رئيس التحرير
عصام كامل

دعاةَ أرجل الفراخ!

أتفهم أن يخرج بيننا في هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة من يقدم النصائح لأصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة لتخفيف ضغوط التضخم وارتفاع الأسعار.. فهذا الارتفاع بلغ مدى كبير تجاوز فيه معدله السنوى نحو عشرين في المائة طبقا لتقديرات جهاز التعبئة والإحصاء، وتجاوز الثلاثين في المائة في الغذاء رغم المبادرات الحكومية المختلفة لتوفيرالسلع الغذائية بأسعار أقل مما هو مطروح في الأسواق.. ولكننى مع ذلك أتمنى على هؤلاء أن يتكرموا علينا بالإمساك عن الكلام ويوفروا نصائحهم لأنفسهم وذلك لأكثر من سبب.


أولا لأن عموم المصريين لا يحتاجون نصائح من أحد خبيرا كان أو غير خبير في الأكل.. فهم منذ قدماء المصريين لديهم حيلهم الخاصة في تدبير أمر طعامهم.. لقد اخترعوا من الفول العديد من الأكلات مثل الفول المدمس والفول النابت والطعمية والبصارة، وذات الأمر فعله مع العدس. 


ثانيا أن النصائح التى أطلقها البعض، اشخاصا ومؤسسات، استثمرت لأغراض سياسية، كما حدث في نصيحة أرجل الفراخ التى يأكلها قطاع من المصريين منذ زمن بعيد، ونصيحة العدس الذى يعد طبقا أساسيا على موائد المصريين فقراء وأغنياء في الشتاء.. فهناك من يتصور أن تلك النصائح موجهة من الحكومة وينسبها لها.

 
ثالثا إن عموم المصريين بلغ بهم الضيق من ارتفاع الأسعار مدى ليس بالقليل وهم مهمومون بتدبير أمور حياتهم الآن ليسوا في حاجة إلا لأمر واحد فقط هو أن يطمأنوا إلى أن هذا الغلاء سوف يتوقف وينتهى في نهاية النفق التضخمى ولذلك فإنه يجب أن يراعى الخبراء وغير الخبراء ألا يستفزونهم بمثل هذا اللغو عن كشرى العدس الأصفر وفوائد أرجل الفراخ وغيره من أحاديث باتوا يرونها سخيفة.

 


لقد خفض عموم المصريين من استهلاكهم مضطرين بسبب هذا الغلاء المتزايد، وتخلوا بالفعل عن شراء سلع غذائية لارتفاع أسعارها واستبدلوها بأخرى أقل سعر ويتحملون صابرين وصامدين ذلك وليسوا في حاجة لتلك النصائح التى يعرفونها جيدا ويطبقونها بالفعل من تلقاء أنفسهم.. فرفقا بهم يا من تقولون أنكم خبراء!     

الجريدة الرسمية