رئيس التحرير
عصام كامل

مرة ثانية.. شباب مصر والله بخير!

أن تعيش ثلاثة أيام بين مائة شاب وفتاة من محافظات مختلفة تتحاور معهم وتسمعهم وتسألهم، يمارسون ما يحبون من خلال ورش فى كافة مجالات الإبداع، مؤكدا إنك محظوظ، الشباب كما تعلمنا في الصغر هو نصف الحاضر وكل المستقبل، الشاب الحالم والمتمرد والطموح والمحبط والمتفائل والواثق واليائس، كل هذا ستواجهه وأنت بين شباب أعمارهم من 18 إلى 25 سنة، ستشعر بالحياة بكل ما فيها من تناقضات من خلال الشباب، وبالرغم من هذا لن تشعر بالضيق أو الاحباط، بل ستشعر بالثقة في شباب مصر..

ستدرك كم كنا مقصرين تجاه هؤلاء الذين تركناهم ضحايا إعلام فاقد الهوية، وما يسمى وسائل التواصل الاجتماعى مقصرين لآن التعليم أصبح في المول والسنتر بدلا من المدرسة، مقصرين تجاه الشباب عندما تحول المدرس إلى صاحب أرصدة بدلا من صاحب رسالة، مقصرين لآن هناك من يهتم بالصورة والاحتفاليات الكاذبة ولا يهتم بالجوهر، يهتمون بالإعلام ولا يهتمون بالبناء، بناء الشباب الذى هو حجر الأساس للبناء عليه، الشباب هو من يبنى المستقبل، بالعرق والبذل وقبل هذا لابد من بناء الشباب وترسيخ الوعي والإنتماء لتراب مصر.

وكان لقاء الشباب مع المفكر الدكتور سمير مرقص وحوار حول الاحداث العالمية والحرب الروسية والأوكروانية وتأثيراتها على منطقة الشرق الأوسط عامة ومصر خاصة، وعرض الدكتور سمير مرقص جذور وأسباب ما يحدث الآن بشفافية وتبسيط، ثم دار حوار مع الشباب التى كانت تبحث عن اجابات لا يجدونها في الإعلام، وكان الدكتور سمير مرقص متجاوبا وسعيدا بالشباب..

فعاليات الورش الابداعية

كما كان هناك لقاء ساخنا مع الاعلامى الدكتورمحمد الباز وقد وجه الشباب عددا من الإسئلة إليه منتقدين دور الإعلام وارتفاع الأسعار وحيرة الشباب وحاول الدكتور محمد الباز الإجابة بصراحة ولم يبرر خطأ الإعلام أو إرتفاع الأسعار بشكل أكثر مما يجب بسبب الأحداث العالمية، وكان بجانب هذه الحوارات المهمة كان أهم فعاليات محكى الشباب للتراث الذى أقيم بمناسبة عيد الجيزة القومى، وهو 31 مارس الذى يحمل ذكرى معركة أهل الشوبك مع الانجليز فى ثورة 1919.

وقد أقيمت فعاليات الورش الابداعية على مدى ثلاثة أيام في التنمية البشرية أشرف عليها الدكتور كريمة شلبى، وكان الشباب من بنى سويف، الفيوم، الجيزة، القاهرة، وورشة الفن التشكيلى أشرف عليها الفنانة هبة صالح والتى قدمت بانوراما لتاريخ الجيزة بأعمال للشباب المشارك، وورشة الاعلام باشرف الإعلامى المتميز محمد عبدالعزيز، ولجنة الشعر أشرف عليها الشاعر والناقد يسرى حسان، وورشة الموسيقى والغناء أشرف عليها الفنان على اسماعيل الذى قدم رصد لتاريخ الأغانى الوطنية من خلال الشباب، فقدموا الحان العظيم سيد درويش وصولا لليوم، وأشرف على الورشة الأخيرة المخرج المسرحى أحمد كمال.

وفى حفل الختام تم عرض إبداعات الشباب من خلال الورش، وتولت ورشة الإعلام تقديم فقرات الحفل كما قدموا لمحات من تحقيقات حية قام بها الشباب عن بداية شهر رمضان والعادات الشعبية فيه، وقدمت لجنة الشعر فقرتين الأولى إبداع الشباب أحمد حسن في قصيدة الليل، محمود حمدى عبدالمجيد بقصيدة المعادلة، وريهام شمس بقصيدة مال الزمن، وقدم مصطفى محمد وعائشة محمد ومريم محمود وزياد سعيد قصيدة الشاعر الكبير صلاح جاهين على إسم مصر. 

وقدمت ورشة المسرح صورة لبطولات مصر وأبرز شهدائها الفريق عبدالمنعم رياض حتى الشهيد احمد المنسى وتفاعل الحضور بالدموع مع ما قدمه الشباب على المسرح، وكان شباب ورشة الغناء قد أمتعت الحضور وبرز أصوات واعدة غنت بمفردها مصطفى محمد، يارا عبدالرحمن، ومن ايجابيات هذه الفاعلية حضور اللواء اسماعيل الفار المدير التنفيذى لوزارة الشباب، وأحمد عفيفى رئيس الإدارة المركزية..

كما شارك في حفل الختام كل من نيافة الأنبا ماتيروس عادل نائب اسقف الجيزة، والشيخ على محمود مدير منطقة الجيزة للوعظ، وألقيا كلمات جميلة أشير فيها إلى سبب اختيار 31 مارس ليكون عيدا قوميا للجيزة الذى شهد بطولة أهل الشوبك فى التصدى للانجليز فى ثورة 1919، ووسط أجواء مصرية 100% بمناسبة شهر رمضان كان الختام، ومن طرائف الحفل أن الانبا ماتيروس عادل قال بمناسبة شهر رمضان كان يكلف دائما فى صغره بتعليق الزينة فى الشارع استغلالا لطوله الفارع.

 

 

أخيرا يجمع من تابع هذه الفاعلية التى كانت تحت رعاية الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب، أو مما نشر أو شاهدها على أهمية الحوار مع الشباب وتكرار الحوار معهم، لانهم مستقبل مصر ولا بديل أمامنا سوى رعايتهم، وكما قال الدكتور سمير مرقص إن قيام وزارة الشباب بالحوار وتكرار الحوار مع الشباب مهمة لا يمكن أن نقلل منها في ظل غياب المجتمع وغيره عن دورهم تجاه الشباب.

الجريدة الرسمية