رئيس التحرير
عصام كامل

حروب نابليون.. مجلة أمريكية تكشف عن حل تاريخي قد يعيد السلام لأوكرانيا

جانب من الغزو الروسي
جانب من الغزو الروسي علي اوكرانيا

قالت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية إن إعادة السلام إلى أوكرانيا قد تكون ممكنة من خلال تسوية على غرار ما حدث في ”مؤتمر فيينا“ بعد هزيمة القائد الفرنسي نابليون بونابرت في معركة ”واترلو“ قبل أكثر من 200 عام.

وأوضحت المجلة في تقرير نشرته أمس السبت أنه ”إذا كان التاريخ يمكن أن يكون دليلًا، يجدر النظر في النهج الذي اتبعته القوى الأوروبية في ”مؤتمر فيينا“ الذي أعاد السلام إلى أوروبا دون معاقبة فرنسا بسبب الحروب التي تسببت في مقتل أكثر من 7 ملايين شخص“.

وأشارت المجلة إلى أن ”الحروب النابليونية“ دمرت أوروبا لأكثر من عقد حتى تمت استعادة السلام في عام 1815 في ”مؤتمر فيينا“، لافتة إلى أن الجيش الفرنسي بقيادة بونابرت غزا العديد من الدول، وأنشأت فرنسا ممالك تابعة لها في إيطاليا وإسبانيا وبولندا وأجزاء من ألمانيا، فيما قامت بغزو روسيا ووصل جيشها إلى موسكو قبل أن يُجبر على التراجع ويواجه هزيمته النهائية في ”واترلو“ في الـ18 من  يونيو عام 1815.


الغزوات الفرنسية

وقالت المجلة ”على الرغم من المعاناة والدمار اللذين سببتهما هذه الغزوات الفرنسية، فإنه عندما حان وقت صنع السلام، كانت القوى المنتصرة سخية… فالتحالف الرباعي المنتصر الذي ضم بريطانيا العظمى والنمسا وروسيا وبروسيا، لم يفرض عقوبات أو ينتقم من فرنسا… وبدلًا من ذلك، تم إنشاء هيكل أفضل للحفاظ على الاستقرار في أوروبا… ولم تُجبر فرنسا على دفع تعويضات معوقة للمنتصرين وأعيد ترسيم حدودها كما كانت عام 1789، ولم تقسمها قوات الاحتلال“.

وأضافت المجلة ”اليوم، تهدف جهود الغرب إلى محاسبة روسيا على غزو أوكرانيا والتأكد من أنها لن تنخرط في مثل هذه الأعمال الوحشية مرة أخرى، وقد حشد حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بقوة لدعم أوكرانيا، من خلال الدعم العسكري واللوجستي والعقوبات الاقتصادية الواسعة التي عزلت روسيا عن أوروبا وشلت الاقتصاد الروسي… ومن غير المعترف به جيدًا في هذه المرحلة أنه بصرف النظر عن محاسبة روسيا على أفعالها، هناك تحدٍّ إستراتيجي آخر يلوح في الأفق“.

انهيار الاتحاد السوفيتي

واعتبرت المجلة في تقريرها أنه ”لا يكفي إعادة حدود أوكرانيا إلى ما كانت عليه قبل الـ24 من فبراير الماضي عندما شنت روسيا هجومها“، وأنه من الواضح الآن أن انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 ونهاية الحرب الباردة لم تؤد إلى خلق بيئة آمنة مستقرة لأوروبا.

وأعربت المجلة عن رأيها أنه ليس لدى الولايات المتحدة والغرب ما تكسبه من خلال اتباع سياسات تدفع روسيا ”المحاصرة والمذلة“ إلى علاقة إستراتيجية أوثق مع الصين في القارة الأوراسية حيث يشترك البلدان في سادس أطول حدود في العالم.

ورأت المجلة أن العزلة الاقتصادية طويلة المدى لروسيا لن تؤدي إلا إلى تعزيز موقف الصين الإستراتيجي ضد الولايات المتحدة، وأن دول الغرب لن تستفيد من التحالف المتنامي بين القوتين العسكريتين الرئيستين في أوراسيا، مشددة على أنه سيتعين على الغرب اكتشاف كيفية حل الحرب الروسية الأوكرانية وفي الوقت نفسه جلب الاستقرار الدائم لأوكرانيا وأوروبا ”دون دفع روسيا المصابة بجنون العظمة إلى أحضان الصين“.

مؤتمر فيينا

وقالت المجلة ”يمكن أن يكون نهج من نوع مؤتمر فيينا خيارًا لمثل هذا الحل ضمن الإطار متعدد الأطراف لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تأسست عام 1975“.


ولفتت المجلة إلى أن المنظمة التي يقع مقرها الرئيس في فيينا، تضم نحو 57 دولة،  بما فيها روسيا ودول الناتو وفنلندا والسويد، بالإضافة إلى دول أوراسيا المحيطية، مثل: منغوليا.

وتابعت المجلة ”قد تكون منظمة الأمن والتعاون في أوروبا هي الإطار الدبلوماسي الواقعي الوحيد الذي قد تحاول جميع الأطراف المعنية بموجبه البدء في معالجة المشكلة التي دامت قرونًا والتي فرضتها مخاوف روسيا العميقة الجذور من الغرب.. وستكون هناك حاجة إلى دبلوماسية إبداعية تذكرنا بمؤتمر فيينا مع تركيز أقل على معاقبة روسيا“.

وختمت تقريرها بالقول ”إذا كانت واشنطن وحلفاؤها مترددين في اتخاذ هذا المسار في أثناء بقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السلطة مفضلين بدلًا من ذلك الحفاظ على سياسات العقوبات والعزلة حتى يتغير النظام في موسكو فقد يكون الانتظار طويلا ومفتوحًا، مثل انتظار تغيير القيادة في كوريا الشمالية وكوبا على مدى العقود الستة الماضية… لا تستطيع أوروبا الانتظار كل هذا الوقت لتحقيق وضع أمني مستقر مع روسيا“.

الجريدة الرسمية