رئيس التحرير
عصام كامل

يتحدث كثيرا ولا يقول شيئا!

من المهارات التى يتعين أن يحوزها الدبلوماسيون والمسئولون والحكام والقادة هى أن تكون لديهم قدرة على إخفاء ما يريدون إخفاءه أو عدم الإفصاح عنه فى الوقت الحاضر، دون أن يرفضوا الإجابة على أسئلة الصحفيين والإعلاميين.. لذلك دوما تنتهى لقاءاتهم ببيانات صحفية ختامية تكتم أكثر مما تفصح، حينما تتحدث عن  تناول أمور العلاقات الثنائية لدفعها وتطويرها فى مختلف المجالات، وأيضاً تناول القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك..


وبذلك لا يتم التوقف أمام المسائل والأمور التى كان يترقب الناس بشغف واهتمام الحديث عنها لمعرفة الجديد فيها أو ماذا سيفعل هؤلاء المسئولون فيها.. وهكذا صارت هناك نماذج مكررة عادة يتم صياغتها وإطلاقها فى ختام  لقاءات المسئولين والقادة وبعد لقاءات تجرى بينهم أو زيارات يتبادلونها.. وهى صياغات لا تشى بالكثير وتكتم أكثر مما تفصح وتكشف من أمور .

وأتذكر أن أول رحلة لى على متن الطائرة الرئاسية مع الرئيس الأسبق حسنى مبارك كانت جولة عام ٢٠٠٦ شملت خمس دول عربية فى يومين هى البحرين وقطر والإمارات والكويت والسعودية.. وكان ما أعلنه المتحدث الرسمى للرئاسة أن هذه الجولة تستهدف مع بحث العلاقات الثنائية المصرية مع هذه الدول العربية الخليجية بحث كل القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المصرى والخليجي المشترك..

كلام القادة
ولكن بعد أن انتهت هذه الجولة السريعة وفى رحلة العودة إلى القاهرة جاء الرئيس الأسبق مبارك ليلتقى بِنَا نحن رؤساء التحرير الذين رافقوه الجولة، وعندما سألناه عن أسباب هذه الجولة السريعة قال لنا بوضوح إن الهدف كان السعى لإسهام هذه الدول فى شراء أكثر من عبارة جديدة لنا ، بدلا من العبارة الشهيرة التى فقدناها فى حادث جلل! وبالطبع كان ذلك الكلام غير قابل للنشر.

غير أنه فى المقابل يكون كلام القادة والحكام والمسئولين يحمل دلالات ومعانى موجهة لمن يهمهم الأمر.. ولعلنا نتذكر كيف استخدم الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر اسم ديليسبس فى خطاب له عام ٥٦ ليكون إذنا بانطلاق مجموعة تأميم شركة قناة السويس لتنفيذ خطة التأميم والسيطرة على الشركة ومرافقها.. لذلك دوما يجتهد البعض للتفتيش فى ثنايا كلام القادة والمسئولين بحثا عما تخفيه هذه الكلمات.  
الجريدة الرسمية