رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات الحرب النووية

لم يقترب العالم من استخدام جديد للأسلحة النووية إلا خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، ولاحقا خلال أزمة أوكرانيا الجارية. مما دفع الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى القول: «إن الخطر النووي هو الأعلى منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962» ولم يبالغ بايدن فى تقديره، فقد كرر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أنه لا يمزح عندما يشير إلى إمكانية استخدام أسلحة نووية.. 

 

ومنذ بداية التحرك العسكرى الروسي كانت التهديدات النووية الروسية تهدف إلى إثناء الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو عن تقديم الإمدادات العسكرية لأوكرانيا وكذلك لتخويف أوكرانيا ودفعها إلى الاستسلام أو الخضوع للمفاوضات في المقابل يمكن النظر إلى التهديدات باستخدام سلاح الردع النووي على أنه مؤشر إلى ضعف روسي، وفي الوقت ذاته فإن خيار السلاح النووي غير مستبعد لتجنب الهزيمة. 

هواجس الحرب

ولذلك تظهر دوريًا دعوات من هنا وهناك لعدم إذلال روسيا وإلحاق هزيمة مريرة بجيشها، ولهذا حتى الآن تضبط الدول الغربية دعمها العسكري لأوكرانيا بعدم تقديم أسلحة لأوكرانيا يمكن أن تهدد العمق الروسي، والإبقاء على الحرب ضمن الحدود الأوكرانية هذا القلق الغربى ذكاه الرئيس الروسي الذى قال في خطاب له إنه سيستخدم "جميع الوسائل المتاحة" للدفاع عن الأراضى الروسية.. 

 

الأمر الذى أثار حفيظة العالم كله ومخاوف مما أسموه باحتمالية يوم القيامة فى ظل امتلاك 8 دول أخرى لها حق الرد بالسلاح النووي إذا تم الهجوم به، ليبدأ الجميع بالتفكير فى مخططات ما بعد الضرب النووي. لأن أى استخدام للأسلحة النووية من شأنه أن يكسر المحرمات التى ظلت قائمة منذ عام 1945، والتى من شأنها أن تؤدى إلى عواقب وخيمة على الجميع وأعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن التهديدات الروسية باستخدام الأسلحة النووية في النزاع في أوكرانيا تُعرّض البشرية لخطر حرب نهاية العالم للمرة الأولى منذ أزمة الصواريخ الكوبية في حقبة الحرب الباردة (1947 ـ 1991). 

 

وأشار إلى أنه يوجد للمرة الأولى منذ أزمة الصواريخ الكوبية تهديد مباشر باستخدام أسلحة نووية إذا استمرت الأمور على المسار الذي تسير عليه الآن وكان ذلك بالتزامن مع الذكرى الستين لاندلاع أزمة الكاريبي أو الصواريخ الكوبية  في 1962 و20 نوفمبر من العام نفسه، وقبلها عندما اطلقت أمريكا قنبلتين ذريتين علي اليابان، ونتج عن هجوم هيروشيما مقتل 80 ألف شخص على الفور، و140 ألفا لاحقا (نصف سكان المدينة) وتدمير نصف مبانيها وقتلت قنبلة مدينة نجازاكى 40 ألف شخص على الفور و70 ألفا لاحقا، إضافة لتدمير أكثر من نصف مبانيها.

 

ومن يومها يعيش العالم هواجس إحتمال نشوب حرب نووية مدمرة على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا وحذرت دراسة أجرتها جامعة روتجرز الأمريكية، من أن أكثر من خمسة مليارات شخص سيموتون جوعا إن اندلعت حرب نووية واسعة النطاق بين روسيا والولايات المتحدة غير أن موازين القوى العالمية والقوى التدميرية التي تمتلكها القوى النووية الكبرى في العقود الستة الماضية تجعل نتيجة أي حرب مدمرة على الجميع من دون استثناء.

 

 

وإذا كان بوتين سيستخدم على أسلحته النووية أثناء حربه في أوكرانيا، فلن يختار نوع الأسلحة النووية "الاستراتيجية" بعيدة المدى والتى تدمر المدينة والتى كانت بارزة جدًا. خلال الحرب الباردة، بدلًا من ذلك، من المرجح أنه سيختار واحدًا أو أكثر من الأسلحة النووية التكتيكية التى يبلغ عددها 2000 تقريبًا - أسلحة أقل تفجيرًا وأقصر مدى- مخصصة للاستخدام فى ساحة المعركة.

الجريدة الرسمية