رئيس التحرير
عصام كامل

عيد ميلاد السد الأعظم!

مئات سدود المياه موجودة في كافة أنحاء الكرة الأرضية.. واحد منها فقط من بني بعد ملحمة صمود كبيرة وعظيمة تحدت فيها الدولة التي شيدته قوي عظمي مع كيان لقيط.. واحد فقط منها حمل فيه الشعب السلاح واصطف خلف قيادته لم يهاب الإنذارات ولا التهديد ولا الوعيد حتي استرد حقوقه وحقق حلمه.. سد واحد منها فقط قدم شعب -شعبنا- من الشعوب تضحيات عظيمة حمل فيها لأجله! أهل بورسعيد الباسلة من أطفال ونساء ورجال وشيوخ وخلفهم جيوش المتطوعين من كل مكان في مصر ومن الأشقاء العرب حملوا السلاح وتدربوا علي استخدامه في زمن قياسي!


واحد منها فقط بني من الجرانيت وليس من كتل الخرسانة الأسمنتية أو من أي خليط صناعي آخر.. وواحد منها فقط من ترك خلفه أكبر بحيرة صناعية في العالم وبالتالي أكبر بنك مائي في التاريخ وبالتالي أكبر مزرعة أسماك تعج بالخير للبلاد والعباد!


هناك في جنوب مصر.. عشرات الألوف من العمال والمهندسين خلفهم الدولة وقواتها المسلحة ووزارات وهيئات وشركات عامة وخاصة لإنجاز المشروع علي الوجه الأكمل! وفي مثل هذا اليوم التاسع من يناير عام ١٩٦٠ وضعت مصر ووضع قائدها جمال عبد الناصر حجر الأساس للسد الأعظم والذي يحصل بعد أربعين عاما من التاريخ المذكور علي جائزة أعظم عمل هندسي شيدته البشرية في القرن العشرين من بين أكثر من ١٣٤ مشروعا تقدمت بهم دولهم مؤكدين أنه ليس فقط كذلك بسبب حجمه وما به من أعمال لكن أيضا لقيمته وآثاره علي الملايين ممن استفادوا من نتائجه مياها وزرعا وكهرباءا وأمانا من الفيضانات!

 


أين من هاجموا السد؟ أين الجماعة؟ أين حزب الطرابيش؟ أين حلفاء هؤلاء وأولئك ؟! جرفهم تيار الحقد إلي حيث يستحقون!
اعرف تاريخ بلادك.. واحفظ وقائعه الكبري.. وكل عام وشعبنا مرفوع الرأس.. يبني ويعمر.. وسيبني وسيعمر!

الجريدة الرسمية