رئيس التحرير
عصام كامل

دورات تثقيفية فى قيمة الوفاء

من أبرز ما يمكن رصده في كل الاحتفالات السنوية بذكرى أعظم الانتصارات المصرية والعربية في السادس من أكتوبر كل عام، تلك الروح الشاكرة الذاكرة الممتنة. الندوات التثقيفية للقوات المسلحة بمثابة تلقين وإعادة تلقين لأدبيات وأساسيات الخلق القويم للتعامل داخل الموسسة العسكرية المصرية. في هذه الدورات نرى التذكر والإعتبار والتكريم لأعمال عظيمة قدمها عظماء إفتدوا الوطن، وخلدوا أسماءهم، وهكذا يحتفي الوطن بالأبناء والأحفاد وأمهات وأرامل الشهداء. 

 

رئيس الدولة يكرمهن ويكرم ذويهم، وتتوالى القصص والرويات الدامعة، وتتأثر الوجوه وتدمع العيون وتتهدج الأصوات. نخرج جميعا من هذه الدورات مغسولين من الداخل متطهرين من غبار وعكار المشاحنات اليومية، نرتقي عن النظر في المنغصات اليومية بتذكر سيرة بطل لم يفكر في نفسه، وعمره وشبابه وأحلامه واحتياجاته، بل فكر فقط في أنه مقاتل من أجل عرض مصر وشرفها. 

 

 

الإحتفال هذا العام وردت فيه روايات وأسرار بليغة، وكان الحوار الراقي بين الدكتور اللواء سمير فرج والرئيس السيسي نموذجا في التلقين الهادئ العلنى لجموع الناس عن إسلوب القيادة والإحترام والتعامل بين قيادة كبيرة في السلم العسكرى وقيادة هي الأعلى سياسيا، وعسكريا أيضا بإعتبار رئيس البلاد هو القائد الأعلى للقوات المسلحة. 

أبطال أكتوبر

 

الحوار الراقي مفرداته يا فندم وحضرتك والعين لا تعلو على الحاجب.. إمتنان ووفاء وتقدير وحين سرد سيرة المشير الراحل حسين طنطاوي.. وسيرة الرئيس البطل السادات.. وحتى مبارك الذي ذكره بالخير دكتور سمير فرج فإن اللغة كانت الإحترام والتوقير والعرفان.

 

هذا دأب المؤسسة المتماسكة ذات التقاليد المستقرة. الجيش المصرى هو أول وأقدم جيش نظامي في التاريخ الإنساني كله، وهو أول من أدخل الخدمة العسكرية النظامية لأبناء الشعب. من أجل هذا فإن فضل الشعب علي الجيش هو عطاء مسترد من الجيش للشعب. الوفاء أعلى القيم. وأكثرها وضوحا في الحفاوات والاحتفالات العسكرية، ونرصدها أيضا نموذجا في الشرطة، فكلاهما، الجيش والشرطة، مؤسستان تدركان أن السيرة العطرة المشرفة هي كل ما يتمناه الرجل قبل إستشهاده.. كل ما يرجوه جنة الله.. وسيرة طيبة لأهله. هذه هي العقيدة التى تحرك أبطال مصر وتدفعهم للقتال حتى النصر أو الشهادة.

 

نغبط المؤسسات العسكرية على إعلاء قيمة الوفاء، ولا أظنه في مؤسسات أخرى بارزة بنفس هذا الوضوح والحرص.. لكن أستطيع القول أن المؤسسة الاعلامية المتهالكة، المتردية، تعاني من رذيلة الجحود ودفن الرموز أو دفعها إلى الإنزواء. في زمن الكبار في اعلامنا وصحافتنا، كان الإحتفاء بالاساتذة، أحياء وأمواتا، درسا للأجيال الجديدة..

 

كل جيل لابد ان يتذكر قادته وعظمائه في كل المجالات وأن يعمل علي تمجيدهم وتخليدهم، لأن بث روح الإمتنان والوفاء، يدفع الناس إلى التفاني والتضحية.

كل التحية لأبطال وشهداء ومصابي ملحمة أكتوبر.. وليتذكر الأخوة في باقي المؤسسات أبطالهم ورموزهم وليقتدوا بجيش بلدهم.

الجريدة الرسمية