقال الشافعي: يا أمير المؤمنين سألني عن الأحكام فأجبته، وسألته عن سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتاج إليها الصادر والوارد فلا يجيبني، أمن الإنصاف هذا؟. 
فتبسم الرشيد وأمر له بعشرة آلاف درهم، فخرج الشافعي ففرقها على باب داره، وانصرف مكرمًا.

معاناة الشافعي في محبسه ببغداد ورحلته إلى مصر في الحلقة الأولى من رسالة الإمام (فيديوجراف)

مسلسل رسالة الإمام، الشافعي يفحم هارون الرشيد بقوة حجته وينجو من القتل

مسلسل "رسالة الإمام"

وعرض مسلسل "رسالة الإمام"، لمحنة الشافعي في الحلقة الثانية، حيث أظهر الشافعى، والذي يؤدي دوره الفنان خالد النبوي، مسجونًا فى سجون الخليفة هارون الرشيد وتعرضه لخطر قطع الرقبة، بعد الوشاية به عن الخليفة، وقبل تنفيذ الحكم عليه يطلب الكلمة، وهنا يفصح عن هويته "محمد بن إدريس الشافعى" ليخبر أحد بلاط الخليفة بانه من أنبغ طلاب العلم فى الحجاز، ويطرح عليه الخليفة العديد من الأسئلة حول القرآن وعلومه وعلوم الدنيا ليجيب الشافعى فى بلاغة تنجيه من قطع رقبته، كما شرح له قصة الوشاية به والتي ساقته إلى سجن الخليفة.

وتنتقل كاميرا المخرج "ليث حجو" إلى قصر الخليفة العباسى فى بغداد عام 198 هجرية، 814 ميلادية، وحوار بين الخليفة العباسى والشافعى، يقول فيه: أعلم كم يحبك أهل الحديث وأهل الرأي، والمعتزلة تطمح فى أن تراك صديقًا وأنا أراك قريبا فى النسب، فيرد الشافعى: علمى ونسبى هو ما يشرفنى فى الدنيا، فيقول الخليفة: وهكذا تصبح من كبار قضاتي وسيقبل الكل الفتوى منك، لعلك تحسم لنا سخط القول بخلق القرآن بالحجة من عدمه وتنتهى المسألة.

يعتذر الشافعى عن منصب قاضى القضاة فلا حاجة له به، أما عن القول بخلق القرآن فرأيي معروف ومعلن؛ "القرآن قديم بقدم الله سبحانه وتعالى وليس مخلوقا كما يدعى هؤلاء أو أولئك".

وقد عرضت "فيتو" تفاصيل محنة الإمام الشافعي، والوشاية التي كادت تدفع هارون الرشيد للإطاحة برأسه، وذلك في برنامج "مقامات ومزارات"، الذي أعده وقدمه الكاتب الصحفي محمد أبو المجد.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.