رئيس التحرير
عصام كامل

د. صموئيل عصام يكتب: صناعة التميز المؤسسي

د. صموئيل عصام
د. صموئيل عصام

يشهد العالم - وبشكلٍ مستمر- تطوراتٍ متلاحقةٍ وسريعةٍ أثَّرت في بيئة الأعمال ووضع المنظمات؛ حيث يُطلب منها أن تتواكب في أدائها مع ما تفرضه هذه المتغيرات من متطلبات، فلم يعد البقاء في السوق للمنظمات الأصلح فقط؛ بل للمنظمات المحققة للتميز والتي تتسم بالمقدرة التنافسية.

وارتكازًا إلى دورالقيادات التنفيذية في المنظمات وتحمُّلها القدر الأكبر من المسؤولية في تخطيط سياسات العمل وصناعة القرارات، والتي يتوقف عليها نجاح المنظمة في تحقيق أهدافها؛ فإن الأمر يتطلب نبذ التقاليد الإدارية الموروثة التي لا تعتمد على الفكر الإداري المتطور، ولا تتلاءم مع التطورات التقنية المتسارعة، والاهتمام بتجديد وتنمية مهارات هذه القيادات ودعمها بالمنهجية العلمية المستجدة في الفكر الإداري، والتجارب الناجحة للممارسات القيادية التطبيقية، بما يمكنها من تملك الرؤية الواضحة لاحتياجات البيئة المتغيرة، وتوفير وسائل ابتكارية وإدارة تنموية مستدامة لزيادة الإنتاجية والتوجه نحو الأداء المؤسسي المتميز.

 

التأثر بالمتغيرات

وتتأثر كل المؤسسات بالمتغيرات التي تحدث من حولها.. ولذلك؛ أصبح من الصعب على المؤسسات الراغبة في البقاء والريادة، أن تقبل تحدي الدخول في حلبة الصراع لتحقيق التميز المؤسسي. 

وعرفت المنظمة الأوربية للإدارة بالجودة التميز المؤسسي بأنه "الممارسة الباهرة فى إدارة المنظمة التى تؤدى لتحقيق نتائج ترضي مختلف الأطراف من عملاء وموظفين ومساهمين، وتنسحب الممارسة الباهرة إلى مجموعة من العوامل كالقيادة التى تقوم بصياغة وتوجية السياسات والإستراتيجيات والموارد البشرية والمالية والعمليات الداخلية المختلفة ونظم المعلومات وغيرها". 

 

أهداف التميز المؤسسى

ومن ثم نجد أنفسنا أمام تساؤل مُلح وهام؛ ما هى أهداف التميز المؤسسى؟

تتبنى المنظمات في العصر الحديث فكرة إدارية من أجل التميز، ولذلك فإنها تستجيب للعديد من القوى الداعمة للتميز، ويمكن بصفةٍ عامة تحديد أهم أهداف التميز كما يلى: 

  1. تحسين الأداء التنظيمى من خلال رفع مستويات الخدمة ونشر تطبيقات إدارة التميز ومبادئها.
  2. تشجيع المنافسة والتعاون الإيجابى ودعمها.
  3. رفع مستوى الأداء لدى جميع الأفراد العاملين والإداريين العاملين بالمؤسسة، والوفاء بمتطلبات عملاء المؤسسة من جهة، والمجتمع من جهه أخرى.
  4. دعم الإستقلالية والحرية الفردية والتنظيمية.
  5. يساعد على فهم علاقات التداخل والتأثير المتبادل داخل وخارج المؤسسة.
  6. تعظيم قدرة وكفاءة قوة العمل، وزيادة القدرة على مواجهة التميز.
  7. تحقيق التوازن بين الأنشطة والنتائج.
  8.  

صناعة التميز

وبالضرورة يتبادر لأذهاننا تساؤل أخر أكثر أهمية.. كيف يمكن للمؤسسات المختلفة أن تصنع التميز وتحقق الجودة الشاملة في الأداء المؤسسي ؟

بين الحين والآخر، نسمع عن مؤسسات قد نالت شهرة كبيرة جدا؛ لما حققته من إنجازات، ولما تركته من بصمات نجاح على أرض الواقع، ولما قدمته من إسهامات وأعمال متميزة وفريدة للمجتمع، ولكن هل سألنا أنفسنا ذات يوم: ما السر الذي يكمن وراء تميز مؤسسة دون أخرى؟

إِنَّ السر يكمن في أَنّ َالمؤسسات المتميزة أدركت سر صناعة التميز المؤسسي، وسارت على دربه، خطوة وراء الأخرى، حتى حققت التميز والجودة المنشودة.

وصناعة التميز المؤسسي تمر بخمس مراحل وخطوات متتابعة حتى تحقق المؤسسة أعلى مستوى ممكن من جودة الأداء بها.

وللحديث بقية فى المقال القادم، نتحدث معًا عن مراحل وخطوات التميز المؤسسي.

الجريدة الرسمية