رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إبراهيم عيسي وخانة الديانة وما يطلبه المستمعون!

رفع إبراهيم عيسي يديه إلي السماء قبل أيام ليدعو علي الزعيم جمال عبد الناصر “منك لله يا جمال عبد الناصر.. إنت اللي عملت خانة الديانة”! ثم راح يجود من عنده وكيف إن ذلك فتح باب التطرف والفتنة! 

لم يقل إبراهيم عيسي لجمهوره إن مصر بعد ثورة ١٩٥٢ شرعت في بناء دولة عصرية حديثة، وأن أوضاع الأجانب واليهود استلزمت أسسا عصرية لتسجيل وضبط البيانات، وهو ما دفع عبد الناصر إلي تأسيس -ولا أحد يذكر ذلك- معالم مصر الحديثة.. 

 

فكان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء والمركزي للتنظيم والإدارة والمركزي للمحاسبات بشكله المعاصر الحديث، وجهاز الرقابة الإدارية، وسبقهم جميعا جهاز المخابرات العامة، وكذلك المركز القومي للبحوث والمركز القومي للبحوث الجنائية، فضلا عن المعاهد شديدة التخصص مثل البحوث الأفريقية، وطبيا كانت معاهد القلب القومي والقومي للأورام والسمع والكلام وتيودور بلهارس والقومي للسكر وهيئة التأمين الصحي وهيئة الإسعاف، ومعهد ناصر وسمي علي اسمه بعد رحيله، وغيرها وغيرها من مؤسسات شديدة الأهمية!

خانة الديانة والتمييز


إبراهيم عيسي ترك كل ذلك وتوقف عند تحميل عبد الناصر الطائفية، رغم أنه يعلم -وربما أشار هو نفسه إلي ذلك من قبل- إن الخمسينات والستينيات تقريبا بلا حادث طائفي واحد.. وبلا منغصات طائفية علي الإطلاق ، بل شهدت بناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وشهدت احترام وتقدير ظهور السيدة العذراء بالزيتون، وشهدت النفوذ الكنسي الواسع إفريقيا ودوليا!

 

إبراهيم عيسي لن يقول لنا متي ظهرت الطائفية علنا ،ولم يدع علي الرئيس السادات الذي قال "أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة"، وبالطبع لا يستطيع أن يدعو علي المستشار عمر مروان الذي رد علي غنوته المفضلة عن خانة الديانة مرات عديدة وقال إنها تنظم سجلات المصريين وليس لتمييزهم حتي قالها له صراحة: لن نلغيها!! 


إبراهيم عيسي لا يريد أن يفهم إن الزمن تجاوز خانة الديانة.. في الخمسينات كانت الأسماء المشتركة سيدة الموقف.. كانت ثلاثية ومربكة.. فمثلا.. مجدي رزق توفيق هذا إسم لصديق مسيحي! وأشرف منير إسم لصديقين أحدهما مسلم والآخر مسيحيا! وهكذا.. أما الآن فلا نتصور أسماء مايكل  وبيتر واندرو وديفيد وفرانسوا وغيرها أسماء مسلمة! ولا نتصور أن أسماء مثل بسملة ومعاذ وحمزة وأبو عبيدة أسماء مسيحية!
 

للأسف ما جري من نتاج السبعينيات قد جري.. وسواء ألغيت الخانة أم لا فليس هنا التفرقة.. التفرقة الكل يعلم فيما كانت وكيف كانت.. لكنها طريقة إبراهيم عيسي الدائمة في إدراك المكان الذي يعمل به والشاشة التي يطل منها حتي لو قال إفكا وكذبا وافتراء.. وهي طريقته في ترك عمق الموضوعات والتفرغ لسطحيات لكنها ب تاكل مع بعض محبيه وبعض الموتورين والمراهقين واصدقاؤه في قناة الحرة! 

 


السطور السابقة ليست دفاعا عن جمال عبد الناصر رغم عدم العيب في ذلك.. إنما كشف لما يجري علي بعض الشاشات من مساخر.. أساءت أبلغ إساءة لمشروع متحضر ونبيل مثل تجديد الخطاب الديني.. وضعنا جميعا في مأزق حتي يكاد المتطرفون يكسبون المباراة كلها بعد أن كسبوا فعلا أشواطا منها!

Advertisements
الجريدة الرسمية