رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس "المخابز": محدش "بينام من غير عشا".. والرافضون لزيادة الرغيف لا يريدون المصلحة | حوار

عطية حماد رئيس شعبة
عطية حماد رئيس شعبة المخابز بالغرفة التجارية

تحريك سعر الرغيف يقضى على سرقة الدعم.. والبلد لابد أن تقوم وتنمو 


لا أستطيع التنبؤ بالأسعار الجديدة للخبز هل 10 أو 20 أو 25 قرشا أو أي سعر والقرار خاص بالدولة


نحن منتجون فقط لرغيف الخبز وليس لنا دخل من قريب أو بعيد بتسعيره


استمرار رغيف الخبز بـ “صاغ” لمدة عقود قادمة يؤثر على الكثير من المستهلكين


هناك تحريك فى جميع السلعة مثل الكهرباء والماء والبنزين.. وآن الأوان لتحريك سعر الخبز 


التأمينات الاجتماعية الخاصة بالمخابز مشكلة كبيرة.. ومعظم أصحاب المخابز عليهم مديونيات

 

سنوات عديدة ربط خلالها المصريون رغيف الخبز بالحياة، لذا أطلق عليه في كافة أرجاء مصر «العيش»، ويسعى كل المواطنين الكادحين من أجل توفير لقمة عيش لهم ولذويهم.


ونظرًا للأهمية الكبيرة التي يمثلها العيش أو الخبز فإن قرار تحريك الخبز تأخر سنوات عديدة وصلت إلى 30 عامًا وأكثر، وظل تسعير رغيف الخبز بالعملة المحلية "القرش" الذى لم يعد له وجود على الإطلاق، إلا أن المواطنين يحصلون على احتياجاتهم من العيش بها ولا يوجد تعامل بهذه العملة خارج إطار منظومة التموين.


الحديث عن تحريك الأسعار شهد انقساما ما بين مؤيد ومعارض لهذا القرار، فالراغبون فى استمراره يرون أنه يمثل دعمًا وسندًا للطبقات الفقيرة ومحدودة الدخل فى مواجهة أعباء الحياة خاصة للأسر الكبيرة والتى تعتمد على الخبز بشكل أساسي فى الواجبات اليومية لسد جوعها.

بينما يرى المؤيدون أن القرار سيساهم فى تحقيق انفراجة وتقليل عجز الموازنة والقضاء على جشع وتربح البعض من منظومة المخابز، كما أنه يقضى على الهدر نتيجة لاستغلال البعض رغيف الخبز فى إطعام المواشي، وغيرها من أوجه الصرف غير المخصص لها، مما يتطلب أن تكون هناك منظومة تراعى الدعم.

تحريك رغيف الخبز مر بأربع مراحل تقريبا لم يتم خلالها رفع سعره، وإنما جرى تحريك أوزانه لتقليل التكلفة الخاصة به والتى تبلغ نحو 65 قرشا تقريبا للرغيف الواحد بينما تبيعه الدولة بنحو 5 قروش فقط، وهو ما أدى إلى تحريك وزن الرغيف أكثر من مرة للتغلب على هذه التكلفة، حيث تراجع وزنه من 2014 إلى الآن من 130 جرامًا إلى 90 جرامًا تقريبًا، ويستهلك المصريون ما يقرب من 250 مليون رغيف يوميًّا.


وعلى الرغم من عدم صدور الأسعار الجديدة لرغيف الخبز إلا أن التوقعات والتكهنات خرجت لتتوقع أن يصل إلى 20 قرشًا أو 25 قرشًا بشكل مبدئى ومقترح، لكن الموضوع يتطلب الدراسة حيث يتطلب دراسة مستفيضة للوصول إلى سعر عادل يرضي جميع الأطراف المشتركة فى منظومة الخبز سواء الدولة أو المواطن، ويحقق حالة من الرضا لجميع الأطراف حيث يحصل المواطن على رغيف خبز مطابق للمواصفات، وفى نفس الوقت لا يمثل عبئا على أصحاب المخابز أو الدولة فى شيء.

وللوقوف على جميع التفاصيل التى أثارها الإعلان عن قرار تحريك رغيف الخبز منذ الإعلان عن التوجه نحو وضع أسعار جديدة للخبز، حاورت "فيتو" رئيس شعبة المخابز بالغرفة التجارية بالقاهرة عطية حماد، وإلى نص الحوار:

*فى البداية ما رأيك فى قرار تحريك أسعار الخبز؟ وهل يفيد أصحاب المخابز؟


  أحب أن أوضح أن العاملين فى المخابز وأصحاب المخابز لا يمثلون أنفسهم ولا يعملون وفق أهوائهم، وإنما يعملون على تنفيذ سياسات الدولة التى تضعها فى منظومة الخبز، ولا يوجد أحد يستطيع الامتناع عن تنفيذ سياسة الدولة، وأصحاب المخابز يعملون فى سلعة مسعرة وتخضع للتسعير الجبري، وتخضع للقرارات الوزارية المنظمة لها والتوجيهات الوزارية الصادرة بشأنها.. "إحنا ناس منتجين لرغيف الخبز وليس لنا دخل من قريب أو بعيد بتسعير الرغيف".


وأي قرارات تصدر من الدولة أو من مجلس الوزراء نلتزم بها ومنفذون لها، والجميع ملزم بسياسة الدولة ولا يعمل أصحاب المخابز وحدهم.

*هل يستفيد أصحاب المخابز من هذا التحريك فى الأسعار؟
 

  • ليس لنا من قريب أو بعيد علاقة بتسعير الرغيف، وكل ما يعنينا فى المنظومة الخاصة بالخبز هو تكلفة تصنيع الرغيف فقط.

*صدرت تصريحات كثيرة حول الأسعار الجديدة للخبر هل تعد صحيحة؟
 

  • لا أستطيع أن أقول إن الأسعار الجديدة للخبز هى 10 قروش أو 20 قرشا أو 25 قرشا أو أي سعر، والقرار الخاص بالسعر النهائى خاص بالدولة وقرار الدولة والحكومة هو الذى يحدد السعر الجديد والخاص بتسعير الرغيف المحلى، ولا يوجد أحد يملك القرار غير الدولة والحكومة.

    *هل يساهم السعر الجديد للخبز فى تقليل الهادر من الخبز؟
    - سوف يضمن التسعير الجديد والتحريك للأسعار تقليل أي نسبة فاقد أو هالك مقترحة، ولكن ليس فى يوم وليلة، وإنما تطبيق المنظومة بالاشتراطات الجديدة والتسعير الجديد.

    * قرار تحريك الأسعار لاقى اعتراض البعض، ماذا تقول لهم؟
    - فى الحقيقة كانت هناك بعض الأحاديث الباطلة على السوشيال ميديا من أجل رفض القرار، والحقيقة أن القرار لن يتم الرجوع فيه، كما أن المطالبين باستمرار رغيف الخبز لمدة 30 عاما أخرى لا يهدفون إلى الصالح العام، والبلد لا بد أن تقوم وتنمو ولا يوجد ما يعرقلها، وليس هناك مصلحة من استمرار رغيف الخبز بصاغ لمدة عقود قادمة مما يؤثر على الكثير من المستهلكين.


وأطالب المعترضين على قرار التحريك بتقديم حلول وبدائل بحيث لا يتم التأثير على الأجيال القادمة من الدعم، ولا بد من أن القضاء على أي مظهر من مظاهر الخلل حتى فى صرف سلع أو خبز.

 

*المعترضون على قرار تحريك الخبز هل يستفيدون من تراجع سعره؟
 

  • فى الحقيقة هناك تحريك فى جميع السلعة مثل الكهرباء والماء والبنزين، وآن الأوان لكى يتم تحريك سعر الخبز للقضاء على أي مظهر للخلل أو سرقة الدعم أو عدم وصوله لغير مستحقيه، ولا يمكن الاستمرار لمدة 30 عاما أخرى بنفس السعر فالأجيال الجديدة تتطلع إلى مستقبل أفضل وترى التوسع العمرانى والتخطيط الجيد والبنية التحتية، ولا يجب أن نجور على حق هذه الأجيال.


ووجود سلعة رخيصة يعرضها للهدر والإهلاك وعدم وصول الدعم إلى مستحقيه يعنى أنها سلعة فيها بعض التجاوزات ويجب إنهاء تلك الموضوعات بشكل حاسم ولا يوجد فى بلدنا "حد بيبات من غير عشاء".

 

*هل يساهم تحريك العيش البلدى فى تحريك أسعار الخبز السياحى؟
 

  • ليس له علاقة من قريب أو من بعيد بالعيش البلدى أو تحريك سعره، والمخابز السياحية تخضع للعرض والطلب ولا تخضع للتسعير الجبرى ولا تخضع للقرارات التموينية المنظمة للمخابز الأخرى.

    *هل هناك أي عوائق أو مشكلات تواجه منظومة الخبز باستثناء الأسعار؟
    - التأمينات الاجتماعية الخاصة بالمخابز تعد مشكلة كبيرة، ومعظم أصحاب المخابز عليهم مديونيات، وتسببت فى لغط كبير لأصحاب المخابز، وعليهم قضايا تبديد لهذه التأمينات لأصحاب الأعمال؛ مما يتطلب تسويتها نظرا لأن العاملين فى القطاع يعملون فى سلعة مهمة ومسعرة مما يتطلب النظر إليها تأمينيًّا وضرائبيًّا وصحيًّا.


المشكلة الأخرى أن عطل الماكينات الخاصة بأصحاب الأعمال تتسبب فى خسائر كبيرة لهم، وهناك بديل وهو ماكينة جديدة تحتاج إلى التفعيل، وهى تابعة لشركة سمارت حتى لا يتكبد أصحاب النشاط صعوبة في الانتقال فى الأقاليم لإصلاح السيستم الخاص بهم.

*هل هناك إقبال على تحويل المخابز للعمل بالغاز الطبيعى؟
هناك أصحاب مخابز تعاقدت على التحول للغاز طبقا للبروتوكول بين وزارة التموين والإنتاج الحربى، ووزارة التموين تمنح قرضا للمخبز فى حالة التحويل، ثم تقوم بالخصم بعد ذلك، وهناك الكثير من أصحاب المخابز يعملون على التحول للعمل بالغاز.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية