رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان ومرتضى!

لم يشد انتباهي كثيرًا خروج البعض يطالبون محمود الخطيب بالعفو عن مرتضى منصور والتصالح معه ليتاح له الخروج من السجن، رغم أن أحدا منهم لم يفكر من قبل في مطالبة مرتضى منصور بالتوقف عن التعرض لمحمود الخطيب بالسباب.. فنحن نتسم بالعاطفة التي تمنحنا القدرة على نسيان ما حدث!

 
ولم يشد انتباهي في المقابل أيضا حالة الفرحة والتشفي من قبل البعض الآخر في مرتضى منصور بعد بدء تنفيذ الحكم الصادر ضده بالحبس لمدة شهر.. فقد كانت هناك شكوك كبيرة لديهم فى تطبيق القانون عليه، خاصة وأنه سبق أن عُزل من رئاسة النادي وعاد إليها بعد نحو العام أقوى وأشرس مما كان قبلها!


إعلام الإخوان وحبس مرتضى منصور

 لكن ما شد انتباهي حقا هى الطريقة التى تناول بها إعلام الإخوان خبر تنفيذ مرتضى منصور لحكم حبسه لمدة شهر بعد أن صار بحكم محكمة النقض أمس نهائيا وباتا.. فقد قام هذا الإعلام بتسييس الخبر فورا في ظل النهج الذي يمارسه وادعى أن ما حدث المقصود به إلهاء المصريين عما يحدث على الساحة الاقتصادية..

 

ولكي ينسوا آلام  الغلاء الشديد، وكان مثل هذه الآلام يمكن أن تُنسى لو كان هناك أيضا خبر يبقى أكثر من بضعة أيام قليلة فقط يحوز اهتمام المصريين.، حتى ولو كان خبر له تداعيات مثل خبر حبس مرتضى منصور الذى تتمثل تداعياته فيما يتعلق بمنصبه كرئيس لنادى الزمالك ومتى يقدر على استعادته في انتخابات مقبلة سوف يشهدها النادي وتحدث عنها بيان وزارة الشباب والرياضة الذى أعلن منتصف ليلة أمس.  


بل إن إعلام الإخوان تمادى أكثر في تسييس خبر حبس مرتضى منصور حينما اعتبره أحد الأمور المرتبة في إطار التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة التي سوف تجرى بعد خمسة عشر شهرا تقريبا، رغم أن مرتضى منصور لم يعلن عن عزمه الترشح فيها، وآخر انتخابات لمجلس النواب جرت وخاضها خسرها.

 


لكن الإخوان لا يتركون حدثا يجري في أرض المحروسة إلا ويقومون بتسييسه فورا ليستخدموه  ضد الحكم في مصر.. وما فعلوه مع حبس مرتضى منصور سبق أن فعلوه مع الإفراج عن صاحب جهينة ونجله.. 

وسوف يفعلونه مع كل حدث مصرى حتى ولو كان انخفاض سعر الدواجن بعد طرح الدواجن البرازيلي في الأسواق الذي استقبله الناس بارتياح آملين أن يشمل هذا الانخفاض سلعا أخرى.. وهم يملكون المال الذي ينفقونه بغزارة على وسائل الإعلام التي يسيطرون عليها، ولذلك لن يتوقفوا عما يفعلون إلا في حالتين.. ينفد المال الذى في حوزتهم أو يستعيدون السلطة التي فقدوها!  

الجريدة الرسمية