رئيس التحرير
عصام كامل

بدء العد التنازلي.. الجيش الروسي يستعد لمهاجمة أوكرانيا

الجيش الروسي
الجيش الروسي

كشفت تحركات عسكرية للجيش الروسي عن تفاصيل جديدة بشأن استعدادات حقيقية لغزو موسكو لاوكرانيا وما يمكن ان يحدث في جر العالم لمنطقة ملتهبة من الصراع الجديد يمكن ان تصل لحرب نووية.

 

النشاط العسكري الروسي 

وبينما تتصاعد المخاوف بشأن "النشاط العسكري" الروسي المتزايد بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، مع استمرار ورود تقارير جديدة عن توسيع المعسكرات الروسية في المنطقة الساخنة.

صواريخ الجيش الروسي 

انتشرت مقاطع الفيديو والصور التي توضح وجود أسلحة جديدة تنتمي إلى وحدات عسكرية روسية مختلفة، تنتقل نحو القواعد القريبة من الحدود الأوكرانية، وفقا لمراقبين.

 

ويقول الباحثون إن ذلك يأتي كجزء من مرحلة متجددة من الحشد العسكري الروسي في المنطقة والتي بدأت في البداية في مارس من هذا العام.

وبحسب سكاي نيوز سال محللين، حول الأدلة المتوفرة حول موقعين للجيش الروسي، وما يمكن أن نفهمه عن الوضع على الحدود.

 

ووفقا للخبراء، من بين القوات الروسية المتواجدة على الحدود، أنظمة الدفاع الجوي "بوك"، التي اكتسبت سمعة سيئة بعد أن استخدمها الانفصاليون الروس في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، لإسقاط رحلة ركاب في عام 2014، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها.

 

التأهب الروسي 

وتم تصوير مقطع فيديو، نُشر الأسبوع الماضي، في محطة تستخدم لتفريغ المعدات العسكرية في موقع بوجونوفو للتدريب، جنوب فورونيج.

 

وهو واحد من سلسلة مقاطع فيديو يتم تداولها عبر الإنترنت، تظهر معدات يُعتقد أنها تابعة للوحدة 41 من الجيش الروسي، والمتمركز عادة في وسط روسيا، لكنها بدأت بالتوجه إلى المناطق الحدودية.

 

وقالت شركة الاستخبارات العالمية "جاينز" بحسب سكاي نيوز: "يبدو أن الوحدة تحمل ذخيرة حية - رأينا عدة شاحنات تحمل اسطوانات تطابق تلك المستخدمة في حمل صواريخ لمنصات الدفاع الجوي التي حددناها".

لكن من غير المعتاد وجود كمية كبيرة من الصواريخ في موقع مثل بوجونوفو، ويشير وجود كل من أنظمة الدفاع والمدفعية إلى انتشار "على مستوى تأهب الجيش" في المعسكر، بحسب جاينز.

 

وبدأ نقل المعدات العسكرية من الجزء الأوسط من روسيا إلى المنطقة الحدودية مع أوكرانيا في مارس وأبريل من هذا العام.

 

وزير الدفاع الأوكراني

ويقول وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف "الوقت الأكثر ترجيحًا للوصول إلى الاستعداد للتصعيد سيكون نهاية شهر يناير المقبل مع بداية عام 2022".

 

وتقول المخابرات الأمريكية إن ما يصل إلى 175 ألف جندي روسي يمكن أن يشاركوا في هذه التحركات في وقت مبكر من يناير.

 

ويعتقد مدير وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، أن بوتين "يضع الجيش الروسي وأجهزة الأمن الروسية في مكان يتيح لهم التصرف بطريقة شاملة للغاية".

 

وكانت سادت المخاوف نفسها في أبريل من هذا العام. ولكن في ذلك الوقت، قالت روسيا إن تحركات القوات في إطار تدريبات ثم انسحبت.

 

وقبل مكالمة فيديو استمرت ساعتين بين بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن في 7 ديسمبر، طلب خمسة زعماء غربيين من موسكو "تهدئة التوترات".

القوات الروسية 

ماذا تقول روسيا

وصفت روسيا في البداية صور الأقمار الصناعية التي تظهر حشود القوات في شبه جزيرة القرم وليس بعيدًا عن شرق أوكرانيا بأنها مثيرة للقلق. لكن بحلول أوائل ديسمبر، أصر مساعد رئاسي على أن "لدينا الحق في نقل القوات على أراضينا"، نافيا أن يكون ذلك بمثابة تصعيد.

 

واتهمت موسكو أوكرانيا بنقل نصف جيشها، حوالي 125 ألف شخص، إلى الشرق. وزعمت أن كييف كانت تخطط لمهاجمة المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا. وتقول أوكرانيا إن هذا ليس أقل من "هراء دعاية" للتغطية على خطط روسيا الخاصة.

 

بينما قال فلاديمير دشاباروف، الرجل الثاني في لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، في أوائل ديسمبر إن نصف مليون أوكراني في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون لديهم الآن جوازات سفر روسية. وقال إنه إذا طلب زعماء المتمردين مساعدة روسيا، "بالطبع، لا يمكننا التخلي عن مواطنينا".

 

ماذا تريد موسكو؟

حذر بوتين الغرب من تجاوز "الخطوط الحمراء" لروسيا بشأن أوكرانيا؛إذن ما هي تلك الخطوط الحمراء؟

 

أحدها هو وقف توسع الناتو إلى الشرق، ونشر أسلحة في الدول المجاورة يمكن أن تهدد روسيا. وهناك رفض خاص لنشر أوكرانيا طائرات بدون طيار تركية لمواجهة القوات المدعومة من روسيا في شرق أوكرانيا، وكذلك رفض للتدريبات العسكرية الغربية في البحر الأسود.

 

وفي يوليو الماضي، نشر بوتين تقريرًا مطولًا على موقع الكرملين على الإنترنت، يشرح بالتفصيل تاريخ البلدين معًا ويصف قادة أوكرانيا الحاليين بأنهم يديرون "مشروعًا مناهضًا لروسيا". وقال إن أولئك الذين سعوا إلى قلب أوكرانيا ضد روسيا، "بهذه الطريقة سوف يدمرون بلادهم".

 

كما تشعر روسيا بالإحباط لأن اتفاق مينسك للسلام لعام 2015 الذي يهدف إلى وقف الصراع في أوكرانيا لم يتحقق بعد. ولا توجد حتى الآن ترتيبات لإجراء انتخابات تتم مراقبتها بشكل مستقل في المناطق الانفصالية. وتنفي روسيا شكاوى أوكرانيا والغرب من أنها جزء من الصراع المستمر.

مدرعات موسكو 

كيف يساعد الناتو أوكرانيا؟

يعتبر تحالف الناتو دفاعيا، وقد أوضح أمينه العام، ينس ستولتنبرج، أن أي دعم عسكري يتماشى تمامًا مع هذه الخطوط.

 

ومن المقرر أن تساعد بريطانيا أوكرانيا في بناء قاعدتين بحريتين. كما تم إرسال صواريخ جافلين الأمريكية المضادة للدبابات إلى أوكرانيا وتم تسليم زورقي خفر سواحل أمريكيين إلى البحرية.

 

وقال ستولتنبرج: "الأمر متروك لأوكرانيا و30 من الحلفاء لتقرير متى تكون أوكرانيا مستعدة للانضمام إلى التحالف". وروسيا "ليس لها حق النقض ولا حق في التدخل في هذه العملية".

 

إلى أي مدى سيدعم الغرب أوكرانيا؟

أوضحت الولايات المتحدة أنها ملتزمة بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن "أراضيها السيادية"، لكن الرئيس بايدن أشار إلى أن العمل العسكري ليس مطروحًا على الطاولة.

 

لذا، حتى لو رفضت الولايات المتحدة الاعتراف بـ"الخطوط الحمراء" لروسيا بشأن انضمام أوكرانيا إلى الناتو أو أي شيء آخر، إلى أي مدى ستذهب لمساعدة كييف؟

 

يبدو أن أكبر أداة في ترسانة الغرب هي العقوبات. وتحدث بايدن عن "تكاليف حقيقية للغاية" إذا اتخذت روسيا إجراءً عسكريًا، ويتحدث المسؤولون الأمريكيون عن تدابير اقتصادية قوية ودعم الجيش الأوكراني.

 

وقالت المسؤولة في وزارة الخارجية البريطانية، فيكي فورد، إن المسؤولين البريطانيين يفكرون في تمديد الدعم الدفاعي.

تحركات الوحدات الروسية 

أما بالنسبة للتدابير الاقتصادية، فقد تكون الأداة الأكبر هي التهديد بفصل النظام المصرفي الروسي عن نظام الدفع السريع الدولي. ولطالما كان يُنظر إلى ذلك على أنه الملاذ الأخير.

 

وتهديد رئيسي آخر هو منع افتتاح خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الروسي في ألمانيا، والموافقة على ذلك يتم النظر فيها حاليا من قبل منظم الطاقة في ألمانيا.

 

وقد تكون هناك أيضًا إجراءات تستهدف صندوق الثروة السيادية الروسي أو قيود على البنوك التي تحول الروبل إلى عملات أجنبية.

الجريدة الرسمية