رئيس التحرير
عصام كامل

الشخص الجديد!

نتيجة الظروف الصعبة التى اجتاحت العالم عقب الأزمة المالية العالمية أوشك أحد ملاك الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة الأمريكية على الإفلاس.. فحاول تدبير قرض بنكى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إلا أنه اصطدم باعتذار جميع البنوك التى لجأ إليها.. فاستلسم لمصيره.. وبعد أن انتهى من عمله في أحد الأيام، ذهب إلى أحد مطاعم المأكولات الشعبية لتناول وجبة رخيصة الثمن.. فالتقى رجلا كبيرا فى السن يجلس منفردًا وتجاذبا أطراف الحديث، فحكى له قصته.. 

 

فقال له الرجل العجوز: "اعتقد أنه باستطاعتى أن أساعدك على حل مشكلتك". وأخرج شيكا وكتب فيه مبلغا ماليا وأعطاه لصاحب الشركة الصغيرة وقال له: دعنا نتقابل هنا بعد سنة واحدة من الآن لكى ترد لى قيمة هذا الشيك الذى سيساعدك بالتأكيد على حل مشاكلك. وبعد أن غادر الرجل قام صاحب الشركة بفتح الشيك فوجده بقيمة مليون دولار بإمضاء "چون دي روكفيلر"  واحد من أغنى الرجال في العالم.

 

حلول جديدة

 

صاحب الشركة فكر وقال لنفسه: الحمد لله.. الآن أستطيع أن أحل جميع مشاكل الشركة وأسدد كل ديوني من هذا الشيك. وبعد تفكير عميق وخوفه من ألا يستطيع تسديد هذا المبلغ الكبير فى موعد سداده قرر أن يحتفظ بالشيك في خزنته.. وأن يحاول محاولة أخيرة ضبط أمور الشركة، ولو فشل، فإن أموال الشيك ستغطى جميع خسائره. 

 

وفعلًا بدأ على الفور إيجاد حلول وبدأ يتعامل مع المشاكل بأسلوب مختلف، فحل جزءا كبيرا منها وبدأت أموره تتحسن تدريجيًا، فسدد كامل ديونه وتعافى تمامًأ.. والشيك ما زال بحوزته. وبعد أن انقضت السنة قرر أن يقابل "جون" فى نفس المكان لكى يرد له الشيك وكان فى غاية الفرح والسعادة بإنجازه.

 

وعندما التقاه هم باعطائه الشيك وشكره بشدة على مبادرته التى غيرت حياته، فوجد ممرضة تجرى فى اتجاه "چون" وأمسكت به من يده، وهي تتأسف لصاحب الشركة، وقالت له: أرجو أنه لم يضايقك لأنه رجل مسن وأنا الممرضة المسئولة عن حالته.. هو  دائمًا ما يهرب من البيت ويدعي أنه "چون دي روكفيلر" الملياردير المشهور، وأخذت الرجل المريض ومشت. 

 

وقف صاحب الشركة مذهولًأ  وقال لنفسه: "سنة كاملة أبيع وأشتري وأعقد صفقات.. وأحل مشاكل.. اعتقادًا مني بأن ظهري محمي بمليون دولار".

والواقع والدرس هنا يا صديقى أن المال الذى استند على وجوده لم يكن هو بالطبع من أنقذه.. ولكن الشخص الجديد الذى ولد بداخله وأحس بالثقة في أنه مؤمن بالشيك هو من فعل ذلك. نفس هذه التصرفات كان يمكن له أن يفعلها بدون الشيك.. لكن خوفه وقلقه المبالغ فيهما كانا هم العقبة التى منعته من ذلك.

 

 

الخلاصة إننا نملك نعما  كتيرة يمكن أن تهون علينا التوتر والقلق الذى ينغص علينا حياتنا، ولكننا لا نلتفت إليها وننظر دائمًا إلى ما نعتقد أنه ينقصنا.

تذكر دائمًا أنك في حمى رب كريم قوي قادر ورحيم، هو أمانك الحقيقى من كل ما تعتقد أنه سيوقفك عاجزًا عن تحقيق ما تتمناه وترجوه في كل نواحي حياتك.. لا تتوقف لحظة واحدة عن السعى وثق أن الله العظيم لن يخيب رجاءك.

الجريدة الرسمية