رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تستخدم أوروبا سلاح المعلومات في مواجهة التيارات الإرهابية ؟ ‏

الإرهاب في أوروبا
الإرهاب في أوروبا

في جميع أنحاء أوروبا وخارجها  تقوم الجماعات الإرهابية ولا سيما ما يسمى بداعش بتجنيد الأفراد ذوي الخلفيات ‏الإجرامية بشكل متزايد واستخدام مهاراتهم وعلاقاتهم في العالم وخبراتهم مع هيئات إنفاذ القانون للتمويل والتخطيط لتنفيذ ‏هجماتهم، لهذا تعتبر أوروبا أن سلاح المعلومات هو المحارب الأول للإرهاب وأهله. ‏


عقلية التجنيد ‏


يتم التجنيد في كل مكان، حتى داخل السجون، تقدم الأفكار الجهادية بعض الخدع للمراهقين وأصحاب الأنشطة المخالفة في ‏المجتمعات الغربية لتبرير أنشطتهم الإجرامية بل وحتى تبريرها.‏


لمواجهة ذلك بدأت أوروبا في أكتوبر 2018 بواسطة مركز السياسة الأوروبية ومشروع مكافحة التطرف في مشروع بحثي ‏حول الصلة بين الإجرام بما في ذلك مجموعات الجريمة المنظمة وعصابات الجرائم الصغيرة المحلية أو الأفراد والإرهاب ‏الجهادي.‏


أجرى خبراء من كلا المنظمتين تقييمًا مستقلًا للتحديات الملحة في عشر دول أوروبية ألبانيا، بلجيكا، فرنسا، ألمانيا  ‏جمهورية أيرلندا، كوسوفو، مقدونيا الشمالية، السويد وهولندا والمملكة المتحدة وبناءً على ذلك اقترحوا عددًا من ‏التوصيات الجريئة للحكومات الأوروبية ومؤسسات الاتحاد الأوروبي لمواجهة التهديد المستمر. ‏


حرب المعلومات


ركزت أوروبا على أهمية تبادل المعلومات بشكل فعال بين سلطات إنفاذ القانون والسلطات القضائية والاستخباراتية في ‏الدول الأعضاء باعتباره أمرًا بالغ الأهمية لمحاربة الإرهاب وتعقب المقاتلين الأجانب والتصدي للجريمة المنظمة.‏


يبحث الاتحاد الأوروبي حاليًا عن طرق إضافية لتحسين جمع المعلومات ومشاركتها واستخدامها بهدف جعل البيانات في ‏متناول كل المؤسسات الأمنية وخاصة حرس الحدود من خلال قواعد بيانات الاتحاد الأوروبي وتحسين التحقيقات الجنائية ‏والمقاضاة. ‏


تلعب أوروبا أيضا على وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون، حيث تدعم تبادل المعلومات بين سلطات ‏الشرطة المختلفة، كما يعزز الاتحاد الأوروبي  تفويض وكالات الاتحاد الأخرى في مجال العدالة والشؤون الداخلية لدعم ‏جهود مكافحة الإرهاب في الدول الأعضاء. ‏


بالإضافة إلى الجهود المبذولة، تحاول أوروبا تحسين قواعد البيانات وتدخل نظما جديدة لتعزيز نظام معلومات شنغن ‏تتضمن أنواعًا جديدة من التنبيهات للحالات المتعلقة بالأنشطة الإرهابية لتعزيز الأمن في الاتحاد الأوروبي وأنظمة ‏تكنولوجيا المعلومات في مجال الحرية والأمن والعدالة. ‏


كما تعزز أوروبا عمليات التفتيش على الحدود الخارجية وتجري فحوصات منتظمة على جميع الأشخاص بمن فيهم أولئك ‏الذين يتمتعون بالحق في حرية التنقل، حتى تحاصر الإرهاب والتطرف من كل الجهات، ما يؤكد أن مكافحة الإسلام السياسي ‏أصبح هدفا للعالم كله، وليس البلدان العربية فقط. ‏
 

الجريدة الرسمية