رئيس التحرير
عصام كامل

كيف أحكم الغرب الخناق على التمويل الدولي للتيارات الدينية؟

مظاهرة للتيارات الدينية
مظاهرة للتيارات الدينية

تعيش البلدان الغربية حالة من الاستقرار الأمني بعد فترات من التوتر والعنف والإرهاب خلال السنوات الماضية، ورغم العديد من التدابير القوية التي اتخذتها لحماية أمنها لكن محاصرة الفكر المتطرف وغلق حنفية التمويل الدولي أحد أسباب الاستقرار الكبير الذي يعيشه الأوروبيون الآن على جميع المستويات. 

 

تدابير أمنية مشددة

وتنقل الأخبار الواردة يوميًّا من البلدان الغربية، الكثير من التدابير الأمنية الجديدة على التيارات الدينية، ولاسيما الإخوان والسلفيين، ومنعهم من استخدام أراضيهم قاعدة للتجنيد ونشر أفكارهم استغلالًا لمناخ الحريات الذي يفرضه القانون والثقافة. 

 

وعرف الغرب مؤخرًا، أن أسلوب التعامل مع التيارات الدينية كان خطأً كبيرًا، فليس بإمكانهم حل المشكلات الحقيقية للمسلمين في أوروبا، بل استغلالها والمساومة عليها مع الحكومات والمجتمعات الغربية لفرض مزيد من الحريات لأنصارهم من الإسلاميين للحفاظ على مصادر التمويل. 

 

السلفيون رأس الحربة

كان السلفيون يشكلون واحدة من أعقد الأزمات للمسلمين، وبسببهم أصدرت سلطات العديد من البلدان المزيد من القرارات التي تضيق على الحريات الدينية للمسلمين في المجال العام للدولة، لرغبتهم الدائمة في ترويج أفكارهم، وتوزيع المصاحف مجانا في الشوارع على المسيحين خلال عطلاتهم الأسبوعية، وكأنهم داخل دولة عربية من حقهم فرض وجهات نظرهم ورؤيتهم للدين على العوام. 

 

وأثار توزيع المصحف من قبل السلفيين يقظة أجهزة الأمن في بعض الدول التي بدأت تدقق في شوارع المشاة ببعض المدن التي يتمركز فيها الإسلاميون، وحرصت في أكثر من مناسبة على تتبع وملاحقة السلفيين.

 

ويقول الغربيون إنهم لا يعارضون القرآن لكن أولئك الذين يريدون توزيع القرآن الكريم على الناس في شوارع المشاة هم الذين يخضعون للمراقبة الدقيقة من قبل أجهزة الأمن لمعرفة حقيقة أهدافهم في هذه البلدان، ولماذا يفرضون سلوكهم وقناعاتهم الشخصية على أتباع ديانة أخرى.

 

ورصدت دولة مثل ألمانيا طباعة أكثر من 300 ألف نسخة من المصحف والأفكار السلفية في دار طباعة ألمانية منذ عام 2011 وبالتحري علمت الأجهزة أن هناك خطة للمنظمات السلفية لتوزيع أكثر من مليون مصحف خلال السنوات القليلة القادمة، في محاولة واضحة لاستهداف المراهقين والشباب الألماني، وهي أكثر الفئات التي تقع فريسة سهلة لأفكار التيارات الدينية في أوروبا.

 

وتقول تقديرات ألمانية أن الشباب المستهدف من السلفيين بين 23 و30 عامًا، بعضهم أبدى استعداد لتنفيذ هجمات إرهابية ضد بلاده بعد أن تشدد في السلفية وبدأ يبحث لنفسه عن تنظيمات أكثر شراسة مثل داعش.

 

تفتيش المساجد

التصرفات السلفية أخضعت المساجد وأماكن التجمع التي يزورها الإسلاميين على وجه التحديد إلى التفتيش المستمر، وخرجت تحريات تؤكد أن أفكار السلفيين تتعارض مع القانون العلماني وتشكل خطرًا شديدًا على الديمقراطية الغربية وتضربها في مقتل.

 

يرفض السلفيون الديمقراطية وحقوق الإنسان وفقًا لقناعاتهم الأصولية، ويعملون على تحويل أوروبا بأكملها إلى دول دينية، الأمر الذي حمل السلطات لاعتبارهم أرضًا خصبة للإرهاب الدولي، إذ يحتكر السلفيون تفسيرات القرآن، ولايعترفون بغيرهم من الطوائف الإسلامية.

 

الدساتير الغربية

وتنص الدساتير الغربية على أن المواطنين يتمتعون بحرية الدين، ويشمل ذلك الترويج للأفكار الدينية وتقديم الخطب عبر الإنترنت، طالما أنها لا تشجع على السلوك العنيف، فتوزيع نصوص دينية على وجه الخصوص ليس جريمة، لكن اقتحام الخصوصية والعمل ضد قيم الدستور هو الذي يشكل جريمة كبرى، خاصة بعد تزايد الحوادث الإرهابية، مما يشحن المجتمع ضد الإسلاميين ومعهم المسلمين بالتبعية.

الجريدة الرسمية