رئيس التحرير
عصام كامل

دولارات الخواجات.. 100 مليون جنيه مصري فاتورة الأجانب في اتحاد الكرة

أرشيفية
أرشيفية

لم تعد كرة القدم هي حصة الألعاب ولا مجرد وسيلة للتسلية، وإنما تحولت إلى جزء مهم من الاقتصاد وأحد مصادر الدخل القومي وتصب في الموازنة العامة في الدولة.


وحتى وقت قريب كانت ميزانية اتحاد الكرة مستقلة تماما وبالتحديد منذ أن تقلد الكابتن سمير زاهر رحمة الله عليه مقاليد الأمور داخل الاتحاد في ولايتة الثانية يونيو 2005 والرجل استغنى تماما عن ميزانية الدولة بإدخال موارد أخرى مثل البث الفضائي والشركات الراعية سواء بالنسبة للاتحاد أو شركات الملابس بل كان الاتحاد يشارك في مسئولياته الاجتماعية خاصة المشاريع الخيرية وفوق ذلك لم ينس نجومه القدامى.


وعلى ما يبدو إننا في 2022 سنعود من جديد إلى الاعتماد على الدولة في توفير موارد لاتحاد الكرة وكأن عجلة الزمن تعود للوراء ولا تتقدم للأمام.


اتحاد الكرة أعلن من خلال عضو مجلس إدارته حازم إمام وأمام ملايين المشاهدين أن الاتحاد المصري لكرة القدم بصدد التعاقد مع أربع خبراء (حتة واحدة) لقيادة الكرة المصرية وليكن مشروع النهوض بالكرة المصرية.


على الرغم من أن هذا المجلس الذي يضم حازم إمام تسلم المنتخب في المركز الـ32 عالميا والرابع أفريقيًا بعد بطولة الأمم الأفريقية بالكاميرون والتي اعتبرها لا ناقة لهم فيها ولا جمل قبل أن يختاروا إيهاب جلال حتى يعود التصنيف للأربعينات مرة أخرى.


وعلى الرغم أيضا أنه لم تكن هناك سابقة للكابتن حازم إمام ولا زميله محمد بركات في إدارة مؤسسة رياضية ولم يثبت يوما أنهم اختاروا مدربا أجنبيا أو حتى مصريا لناد أو منتخب، تم تكليفهم بالأمر دون أن يقترب منهم أحد أعضاء مجلس الإدارة الاخرين على اعتبار أن هذا الثنائي الوحيدين الذين لعبوا كرة القدم!!!


وخلال إجازة العيد خرج علينا الثعلب الصغير يزف لنا بشرى التعاقد مع البرتغالي فيتوريا لقيادة المنتخب الوطني لمدة أربع سنوات ولا أحد يعرف علي أي أساس؟!!

الأجانب 
تفاصيل الصفقة تؤكد أن المبلغ الذي سيحصل عليه فيتوريا لن يقل عن 200 ألف يورو شهريا والكابتن حازم لم يوضح إذا كان هذا المبلغ شاملا الضرائب أم سيتحمل اتحاد الكرة الضرائب والأكيد أن المبلغ صافي من الضرائب لأن الرجل معه أربعة مساعدين أجانب وطبعا من أجل ألا نستفز الرأي العام لابد أن نخفي المصاريف الجانبية وهي مبالغ كبيرة سواء الإقامة في جناح بأحد فنادق الـ5 نجوم وكذلك تذاكر الطيران له ولمعاونيه فضلا عن النثريات الأخرى.


وهذا مبلغ فيتوريا وحده ومن قبله تم الإعلان عن التعاقد مع الإنجليزي كلاتنبرج للإشراف على الحكام المصريين وتحدثت أنباء عن أن راتبه صافيا لن يقل عن 25 ألف دولار شهريا طبعا خلاف الإقامة وتذاكر الطيران. 


وبعد ذلك هناك المدير الفني للمنتخب الأولمبي والبعض تحدث عن مفاوضات مع بوميل الذي كان يقود منتخب كوت ديفوار في بطولة الأمم الأفريقية والذي أقصاه الفريق المصري من دور الـ16 والمؤكد أن الخواجة بوميل لن يقل راتبه عن 80 ألف دولار وحتى لو 60 أو 70 ألف دولار بخلاف التكاليف الأخرى (ولك أن تتخيل أن الرجل الذي استغني عنه اتحاد الكرة شوقي غريب كان يحصل على راتب لا يزيد عن 12 ألف يورو شهريا بالرغم من أن سيرته الذاتية تفوق بوميل وأبو بوميل الآخر!!) 


وبعد المدير الفني للمنتخب الأولمبي سيكون هناك اتفاق مع خواجة رابع لمنصب مدير فني اتحاد الكرة رغم أن التجربة تؤكد أنه منصب شرفي وصاحبه ليس له دور تقريبا لأن مجلس الإدارة يفهم أكثر منه. 


ومع حساب كل تلك الرواتب نجد أنها لن تقل عن 350 ألف يورو شهريا وهو مبلغ يقارب الـ7 ملايين جنيه شهريا أي بما يعادل 84 مليون جنيه في السنة الواحدة ولو أضفنا إليه تكاليف الإقامة وتذاكر الطيران وخلافه سنري أن المبلغ سيزيد عن الـ100 مليون جنيه سنويا.

 

الشركات الراعية
عقد اتحاد الكرة مع الشركة الراعية من 2018 وحتى 2022 والذي ينتهي في أكتوبر المقبل كان مقابل 405 ملايين جنيه أي بما يعادل 101 مليون جنيه سنويا وهذا يؤكد أنه حتى لو تم التعاقد بنفس القيمة رغم صعوبة الموقف وقلة الإعلانات فإن هذا معناه أن فلوس رعاية اتحاد الكرة لن تكفي مرتبات الأجانب الأربعة داخل اتحاد الكرة وهذا على الرغم من أن هناك أجهزة فنية أخرى وطنية ومساعدين مصريين ولا أحد يعرف إذا كانت وزارة الشباب والرياضة ستدعم تلك الصفقات أم لا ؟!


قراءة التاريخ 
أكثر من 100 مليون جنيه تتكبدها خزينة الاتحاد ولم يكلف أحد من اتحاد الكرة العودة لتاريخ الكرة المصرية التي تتربع علي عرش القارة الأفريقية بـ7 نجمات أي سبع بطولات أمم افريقيا حقق أربعة منها أعظم المدربين ثلاثة للمعلم حسن شحاتة وبطوله للجنرال محمود الجوهري.


في كل الأحوال لم يكن هناك توسع بهذا الشكل وهذا المنظر في التعاقد مع الأجانب حفاظا على المال العام والعملة الصعبة للدولة المصرية.


خبراء الاقتصاد والرياضة لا يجدون مبررا واحدا لإقدام اتحاد الكره على تلك الخطوة غير مأمونة العواقب ولا أحد بمن فيهم حازم إمام يضمن نجاح مشروعه العملاق كما أنه لن يتحمل سنتا واحدا وسيبحث عن أسباب للفشل!!


تلك رسائل تحذيرية قبل أن تقع الفأس في الرأس كما يقولون وهناك مهلة لإيقاف هذا المد الأجنبي وغزو أصحاب (البرانيط ) لساحة كرة القدم المصرية بعد أن حصلوا علي تلك العملات الصعبة من أشقائنا في الخليج وفشلوا فشلا ذريعا وخرجوا من هناك يجرون أذيال الخيبة والعار والفضيحة.


ألم يكن الخواجة كلاتنبرج الذي تم التعاقد معه للإشراف على الحكام يعمل في المملكة العربية السعودية وتمت إقالته في فبراير 2019 ولم يكلف أحد من اتحاد الكرة نفسه للاتصال بالاتحاد السعودي لكرة القدم يستفسر عن أسباب رحيل هذا الرجل....ولكن الطلقة خرجت كما يقولون ولن يتراجعوا عن التعاقد مع رجل نصبت اليونان الأفراح بعد انتهاء عقده معهم مع نهاية هذا الشهر!!
ألم يكن فيتوريا هو المدير الفني لنادي النصر السعودي وتمت إقالته لسوء النتائج أم أن الكابتن حازم إمام استبعد تجربة الرجل مع النصر السعودي من سيرته الذاتية!!


لم يعد هناك أمل في مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي أو حتي وزارة الشباب والرياضة لإصلاح الحال بل أصبح الأمل في نواب البرلمان المحترمين لتصعيد الموقف حفاظا على المال العام والعملة الصعبة للبلد.


وفي الوقت الذي يتم التعاقد فيه مع الخبراء الأجانب هناك منتخبات سواء نسائية أو شاطئية أو شباب أو ناشئين تعاني الإهمال والتجاهل ولا يوجد لها برامج حقيقية وإنما برامج على الورق لا تغني ولا تسمن من جوع والدليل النتائج التي حققتها تلك المنتخبات وستحققها في المستقبل.

 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية