رئيس التحرير
عصام كامل

السلاح الخفى في حرب أوكرانيا !

استيقظ قطاع كبير من العالم هذا الصباح على تحذير من الرئيس الأوكراني من حدوث كارثة نووية بسبب تعرض أكبرمحطة نووية في بلاده بل أوروبا كلها لقصف روسي تمخض عن  اندلاع النيران في مبنى قريب من المحطة.. وبعدها تتالت التحذيرات.. فغرد وزير الخارجية الأوكراني محذرا أن ثمة كارثة نووية تفوق كارثة تشرنوبيل في ثمانينيات القرن الماضى.. وطالبت لندن بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث تلك الكارثة.. بينما طالب أعضاء الناتو مجتمعين الروس بوقف قصف المحطة الأوكرانية التى تقع فى جنوب أوكرانيا وتسمى زابورجيا.. 

 

سلاح الدعاية 

 

ولكن لم تمض سوى ساعات قليلة تمكنت خلالها القوات الروسية من السيطرة على المحطة النووية حتى أعلن مسئولون أوكرانيون أن الحريق الذى شب في مبنى مجاور للمحطة كان يتخذ مركز تدريب للعاملين فيها تمت السيطرة عليه، وأعلنت منظمة الطاقة النووية الدولية أنه لا يوجد أى تسرب إشعاعي من المحطة التى استمر العمل فيها كالمعتاد، وحدث ذلك بعد أن سيطرت القوات الروسية على تلك المحطة. 

 

هذه الحكاية تبين أن ثمة سلاحا آخر خفيا يستخدم في الحرب الاوكرانية هو سلاح الدعاية، وأن استخدامه يتم على نطاق واسع.. وقد ظهر ذلك واضحا في عدد من المشاهد التى تم بثها عبر وسائل إعلام ومواقع للتواصل الاجتماعى، مثل مشهد حرق روسى لجواز سفره احتجاجا على غزو بلاده، والذى تبين أنه مشهد تمثيلى قام به أوكراني، ومشهد فرار أوكرانيين جريا من قصف روسى، وتبين أنه مشهد في فيلم قديم، وأيضًا مشهد جثث المدنيين الأوكرانيين التى كانت تتحرك في أكفانها!، وكذلك مشهد استعراض القوات الروسية على مشارف العاصمة كييف!

 

 

وكل ذلك ليس غريبا أو مفاجئا فكل الأسلحة المتاحة تستخدم في الحروب الأن ومن قبل أيضا، ومن بينها سلاح الدعاية والإعلام للتأثير على معنويات الجنود وتشويش الأفكار وأيضًا حشد التأييد.. لكنه ينبهنا ونحن نتابع تلك الحرب التى دخلت أسبوعها الثانى أنه ليس كل ما يقال ويذاع وحتى يقدم مصورا للمشاهدين حقيقى، وإنما دوما تختلط الحقائق بالأكاذيب في الحروب، وهو ما يستدعى الحذر في التسرع في الاستنتاجات بخصوص تلك الحرب وتداعياتها ومآلتها ونتائجها الأخيرة.     

الجريدة الرسمية