رئيس التحرير
عصام كامل

3 دكتوراه وحياة مشتتة.. زكي مبارك الأزهري الذي أصابته لعنة الشعر الجاهلي

الدكتور زكي مبارك
الدكتور زكي مبارك

هو صاحب الدكتوراه المتعددة حيث حصل على ثلاث درجات للدكتوراه في الأدب والنثر والتصوف الإسلامى من فرنسا حتى سُمي بالدكاترة زكى مبارك ـ وُلد في مثل هذا اليوم 5 أغسطس 1891، ويقول عن نفسه: "ولدتنى أمى فأضيف إلى الوجود خبر جديد وشر جديد".

كان والده من أهل التصوف ومحبًا للأزهر وأهله، وقد نذر إن عاش له ولد بعد فقد جميع أبنائه أن يهبه للقرآن الكريم ولذلك حفظ ابنه زكى مبارك القرآن الكريم والتحق بالأزهر عام 1908، ثم انتسب إلى الجامعة المصرية عام 1916 بعد إتقانه اللغة الفرنسية، وحصل فيها على الليسانس، ثم الدكتوراه في عام 1924.

ومن أبرز أساتذته فى الأزهر الذين أثروا فيه وحببوا إليه دراسة الأدب الشيخ محمد المهدى الذى صحبه خمس سنوات، والشيخ سيد المرصفى الذى صحبه سبع سنوات، وكان هذان الرجلان من أعرف الناس بالشعر الجيد والنثر البليغ فتأثر زكى مبارك بهما.. وتوسم فيه الشيخ سيد المرصفى خيرًا ولمح فيه مخايل عبقرية فذة نادرة فقال لأحد شيوخ الأزهر:«إنى لأخشى أن يضيع منا زكى مبارك كما ضاع طه حسين!»..


وبالرغم من ذلك فقد ظُلم زكى مبارك في حياته حتى إنه عندما كان أستاذًا بالجامعة طُرد منها بسبب مناصرته الدكتور طه حسين في قضية كتابه الشعر الجاهلى.


بدأ العمل الصحفى عام 1925 في جريدة الأفكار والبلاغ ليبلغ عدد مقالاته فيها ألف مقال.


وكما يحكى بلدياته الساخر محمود السعدنى أن زكى كان يخصص كشكًا أمام بيته في سنتريس يقيم فيه ندواته ومناقشاته في فصل الصيف، وبعد رحيله هدم هذا الكشك، وكان يجب أن يحول الى متحف باسم زكى مبارك.

ألف مقالة صحفية 


ظُلم زكى مبارك حيًّا وميتًا، ظُلم حيًّا لأنه نشر ألف مقالة في جريدة البلاغ وحصل على ثلاث درجات للدكتوراه وألَّف 45 كتابًا منها اثنان بالفرنسية ومع هذا ظل موظفًا بوزارة المعارف حتى الرحيل عام 1952، فلم ينضم لحزب يتبناه فلم يتمتع بما تمتع به أدباء وكتاب جيله المازنى والعقاد وطه حسين. 

كاتب بدون شخصية 


أيضًا عاش زكى مبارك حياة التشتت والضياع كل عدة سنوات يذهب إلى باريس لإحضار دكتوراه جديد وهو يعلم أنها لا تغنى ولا تسمن من جوع خاصة وهو مطرود من الجامعة المصرية.


قال عنه العقاد: هو كاتب بلا شخصية ولا طابع، وقال عنه إبراهيم المازنى: إنه لو أخلى كتابته من الحديث عن زكى مبارك لكان أحسن مما هو عليه.


أما أحمد حسن الزيات فقد أنصفه وأثنى عليه، وقال عنه: إنه لون من ألوان الأدب المعاصر ولا بد منه ولا حيلة فيه، هو الملاكم الأدبى في ثقافتنا الحديثة.


وصفه الأديب محمود تيمور بقوله: هو كشكول حى مبعثر بل مسرحية مختلطة فيها مشاهد شتى من مأساة وملهاة أو لكأنه برج بابل ملتقى النظائر والأضداد، أما الدكتور طه حسين فقال عنه: إنه الرجل الذى لا يخلو إلى قلمه إلا احتال على رأسه عفريت.

طبع المؤلفات 


تروى الإذاعية كريمة زكى مبارك أن والدها لم ينل حقه من الاحتفاء والتكريم فهو تعرض لظلم كبير ولذلك قامت بجمع ونشر بعض مؤلفاته التي لم ينشرها ومنها "مجنون سعاد، زكى مبارك ناقدا، بين آدم وحواء"، وإلى جانب عدة دواوين شعرية من بينها "أطياف الخيال، أحلام الحب، قصائد لها تاريخ".

الجريدة الرسمية