رئيس التحرير
عصام كامل

خطايا صندوق مكافحة الإدمان

على دعوة من صندوق مكافحة الإدمان استمتعت مثل غيرى باحتفالية ذات مغزى لتكريم صناع الدراما المصرية الذين أسهموا في فكرة مكافحة الإدمان على مدار الفترة الماضية. ولم تكن الاحتفالية وليدة زمن قصير، بل سبقها لقاءات مع ممثلي الدراما والفن المصرى، تعددت من أجل توضيح ما يمكن أن يؤدى إليه العمل الفني من مكاسب أو خسائر في قضية انتشار الإدمان بين شبابنا.


بعضا ممن وقعوا في فخ الإدمان عندما لجأوا إلى صندوق مكافحة الإدمان الذي يدار بعقلية فذة وأفكار علمية متعمقة قالوا فيما قالوا إنهم عرفوا طريق الإدمان من مشاهد أو لقطات تخللت الدراما المصرية، ومن هنا كان لزاما على القائمين على المشروع الكبير تدارك الأمر بلقاءات وحوارات كان من شأنها إنها أتت ثمارها بشكل جيد.
 

أدرك العاملون في الحقل الفني أن تأثير لقطة أو مشهد قد يكون كارثيا إذا لم يقرن بين الإدمان والنتيجة السلبية التي يؤدى إليها غول الإدمان وشبحه الذي يغلف عديد الأسر المصرية. ومن هنا كانت استجابات كتاب الدراما إيجابية، وبدا واضحا أن الفكرة قد وصلت إليهم وأن النتائج مبشرة من خلال مجموعة الأعمال الفنية التي قدمت على الشاشات مؤخرا.
 

إذن صندوق مكافحة الإدمان نجح في إدارة حوار مجتمعى مع أهل الفن والثقافة للمساهمة في المواجهة الحقيقية لهذا الغول الذي ينهش في لحم الأسرة المصرية. بعد انتهاء الحفل وتكريم كل من كان له دور في هذه المواجهة كانت المفاجأة.. هجوم عنيف على الصندوق بحجة أنه كرم فنانين شاركوا في أعمال دون المستوى.


وفكرة صندوق مكافحة الإدمان قائمة على من ساهم في اقتران الإدمان بالنتائج السلبية فقط دون النظر إلى بقية العمل، فالصندوق ليس جهة نقد أو جهة تقييم فنى فهذه مهمة مؤسسات أخرى لا قبل للصندوق بها.
 

 

أقول وبملء الفم إن صندوق مكافحة الإدمان واحد من أعظم المؤسسات التي واجهت وتواجه هذا المرض اللعين ، ويدار بعقلية متطورة تعتمد العلم طريقا والتجربة سبيلا والرقابة منهاجا.. ادعموا صندوق مكافحة الإدمان الذي يسهم بشكل حضارى وعلمى دون النظر إلى مصالح شخصية أو خناقات جانبية خاصة وأنكم أهل الفن الذي يشكل وجدان بلد أنتم من أعظم مقومات وجوده.

الجريدة الرسمية