رئيس التحرير
عصام كامل

مقاتلات وغلق مجال جوي وتحريك قطع عسكرية.. بدأت ملامح الحرب بين أمريكا والصين

الجيش الصيني
الجيش الصيني

أعلنت وزارة ​الدفاع​ التايوانية، اليوم، أن 21 ​مقاتلة​ عسكرية صينية دخلت المنطقة الخاصة بالدفاع الجوي التابعة لـ تايوان ردا على زيارة نانسي بيلوسي.

 

زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان

وتوعدت الصين فى وقت سابق، بشن أعمال عسكرية محددة الهدف ردًّا على زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان، وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو تسيان، في بيان استنكر فيه الزيارة، أن "جيش التحرير الشعبي الصيني في حالة تأهب قصوى وسيشن عمليات عسكرية محددة الهدف للرد على ذلك، وللدفاع بحزم عن السيادة الوطنية ووحدة الأراضي، وإحباط التدخل الخارجي ومحاولات استقلال تايوان الانفصالية".

 

تحريك مقاتلات وغلق المجال الجوي

كما أعلنت سلطات ​الصين​، أنه "تم إغلاق ​المجال الجوي​ للطائرات المدنية بـ ​تايوان​، وأن الطائرات التي ستنتهك حظر الطيران في مجال تايوان الجوي قد يتم إسقاطها".

 

وأبحرت حاملتا الطائرات التابعتان للبحرية الصينية "لياونينج" و"شاندونج" من قواعدهما وسط توترات بسبب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسى إلى تايوان.

 

مدمرة للصواريخ وفرقاطة

وقالت صحيفة "جونجو شيباو" التايوانية، إن سفينة "لياونينج" غادرت ميناء تشينجداو في مقاطعة شاندونغ الشرقية في 31 يوليو، ومن المتوقع أن تبحر جنوبًا وتصل إلى منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية في بحر الصين الشرقي.

 

وذكرت تقارير إعلامية تايوانية أنه تم رصد مدمرة صاروخية صينية وفرقاطة صاروخية على بعد 45 ميلا بحريا جنوب شرق جزيرة الأوركيد "السحلبية" التابعة لتايوان صباح اليوم الثلاثاء.

 

ويجري الجيش الصيني تدريبات عسكرية في خليج بوهاي بالبحر الأصفر في الفترة من 1 إلى 4 أغسطس، ومناورات عسكرية في بحر الصين الجنوبي في الفترة من 2 إلى 6 أغسطس.

 

مقال نانسي بيلوسي

أكدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، التي وصلت تايوان في زيارة مثيرة للجدل، الثلاثاء، أنها قدمت إلى هناك للوفاء بتعهد قديم، مشيرة إلى أن الزيارة توجه "رسالة لا لبس فيها" بشأن الوقوف إلى جانب الجزيرة، مؤكدة كذلك أن الزيارة لا تتعارض مع سياسية الصين الواحدة.

 

وتحت عنوان: "لماذا أقود وفدًا من الكونجرس إلى تايوان؟" أشارت بيلوسي في مقال رأي نشر بصحيفة واشنطن بوست إلى قانون العلاقات مع تايوان، الذي أقره الكونجرس قبل 43 عامًا، ورفضت واشنطن بموجبه الاعتراف بالسيادة الصينية على تايوان، ونظم العلاقات مع الجزيرة.

 

وقالت إن هذا القانون "وفر إطارًا لعلاقة اقتصادية ودبلوماسية من شأنها أن تزدهر بسرعة لتصبح شراكة رئيسية. لقد عزز صداقة عميقة متجذرة في المصالح والقيم المشتركة: تقرير المصير والحكم الذاتي، والديمقراطية والحرية، وكرامة الإنسان وحقوق الإنسان".

 

تعهد بالدفاع عن تايوان

وأضافت أنها "تعهدت رسميًّا" بدعم الدفاع عن تايوان، واعتبار أن "أي جهد لتحديد مستقبل تايوان بطرق أخرى غير الوسائل السلمية" هو "تهديد للسلام والأمن في منطقة غرب المحيط الهادئ ومثير للقلق الشديد".

 

وتابعت: "اليوم، يجب على أمريكا أن تتذكر ذلك العهد. يجب أن نقف إلى جانب تايوان، جزيرة الصمود".

 

وتشير في مقالها إلى أن الديمقراطية في تايوان باتت مهددة ففي "السنوات الأخيرة، كثفت بكين التوترات بشكل كبير" من خلال أشكال عسكرية متعددة، ما دفع وزارة الدفاع الأمريكية إلى استنتاج أن الجيش الصيني "يستعد لتوحيد تايوان بالقوة".

 

وأشارت كذلك إلى الضغط الاقتصادي والهجمات الإلكترونية التي تشنها الصين "وترهيب الدول التي تتعاون مع تايوان".

 

وقالت: "يجب أن يُنظر إلى زيارة وفد الكونجرس على أنها تصريح لا لبس فيه بأن أمريكا تقف إلى جانب تايوان، شريكنا الديمقراطي، وهي تدافع عن نفسها وعن حريتها".

 

إلا أنها أوضحت أيضا أن الزيارة "لا تتعارض بأي حال من الأحوال مع سياسة الصين الواحدة طويلة الأمد، مسترشدة بقانون العلاقات مع تايوان لعام 1979، والبيانات المشتركة بين الولايات المتحدة والصين والضمانات الستة. تواصل الولايات المتحدة معارضة الجهود الأحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن".

 

وتابعت: "تضامن أمريكا مع تايوان أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى. ليس فقط لـ23 مليون شخص في الجزيرة، ولكن أيضا للملايين الآخرين المضطهدين والمهددين من قبل جمهورية الصين الشعبية".

 

سياسة الصين الداخلية

وتطرقت في المقال إلى السياسة الداخلية الصينية، حيث أشارت إلى "استمرار سجل بكين السيئ في مجال حقوق الإنسان وتجاهلها لسيادة القانون، حيث يشدد الرئيس شي جينبينغ قبضته على السلطة"، و"القمع وحشي في هونغ كونغ، وحملة محو لغة أهل التبت وثقافتهم ودينهم وهويتهم، وإبادة جماعية في شينجيانغ ضد مسلمي الأويغور".

 

وقالت: "لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يواصل الحزب الشيوعي الصيني تهديد تايوان، والديمقراطية نفسها.. من خلال السفر إلى تايوان، فإننا نحترم التزامنا بالديمقراطية، ونعيد التأكيد على وجوب احترام حريات تايوان وجميع الديمقراطيات".

 

وأضافت: "نقوم بهذه الرحلة في وقت يواجه فيه العالم خيارا بين الاستبداد والديمقراطية. بينما تشن روسيا حربها غير القانونية مع سبق الإصرار ضد أوكرانيا، وتقتل الآلاف من الأبرياء، حتى الأطفال، فمن الضروري أن توضح أمريكا وحلفاؤنا أننا لا نستسلم أبدا للحكام المستبدين".

 

وعادت قضية تايوان إلى الظهور مجددًا في صلب العلاقات الأمريكية الصينية، بعد الجدل حول زيارة بيلوسي ضمن جولة آسيوية بدأتها نهاية الأسبوع.

 

غضب بكين الفظيع

وأعربت الصين عن غضبها من هذه الزيارة، وقال المتحدث باسم الخارجية، تشاو ليجيان، إنه بسبب وضع بيلوسي المسؤول الثالث للحكومة الأمريكية، فإن زيارة تايوان، التي تقول الصين أنها مقاطعة خاصة بها، "ستؤدي إلى تأثير سياسي فظيع".

وتعتبر بكين تايوان جزءًا من أراضيها وتعلن أنها تريد أن تستردها بالقوة إن اقتضى الأمر. وهي حذرت واشنطن أكثر من مرة من مغبة قيام بيلوسي بزيارة الجزيرة والتي قالت إنها ستعتبرها استفزازًا.

الجريدة الرسمية