رئيس التحرير
عصام كامل

محمد الملا: فشل النخب السياسية العربية وراء ظهور الإخوان ‏

الإعلامي الكويتي
الإعلامي الكويتي محمد الملا

قال الإعلامي الكويتي محمد الملا: إن واحدًا من أهم العوامل التي أدت إلى نجاح جماعة الإخوان في بعض الدول العربية ‏بسبب فشل النُّخب السياسية في تحقيق طموحات الشعوب. ‏

 

مسئولية النخب 

وأشار "الملا" إلى أن النخب السياسية من جميع التيارات لم تحقق أي شيء يُذكر لها، ولم تتحمل المسئولية المُلقاة على ‏عاتقها في الوصول إلى الجماهير وبذل الجهد والثمن المناسب لتمكين أفكارها. ‏


وأضاف: ضعف الطرح السياسي والخدمي للقوى المدنية فتح الباب على مصراعيه أمام التيارات الدينية لتقديم نفسها بديلًا ‏عن الجميع عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية، الأمر الذي خلق لها إطار بديل عن الدولة نفسها وفتح لها مساحات غير ‏مسبوقة في نيل ثقة الفقراء والمهمشين على حد قوله. 


كان طارق مغربي، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أكد أن الجماعة تتربص بالمجتمعات العربية ‏والإسلامية لإحكام السيطرة عليها بكل الطرق الممكنة، لافتًا إلى أنها رغم كل ما ‏صاحبها على مدار السنوات الماضية من ‏محن وأزمات غير مسبوقة، لا زالت تحلم بالسلطة والحكم. ‏


وأضاف الباحث: تيارات الإسلام السياسي خرجت من رحم الإخوان، وخلقت بها أكبر أزمة عرفها التاريخ الإسلامي، لافتًا ‏إلى ‏أن الإشكالية الحقيقية التي يجب الالتفات لها على مستوى الدولة والمجتمع، هي جماعة الإخوان وتاريخها في دعم ‏التطرف ‏وتمويله.‏


اختتم: القضاء على الأذرع الدينية المختلفة، مرهون بإفراغ الإخوان من مضمونها والسيطرة عليها، ولكن يكون ‏لأي ‏جماعة أي شرعية أو زخم بانتهاء الجماعة الأم، على حد قوله. ‏


صراعات الإخوان ‏

كانت الأيام الماضية شهدت صراعًا داميًّا أظهر على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر ‏الماضية ‏داخل ‏جماعة ‏الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين ‏الأسبق للجماعة محمود حسين، على ‏إبراهيم ‏منير، ‏القائم ‏الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات ‏طويلة.  ‏


تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى ‏حماية ‏الجماعة ‏والحفاظ ‏عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض ‏سبع مبادرات فردية، ‏كما رفض المبادرات العشر التي ‏قدمت ‏في عام ‏‏٢٠١٦ ‏من القرضاوي والشباب وغيرهم ‏تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.‏


على الجانب الآخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق ‏العنان ‏لرصد ‏كل ‏انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا ‏الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية، ورفض منير ‏ما ‏أعلنته ‏رابطة ‏الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على ‏رأسهم محمود ‏حسين ‏للتحقيق، ‏بسبب ‏رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعا له، بعد أن كان جزيرة ‏منعزلة عن ‏التنظيم ‏منذ ‏عام ‏‏2014. ‏


وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة ‏التمرد ‏من ‏الجماعة، ‏في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع ‏الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا ‏يزال ‏مستمرًّا ‏حتى ‏الآن، لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على الجماعة، وما زال الموقف ‏معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين.‏

الجريدة الرسمية