رئيس التحرير
عصام كامل

الفائز بأفضل نص مسرحي بـ "ساويرس الثقافية": أحب ثورية سرور وتمرد إدريس.. والرملي الأقرب لقلبي (حوار)

الفائز بأفضل نص مسرحي
الفائز بأفضل نص مسرحي بـ "ساويرس الثقافية"، فيتو

حرية التعبير تعنى الجرأة الفنية.. وتحدى ذائقة الجمهور أهم عندى من تحدى قوانين الرقابة
 

ردود الفعل على كتاباتى تدفعنى لإعادة تحديد وجهتى ولا تؤثر على علاقتى بالكتابة
 

المسرح "فضائحي".. وتجسيد الروايات عليه أشبه بطقوس استحضار الأرواح
 

شقيقى الشاعر والكاتب الراحل عصام نبيل أول من دعانى إلى المسرح ودعمنى فنيا 
 

روايتى "نزهة السندباد" تكشف التاريخ المسكوت عنه وهى التجربة الحادية عشرة لى مسرحيا
 

المسرح المصرى يشهد حاليا تطورا مستمرا فى الشكل والتقنية والحرفية 
 

صناعة الفن يجب أن تحقق ربحا ولكن يجب أن يحقق فنا فى المقام الأول
 

أتمنى تقديم عروض لى على مسرح الدولة قريبا

 


حصد الكاتب أحمد نبيل المركز الأول فى جائزة ساويرس الثقافية بفرع النص المسرحى وذلك عن نص «نزهة السندباد فى دوائر بغداد»، وذلك بعدما كان قد حصد فرع الجائزة فى السيناريو عام 2010.


وأحمد نبيل روائى وسيناريست وكاتب مسرحى حصل على بكالوريوس المعهد العالى للسينما قسم السيناريو عام 2009، وحصل على جائزة ساويرس الثقافية عن سيناريو فيلم "الفيل النونو الغلباوي"، وعمل معيدا بالمعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون، وصدر له بعدها عدد من الروايات والمجموعات القصصية."


"فيتو" أجرت حوارا مع أحمد نبيل بعد حصده جائزة ساويرس الثقافية للمرة الثانية حيث كشف كواليس مثيرة من بداياته ومسيرته، وجاء نص الحوار كالتالى:


*بداية، هل توقعت فوزك بجائزة ساويرس الثقافية للمرة الثانية وهذا العام فى النص المسرحى بعد السيناريو؟


لا أخفى عليك تعودت ألا أضع توقعات، فالتحكيم فى أي مسابقة يخضع لاعتبارات كثيرة تختلف باختلاف التوجهات والأذواق والتوقيت أيضًا، وبالطبع هناك معايير فنية لكل لجنة قراءة هدفها مراعاة الحد الأدنى لجودة العمل.


ولكن الأمر يخضع أيضًا لوجهات النظر والأهم من ذلك ما يتركه العمل من أثر شعورى فى وجدان المتلقى أو المُحكم، وهذا بالتحديد أمر لا إكراه فيه.


وفى النهاية أنا أؤمن بمقولة عازف البيانو ديفيد هيلفجوت حين سألوه عن سر حصوله المتكرر على الجوائز قال «فقط لا يمكنك أن تخسر فى كل مرة».

*صف لنا شعورك وقت معرفتك بالفوز، ومن كان الداعم لك فى مسيرتك بشكل عام؟


فى الحقيقة السؤالان يجتمعان على إجابة واحدة أما عن شعورى كنت سعيدا بالطبع وجزء كبير من أسباب تلك السعادة يعود لأن النص الفائز مهدى إلى شقيقى الشاعر والكاتب الراحل عصام نبيل أول من دعانى إلى المسرح، وهو أول من دعمنى فنيا وإنسانيا.


وأدين بالفضل أيضًا لجميع أصدقائى وأساتذتى، سواء بالمعهد العالى للسينما وأخص بالذكر د.محمد كامل القليوبى، ود.رفيق الصبان، ود.وائل غالى، ود.سمير سيف، ود.أشرف محمد، ود.دينا فؤاد أو من خارج المعهد وأخص بالذكر أيضًا الروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد الذى شجعنى على دراسة السيناريو.

*نص نزهة السندباد فى دوائر بغداد ليست التجربة المسرحية الأولى لك، ما الأفكار التى طرحتها فى النص؟


بالفعل هى التجربة الحادية عشرة لى مسرحيا، وكانت التجربة الأولى بعنوان «حلاوة شمسنا» عام 2004 ولم تنشر حتى صدرت من الهيئة المصرية العامة للكتاب بعد حصولها على جائزة محمد تيمور للإبداع المسرحى، ما بين عامى 2007 و2008.


أما نص «نزهة السندباد» فهو يناقش فكرة التاريخ المسكوت عنه، من خلال شخصية واقعية ومغمورة لم ينصفها التاريخ، فى مقابل شخصية السندباد البحرى الخيالية الشهيرة، وحضورها الراسخ فى ذاكرة ووجدان الناس.


وفى الوقت نفسه يحاول النص إعادة تفسير حكاية السندباد البحرى ورحلاته الخرافية تفسيرا واقعيا، وكأنها رموز تكشف عن مؤامرة سياسية أخفاها السندباد بين سطوره، خاصة لما تتمتع به شخصية السندباد البحرى من مكانة مربكة، فهو أشهر بحار فى بلاد العرب وتربطه علاقات بالدول الأجنبية، بالملوك والمهربين والنساء العرب والعجم.


ولأن الأحداث تدور فى العصر العباسى، عصر الازدهار الثقافى والانفتاح على العالم واختلاط العرب بالفرس، وتربص كل حزب منهما بالآخر، يصبح السندباد البحرى هو الشخصية التى تعكس مخاوف الجميع.


وبطل المسرحية شاب يتطلع إلى إحياء أمجاد السندباد ومغامراته الخيالية، ولكنه على العكس منه يعيش فى واقع جاف ومتقشف، وبين واقع الحاضر وخيال الماضى، يحاول اكتشاف نفسه.

*كيف ترى حال المسرح المصرى فى الوقت الحالى؟


هناك تطور مستمر على مستوى الشكل والتقنية والحرفية كما هو الحال فى السينما والفيديو، ولكن للأسف حالات قليلة جدا تتجاوز فكرة الشكل إلى مضمون العمل، جوهره ودراميته، ومدى اتساقها مع ذلك الشكل.

*هل من الممكن أن نرى عروضا لك على مسرح الدولة قريبا؟


حقيقة أتمنى ذلك، وإذا حدث سأكون مسرورا بالتأكيد أن يقدم نصى على مسرح تابع للدولة أمرا رائعا، ويضيف لى الكثير بالطبع.

*برأيك، ما الذى ينقص الكتابة المسرحية العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص؟


فى وجهة نظرى يتمثل ذلك فى صعوبة المواءمة بين عناصر الجذب والإبهار، والتى تستدعى اهتمام المخرجين عادة بنسبة أكبر، وبين محتوى العمل ومدى جديته وجرأته فى طرح أسئلة أبدية وقضايا إنسانية غير مطروقة، بحيث لا يعوقه سعيه لتحقيق عوامل الجذب وإرضاء الذوق العام عن القيام بدوره التنويرى أيضًا.


ولا أعنى بكلامى غياب ذلك من المشهد المسرحى المصرى والعربى، بل أعنى أنه يظل المطلب الأعز، ضرورة الاتساق بين الأمرين دائمًا ما نسمع من المنتجين والصناع أن صناعة الفن يجب أن تحقق ربحا، ولا خلاف، ولكنه يجب أن يكون فنا فى المقام الأول.
أما العنصر الآخر والذى لا يقل أهمية، ما أسميه بحرية التعبير، ولا أعنى جرأة الموضوعات، ولكن الجرأة الفنية فى طريقة تناولها بشكل مختلف، أعنى أن تتحدى ذائقة الجمهور أهم عندى من أن تتحدى قوانين الرقابة.

*هل تلقيت ردود فعل وتعليقات سلبية فى مسيرتك؟ وكيف كان تصرفك؟


لا يوجد خيار لأننى لا أملك فى الحالتين سوى الاستمرار فى الكتابة، ردود الفعل قد تدفعنى لإعادة تحديد وجهتى، لكنها لن تؤثر على علاقتى بالكتابة، فهى علاقة شبه مرَضية.

 

*مَن مِن كتاب المسرح المصرى تأثرت به وتحظى كتاباته بإعجابك؟


يصعب الاختيار فأنا لا أتخيل أن شخصا مهتما بالمسرح المصرى لم يستمتع بعوالم نجيب سرور وألفريد فرج وميخائيل رومان وسعد الدين وهبة وصلاح عبد الصبور ود. نعيم عطية والكثير، أسماء يصعب حصرها.


ولكل كاتب صوته الخاص، قد يبدو أننى أشير لأسماء قديمة ومشهورة، ذلك لأنى حريص على الفصل بين النص المسرحى، وبين قراءة المخرج للنص. 


وأظن أنك ستجد لكل كاتب منهم أثره الخاص، فقد أحببت فى نجيب سرور ثوريته الفنية، وأرى فى تجربة يوسف إدريس قدر كبير من الجرأة والتمرد، ولكن لو أتيح لى أن أختار الكاتب الأقرب إلى قلبى، والأكثر تأثيرا على جيلى فسأختار لينين الرملى.

 

*السيناريو والكتابة المسرحية.. أيهما الأقرب لك؟


دعنى أصارحك، فى السيناريو يتمتع الكاتب بقدر أكبر من التحكم، وحرية الانتقال فى الزمان والمكان واختبار أشكال سردية أكثر تنوعا ولكن إمكانية تنفيذه كفيلم تظل أصعب.


ومن ناحية أخرى فإن كل وسيط له جمالياته وأدواته الخاصة، الكاميرا تتميز بقدرتها على التعامل مع التفاصيل الدقيقة أما المسرح فهو ملحمى بطبيعته ويمكنك أن تقول "فضائحي" مجازا، فهو يرتبط بفكرة الفرجة الشعبية والحضور الحى، وأحب فى المسرح كمتفرج أولا أنه سحر بدائى، كما أن تجسيد الروايات على المسرح أشبه بطقوس استحضار الأرواح.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو" 

الجريدة الرسمية