رئيس التحرير
عصام كامل

للتاريخ!

وللحق وللتاريخ فإن من تداعيات أحداث يناير 2011 تراجع القوة الناعمة لمصر التي تسابقت نخبتها أو نكبتها لنفاق من ادعوا أنهم ثوار ثم سرعان ما ظهرت للناس حقيقتهم.. وكيف كانوا بلا رؤية ولا غاية واضحة للبناء بعد الهدم اللهم إلا جنى مكاسب شخصية أو فئوية ليس من بينها مصالح الوطن والمواطنين وأشواقهم للتغيير.. 

وهو ما ينبغي لعلماء السياسة والاجتماع أن يتوقفوا  أمامه بالفحص والدرس ليجيبوا عن أسئلة كثيرة من بينها: كيف أسهم نشطاء السبوبة والفضائيات في احتدام الجدل وتكريس انقسام واستقطاب غير مسبوقين في مصر.. وكيف تلاقت أهداف الإخوان والأمريكان بالقفز على السلطة لتركيع مصر وإجبارها على قبول مخطط لتقسيم المنطقة العربية وهو المخطط المشبوه الذي أوقفته ثورة 30 يونيو الشعبية.. وهو ما رفضه الشعب المصري وثار عليه بعد أن اكتشف خداعهم وزيف شعاراتهم.. وتلك أهم الفوائد التي تحققت في تلك الفترة.

باطمئنان يمكننا القول إن الدولة عادت بقوة بعد تعافي أمنها وانحسار الإرهاب عنها تمامًا لكن ورغم ذلك فلا نزال في حاجة ملحة لتنفيذ إستراتيجية فكرية فعالة لتجفيف منابع الإرهاب، وتفنيد أسانيده المضللة التي يجتذب من خلالها فئة مغررًا بها من الشباب عبر وسائل اتصال فائقة التطور والخداع في بيئة تسمح له بالتمدد ما لم يجد فكرًا مستنيرا يشتبك بقوة وعقلانية مع ما يتم ترويجه من أفكار متطرفة مغلوطة على أصعدة عديدة فكريًا وثقافيًا وتعليميًا.. حتى نحصن عقول شبابنا ونشئنا ضد إغواءاته وأباطيله المخادعة وهو ما يفعله الرئيس السيسي بجدارة من خلال إنجاز مشروعات قومية توفر للناس حياة كريمة بما تقدمه من خدمات صحية وفرص عمل لائقة وتعليم جيد متطور مواكب للعصر.

المؤشرات الاقتصادية

ولا ينكر منصف أن مصر دخلت مرحلة جديدة عنوانها الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني الذي يلمسه المواطن في حياته اليومية من خلال تحسين الخدمات وانخفاض معدلات التضخم وتماسك العملة المحلية في مواجهة العملات الأجنبية ونمو في الصادرات وتحسن في ميزان التبادل التجاري وزيادة تحويلات المصريين في الخارج، فضلًا عن التوسع في إنجاز مشروعات قومية عديدة في الطرق والزراعة والإسكان والاكتشافات البترولية، وهو المشروعات التي أحدثت حراكًا اقتصاديًا ووفرت فرص عمل أسهمت في امتصاص جزء كبير من البطالة وتحريك الركود الذي خيم على العالم نتيجة تفشي وباء كورونا.

مثل هذا الحراك وجدنا صداه في تحسن المؤشرات الاقتصادية الكلية وظهور بوادر التعافي واقعيًا وفي أرقام تقارير المنظمات الدولية المعتبرة رغم ظروف كورونا وتداعياتها الخطيرة ولا يقلل منها أبدًا ما يجده المواطن من معاناة اقتصادية بفعل عوامل عديدة كانت مصر في طريقها للتحسن أكثر لولا الآثار الكارثية للجائحة.. لكن علينا أن نتمسك بالأمل بعد أن اجتزنا أخطر المراحل وأصعبها ولن يتحقق ذلك كما يقول الرئيس السيسي إلا بالعمل والعمل الذي سوف نحقق به أهدافنا ونعبر به تحدياتنا.

لا يجادل أحد أن لمصر في عهد الرئيس السيسي رؤية واضحة للمستقبل وطمأنينة يشعر بها المواطن الذي بات آمنًا على نفسه وأهله ينام ملء جفونه لا يخاف عدوانًا وبلطجية عاثوا فسادًا في الأرض عشية أحداث يناير لا أعادها الله.

لقد راهن الرئيس السيسي على قوة وإرادة شعبنا وقدرته على تحمل الأعباء وصلابته في عبور الأزمات.. ولا يزال الرئيس يتطلع لاستعادة رونق القيم والأخلاق الأصيلة والعودة للعمل والإنجاز والتوقف عن الجدل والعنف والخوض في سفاسف الأمور والتفاهات حتى نظل جميعًا في ظهر دولتنا لنعبر بها لآفاق المستقبل اللائق بمصر وشعبها الذي يستحق حياة كريمة يحرص الرئيس على توفيرها لكل مواطن مصري.   

الجريدة الرسمية