رئيس التحرير
عصام كامل

الخطايا الكبرى لـ ثورة 25 يناير.. انتهازية الإسلاميين ومراهقي الميادين.. وضعف القيادة الأبرز

ميدان التحرير خلال
ميدان التحرير خلال ثورة يناير، فيتو

ثورة 25 يناير 2011، تمر اليوم الذكرى الثانية عشرة على اندلاعها ولازالت الأسئلة تطرح نفسها، كيف اشتغلت وانطفأت سريعًا، أي دروس يمكن تعلمها من الحدث الأضخم في القرن الحالي، ورغم تعدد الإجابات، لكن هناك شبه اتفاق حاليا على ما يمكن تسميته الخطايا الكبرى لثورة 25 يناير، والتي لازالت البلاد تدفع ثمنها حتى الآن. 

فلاش باك.. عن الأيام الأخيرة في عصر حسني مبارك 

عشرات الآلاف من المصريين يحتشدون في ميدان التحرير بالقاهرة وعدد من ميادين المحافظات للمطالبة بالعيش والحرية والعدالة والاجتماعية، موجة عاتية فاقت قدرات نظام مبارك ولم يستطع التعاطي معها، فتغيرت المطالب وتلخصت في قرار شعبي واحد «إسقاط النظام».

 لم يستطع نظام مبارك تحمل الصدمة، وأصبح واضحا أنه في طريقة للزوال، خاصة بعد أن دعم الجيش الانتفاضة الشعبية، في النهاية تنحى حسني مبارك عن السلطة بعد 30 عامًا في الحكم، وبدأت تتكشف مشكلات الحشود ورؤوس التظاهرات وغياب القيادة وأطماع الإسلاميين. 

شباب الثورة، لغم في أهداف 25 يناير 

تم تضخيم شباب الثورة بشدة وبطريقة مبالغ فيها أضرت المشهد ودمرت صورته الذهنية لدى الشارع المصري، تعامل الشباب كأبطال، وحدهم أصحاب الحل والربط في البلاد، استغل أغلبهم بسذاجة وعدم خبرة الشعور الجديد بالأمل في البلاد، بعد أن رأى المصريون قدرة التظاهرة السلمية الجماهيرية على إحداث تغيير حقيقي وتاريخي في رأس السلطة. 

سوّق غالبية شباب الثورة الحل الثوري ـ التهور ـ الانتقامية، وسادت الرغبة في استئصال كل مخالف ميادين الإعلام والثورة، أصبح الشعار الأشهر لأغلبهم أمام كل معارض لهم، أن البقعة الموجودة في قلب العاصمة ـ ميدان التحرير ـ ليس مجرد رمز لثورة خلفها أهداف عظيمة بل أداة.

اعتقدوا أن ميدان التحرير سيكون دائمًا هناك تحت طوعهم، يقول أحدهم لأشهر وسائل الإعلام الغربية: كنا نقول الطريق إلى التحرير معروف، إذا أردنا التغيير نملأه مرة أخرى، وسيأتي التغيير.

يعترف شادي الغزالي حرب، الطبيب الناشط السياسي وأحد وجوه شباب الثورة في أحد تصريحاته الأخيرة لشبكة سي بي إس نيوز الأمريكية، بعد أن انتهت الثورة وباتت من مستحيلات الواقع في مصر: “لقد كان حلمًا جميلًا تحول إلى كابوس، كنا ساذجين في ذلك الوقت، واعتقدنا أنه يمكننا تغيير العالم بأسره”. 

الاحتجاجات المستمرة وفوضى الميادين، أسوأ مظاهر ثورة 25 يناير 

سئم غالبية المصريين تضخم الاحتجاجات والإضرابات والفوضى والوضع الاقتصادي المزري، بعد أعوام قليلة سئموا الثورة نفسها، قطاع كبير انفض عنها، لكن فصيل واحد كان يشتهى السلطة ـ الإسلاميين ـ وحصلوا عليها بالفعل بسبب كل العوامل السابقة، وشقوا طريقهم بكل سهولة ويسر. 

حصلوا على الأغلبية في البرلمان، وفاز مرشحهم الدكتور محمد مرسي بالرئاسة بهامش ضئيل بسبب افتقار الثورة للقيادة اللازمة والأهداف والأدوات  والوعي، لكن مكر الإسلاميين أوقعهم في الفخ. 

انتهازية الإسلاميين، أكبر خطايا ثورة 25 يناير

كان استلام السلطة اختبار حقيقي للإسلاميين وعلى رأسهم الإخوان، رسبوا فيه بجدارة، بعد أن سوقوا للانقسامات الطائفية، وأمطروا الفن وأهله بالدعاوي القضائية، وهمشوا الأحزاب والشخصيات العامة التي قادت الثورة ولعبت دورا حاسما فيها، بل واختلفوا مع كل الخطوات التي كانت تدعم أهداف الثورة وترغب في الاستفادة منها، لا شيء مطلوب من الثورة إلا تمكين التيار الإسلامي، وقد حدث. 

أدى حكم الإسلاميين إلى تقسيم البلاد بشدة لأول مرة في تاريخها، أصبح الجميع يترقب الحرب الأهلية التي كانت شواهدها حاضرة في الاشتباكات حول الميادين والأهداف، تحول الصراع في جوانب كبيرة إلى مشاحنات طائفية تصاعدت بالاعتداء على الكنائس ومنع المصريين المسيحيين من الإدلاء بأصواتهم في بعض الدوائر التي سيطر عليها الإسلاميين في الريف والصعيد، فكان الحل في 30 يونيو 2013 لإنهاء هذه المأسأة.

خرج المصريون في الذكرى الأولى لتنصيب محمد مرسي  يطالبونه بالتخلي عن الحكم طوعا وإقامة انتخابات مبكرة، تحسم الأزمة في الشارع وإعطاء فرصة للإخوان لمراجعة مواقفهم وأفكارهم، لكنهم رفضوا. 

تجمع ضدهم عشرات الآلاف في الميادين وأمام القصر الرئاسي للضغط عليهم ـ سلميا ـ وإجراء انتخابات مبكرة، رفض  الإخوان مجددا لأنهم وأنصارهم تأكد لهم أنهم الفريق الخاسر دون محالة، رفضوا الدعوة للتصويت المبكر، وبدأ التلويح بالعنف يتصاعد على أغلب منصاتهم في الشارع والإعلام. 

بعد ثلاثة أيام  لجأ الجيش بقيادة وزير الدفاع أنذاك الفريق أول عبد الفتاح السيسي لتنفيذ رغبة الشعب وعزل الإخوان عن الحكم، بعد أن تسببوا في أعنف أزمة سياسية واجتماعية في تاريخ البلاد، وهنا انتهت ثورة يناير فعليا، بعد أن هدم المصريون جدار الخوف، لكن هدموا معه أيضا كل حسابات الحل الثوري، فالاعتماد على الشوارع في الحل السياسي قد ينتهي بكارثة، لهذا يبدو أنه كان ماض وانتهى من حسابات المصريين للأبد.  

 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية