رئيس التحرير
عصام كامل

الفن والإبداع رسالة لإحياء القيم والرقي بالمجتمع

هذه رسالة تحذير إلى السادة المسؤولين عن الإعلام في مصرنا الحبيبة. لقد أصبح الفن سلاح موجه لخدمة المؤامرة الصهيونية الأمريكية الغربية ضد بلادنا العربية والإسلامية، ولنعرف الفن في البداية كما في المعجم هو عبارة عن جميع الوسائل التي يستعملها الإنسان لإثارة المشاعر والعواطف وخاصة عاطفة الجمال والتصوير والموسيقى والشعر، وله أدوات وأساليب متعددة وأشدها تأثيرا الأعمال الدرامية التي تقدم من خلال المسلسلات التلفزيونية والإذاعية.. 

 

والفن هو كل ما يخاطب الحس والمشاعر والوجدان ويشكل الوجدان والفكر ويؤثر في تكوين الشخصية من خلال الأعمال التي تقدم.. والفن سلاح ذو حدين إما أن يكون فنا نافعا يعمل على إحياء الأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة، وإما أن يكون هداما للقيم والأخلاق، فكما أن للفن جماله ونبله وتأثيره الطيب على النفوس له خطره على الأفراد والأسرة والمجتمع إذا خرج عن الجادة والصواب والهدف النبيل.. 

 

ومن الملاحظ في عصرنا هذا أن معظم ما يقدم من خلال الأعمال الدرامية سواء في السينما أو التلفاز والأغاني الهابطة السوقية الهايفة التي لا مضمون ولا هدف لها ولا معنى، وتؤذي الأذن بالتلوث السمعي يتنافى تماما مع معنى الفن وحقيقته والأهداف النبيلة المرجوة منه، وأصبح فن هدام مخرب للعقول ومدمر للمجتمعات وخاصة بعد انتشار الأفلام الجنسية والمسلسلات العدانية المليئة بأعمال البلطجة والعنف والعداء والهدامة للقيم الإنسانية النبيلة والأخلاق، والبعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية النبيلة التى جاءت بها الأديان والرسالات السماوية وخاصة دين ورسالة الإسلام الذي يأمر ويدعو ويحث على القيم والمحبة والأخلاق..

 

رسالة الفن

 

هذا ومن المؤكد أن معظم الأعمال الدرامية والأغاني الشعبية التي تقدم منذ فترة قد أساءت لمفهوم الفن الصحيح وشوهت صورته. وأضرت بصورة مباشرة بالمجتمع وغرست في نفوس النشء والشباب الرذيلة والانحلال وحب الشهوات والعنف والبلطجة والكراهية والعداء. والهمجية والتخلف ومما يحزن غياب الرقابة من جميع الجهات المسؤولة بدءا من أجهزة الرقابة والنقابات الفنية وصولا إلى وزير الإعلام.. 

 

ياسادة إن الفن رسالة عظيمة إذا أحسنت التوجه لما لها من تأثير مباشر على العقول والفكر والمشاعر والوجدان ولها هدف نبيل ولها تأثيرها المباشر على المجتمع وخاصة على الشباب، الذين هم القوة الحقيقية للمجتمع وهم المعنيين ببناء الوطن وعمارته والدفاع عنه وحمايته، هذا ومعلوم أن مصدر القوة لأي دولة وغرس الانتماء في النفوس هو الدين والأخلاق والمكارم التي جاء بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله.. فهل من وقفة جادة للتصدى لهذه الظاهرة قبل فوات الأوان..

 

هذا وللأسف معظم كتاب الأفلام والمسلسلات والسيناريوهات ليسوا مدركين أنهم أصحاب رسالة نبيلة، وبدل ما يغرسوا في نفوس المشاهدين القيم الإنسانية النبيلة والأخلاق يغرسون فيهم الرذيلة والقبح والفساد والبلطجة والحقد والشر والعداء والكراهية حتى بين الأخوة الأشقاء وذوي الأرحام وللأسف لا يوجد أى رقابة على ما يقدم للمجتمع، وللأسف يتعللون أنهم يعبرون عن الواقع بدلا من معالجته، وهذه هي المصيبة والطامة الكبرى..

 

 

فبدلا من أن نبني مجتمع سليم قوي قوامه الأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة والمبادئ لنربي أجيال طيبة على المكارم والفضائل وحب الوطن والانتماء، أصبحنا نربي أجيال على الرذيلة والفحش والإجرام والعنف والعداء والكره والغباء.. حسبنا الله ونعم الوكيل نحن في زمن غاب فيه الدين وضاعت فيه الأخلاق والمكارم بسبب غياب الرقابة..

الجريدة الرسمية