رئيس التحرير
عصام كامل

بايدن بدون مصافحة !

تستأثر السعودية بالاهتمام الاعلامي الأكبر عالميا من بين كل المحطات التي تتضمنها زيارة بايدن للمنطقة التي تشمل اسرائيل والضفة الغربية.. بل إن البعض داخل وخارج أمريكا يعتبرون زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة العربية السعودية هي مبتغاه الأساسى من هذه الجولة لأنه يهدف لإقناعها هى وبقية دول الخليج المنتجة للنفط بزيادة إنتاجها ليس فقط لتعويض النقص في النفط الروسى وإنما لتخفيض سعره حتى لا يتبرم الأمريكيون ويصوتون عقابيا فى انتخابات الكونجرس ضد حزب الرئيس بايدن.. 

 

ولذلك عندما كشف الإعلام الاسرائيلى أن الرئيس الأمريكى لن يصافح بالأيدى القادة الذين سوف يلتقيهم في المنطقة كإجراء وقائى ضد الإصابة بفيروس كورونا ذهبت فورا تحليلات البعض إلى أنه قرر ذلك حتى يتفادى مصافحة الأمير محمد بن سلمان بالأيدى ليخفف من الانتقادات التي طالته داخل أمريكا لالتقائه بولى العهد السعودى الذى سبق أن تعهد في حملته الانتخابية بمقاطعته وعدم التعامل معه على خلفية حادث مقتل خاشقجى داخل تركيا.. وعلل هؤلاء استنتاجهم هذا بأن الرئيس الأمريكي التقى منذ أيام قليلة القادة الأوروبين دون اتخاذ أية إجراءات احترازية في مواجهة فيروس كورونا!

 
وسواء كان هذا الاستنتاج حقيقيا أو افتراضيا فإن الواقع يقول إن الرئيس الأمريكي تراجع بالفعل عن تعهداته الانتخابية بمقاطعة ولى العهد السعودى وأنه سوف يلتقيه مع الملك سلمان سواء فى اللقاءات الثنائية أو اللقاءات الجماعية التى ستضم قادة الدول الخليجية ومصر والأردن والعراق.. 

 

 

وهذا التراجع يفسره فقط حاجته لزيادة إنتاج النفط السعودي والخليجي فى هذا التوقيت المهم الذى يسعى فيه بايدن لتهدئة خواطر الناخبين الأمريكيين الذين أزعجهم كثيرا زيادة أسعار البنزين، وعدم اختلال منظومة العقوبات الأمريكية على روسيا التي امتلأت بالثقوب العديدة لتمنح الروس فرصة لتقليل أثار هذه العقوبات عليهم اقتصاديا.. وهذه هى السياسة، المصالح هى التى تتحكم وتتحدث وتفرض نفسها على الساسة والقادة والحكام بمن فيهم  رئيس أكبر دولة الآن في العالم اقتصاديا! 

الجريدة الرسمية