رئيس التحرير
عصام كامل

اكتشف أنه يتيم في منتصف الابتدائية.. محطات في حياة نور الشريف

نور الشريف
نور الشريف

عملاق صاحب قدوة في الفن المصرى، عاش مشوارا شاقا وطويلا حتى أصبح نجما فوق العادة في السينما وصاحب عبقرية فذة في التليفزيون وصاحب أدوارا خالدة على خشبة المسرح، وعن تجربته في مشواره الفني، كشف الفنان نور الشريف تفاصيلها في جريدة الشرق الأوسط عام 1998 قائلا:

أنا إنسان بسيط ولكن كما يقولون اتقِ شر الحليم إذا غضب، فأنا هادئ للغاية وعندما انفعل أخاف على الآخرين من انفعالى لأنهم لم يتوقعوا هذا الأسلوب منى، عشت يتيما لكنى لم أكتشف أنى يتيم إلا في منتصف المرحلة الابتدائية لأننى كنت أظن أن عمى هو والدى حتى المدرس عندما كان ينادينى محمد جابر كنت لا أرد لأنه ليس اسم عمى، كنت أتمتع بالعديد من المواهب مثل الرسم، وحاولت أن أتعلم الموسيقى مع معلمى حسن نعيم الذى كان عضو في كورال عبد الحليم حافظ وتعلمت النحت ولى تمثالان عرضا وقتها في بهو وزارة الشئون الاجتماعية.

تمنيت الدوامة 

وفى الثانوية العامة سمعت مسرحية للكاتب المسرحى استرند بيرج في البرنامج الثانى واعجبتنى وكانت تتحدث عن الشك وتمنيت أدائها تمثيلا وقدمتها نيللى ومحمود يس في "الدوامة" وبعد النجاح كان طريقى معهد الفنون المسرحية.. وبدأ المشوار.

استفدت من عدد كبير من الأساتذة وأدين لهم جميعا بالفضل مثل الدكتور على فهمى الذى يعتبر من أفضل مدرسى مصر، والسير بيرت ستيمل الأمريكى الذى درس لنا مادة التعبير الصامت، وكذلك الفنان الكبير محمد توفيق الأستاذ الأعظم لفن التمثيل وفن الحياة ومخرجنا الكبير الراحل نبيل الألفى استاذى الذى تتلمذت على يديه بالمعهد.. هؤلاء اخذوا بيدى في البدايات ولولا ذلك لضل طريقى، فأحيانا يكون هناك فنانا موهوبا ولكنه يخطئ الطريق نتيجة فقدان القدرة على تخطيط مساره. 

قصص الحب 

وظهرت في جيلى قبل نجوم معروفة مثل أخوي حسين فهمى ومحمود يس لكنى تخلفت عنهم قليلا بسبب أخطاء وقعت فيها في البداية منها عدم انضباطى في مواعيد التصوير إضافة إلى اختيارى لأدوار المركز الثالث لأنها كانت تعبر عن الشخصية المصرية، في حين كانت الموضة وقتها قصص الحب وهو ماكان يتم ترويجه في الدول العربية وبدأت اخطط لهذا السوق بمساعدة أساتذتى، ومن هنا أطالب النقاد بالوقوف الى جانب الموهبة والموهوب الغبى فالموهبة وحدها لا تكفى ولكنها تحتاج إلى التخطيط السليم.

كمال عبد الجواد فى الثلاثية 

أما المخرج حسن الإمام فهو صاحب بداية ظهوري في السينما، وكانت أول خطوة حين سمع الفنان عادل إمام من أستاذنا حسن الإمام أنه يبحث عن وجه جديد بمواصفات معينة ليسند له دور كمال عبد الجواد في فيلم قصر الشوق، فقال له عادل: انا شفت ولد في معهد الفنون المسرحية كان بيمثل دور هاملت وكل المواصفات التي تطلبها تنطبق عليه، فاستدعانى المخرج وعندما ذهبت للقائه سألنى عمن درس لى؟ فقلت له الأستاذ نبيل الألفى، فحدثه تليفونيا وسأله عنى، وبهذا كان حسن الامام هو صاحب الفضل على سينمائيا.

أرى أننى حصلت على حقى واكثر من حقى، وأتمنى أن تحصل الأجيال القادمة على نفس حقى، فهناك العديد من الجوائز التي حصلت عليها والتي كانت بعضها لا أستحقها والبعض الآخر كنت أستحق عليها جوائز ولكن لم أنلها منها فيلم "السراب" لنجيب محفوظ وكان من الضرورى أن أنالها، وفى شخصية أحمد عبد الجواد في فيلم السكرية، ودورى في مسرحية يا مسافر وحدك.

عمالقة محرومين 

وهناك جوائز من نوع آخر وهى الإشادة والتقدير لدورك من جانب العديد من النقاد والجمهور وهو ما شعرت به عندما نافست على الأوسكار بفيلم حدوتة مصرية الذى حصلت فيه على المركز الثانى فوجدت النقاد يصفوننى بأجمل العبارات، لكن هذه الأيام أصبحت الجوائز تمنح لاعتبارات أخرى وأصبح ليس لديها مذاق خاص خاصة عندما تجد عدد كبير من الجوائز والتكريمات في مناسبة واحدة..وما يحزنك أكثر أن هناك عمالقة في الفن لم يحصلوا على جائزة واحدة مثل شارلي شابلن والفريد هيتشكوك وغيرهم تذكرونهم في نهاية عمرهم ومنحوهما تكريم الأوسكار.
 

الجريدة الرسمية