رئيس التحرير
عصام كامل

العربية: الحريري يدرس الاعتذار عن مهمة تشكيل الحكومة

سعد الحريرى
سعد الحريرى

يدرس رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري الاعتذار عن مهمة تشكيل الحكومة.

اعتذار الحريرى


ذكر موقع "العربية نت" أن الزيارة الرسمية التي سيبدأها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان للبنان تتزامن "مع أجواء ترجح بقوة احتمال" اعتذار الحريري عن مهمة تشكيل الحكومة، التي مضى على تكليفه بها أكثر من ستة أشهر.

نقل الموقع عن نائب رئيس "تيار المستقبل" مصطفى علوش القول إن "الرئيس الحريري لن ينتظر إلى ما لا نهاية، وهو بدأ بالتفكير جديا بهذا الاحتمال، ما دام تكليفه لم يُحدث ثغرة في جدار الأزمة القائمة".

الخيار المطروح
وقال:"الاعتذار بات من الخيارات المطروحة على طاولة الرئيس الحريري رغم اقتناعه بأنه لن يحل المشكلة، بل سيدفع بالبلد إلى أزمة جديدة".

يذكر أنه كان تم تكليف الحريري في 22 أكتوبر 2020 بتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة حسان دياب الذي قدم استقالة حكومته في 10 أغسطس الماضي، على خلفية انفجار هز مرفأ بيروت في وقت سابق من ذلك الشهر.

كشفت دراسة للمركز الفرنسي للأبحاث والدراسات الدولية أن لبنان يواجه أزمة مزدوجة تجمع بين الخلل في بنية نظامها السياسي وأزمة اقتصادية لم يسبق له أن شهدها على مدار تاريخه المعاصر.

ولا ينحصر الانهيار المريع في تجاوز سعر الدولار عتبة أحد عشر ألف ليرة في السوق الموازية، بل يتمثل في استعصاء سياسي مع الفشل في تشكيل الحكومة العتيدة منذ أغسطس الماضي، وفِي تمادي المنظومة المتحكمة بانتهاك حقوق المواطنين مع الأزمة المعيشية الخانقة واستمرار حجز الودائع.

وكذلك تمييع وعدم استكمال التحقيق في فاجعة المرفأ من أجل حماية خفية للمرتكبين والمهملين واستهتار بالضحايا وعدم اهتمام بتدمير نصف العاصمة وتضييع دور لبنان كنافذة للمشرق على العالم.

وأكدت الدراسة أن أزمة الكهرباء تهدد بدخول لبنان في حالة من العتمة الشاملة رغم ان الهدر والإنفاق على الكهرباء هو السبب في أكثر من أربعين بالمئة من المديونية العامة.

وفي زمن جائحة كورونا يهجر الأطباء لبنان ومثلهم الكثير من المهندسين والكفاءات.

وتطال الأزمة بالطبع القوى الامنية والجيش مع مخاطر انعكاسات ذلك ولا يتردد وزير داخلية تصريف الأعمال بالكلام عن الفوضى والانفلات.

استعصاء مستمر
ولفتت الدراسة أنه منذ كارثة مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الماضي، ينتظر اللبنانيون التوصل إلى حل سياسي أبناءً على المبادرة الفرنسية، ولكن الحل عرقلته قوى التعطيل الداخلي علماً أن لبنان المحسوب على المحور الإيراني في الإقليم هو في الحقيقة رهينة لعبة المحاور ومن ضحاياها الرئيسيين.

وبالرغم من التعويل على وصول إدارة بايدن وعلى انعكاسات التهدئة والتفاوض بين واشنطن وطهران، لا يزال الوضع مجمداً ولم تفلح مبادرات داخلية ومساع عربية وتهديدات فرنسية في حصول اختراق يسمح بتأليف حكومة تتيح بدء الخروج من النفق ومنع الانحدار المتواصل.

أزمة تشكيل الحكومة
وأوضحت الدراسة أن أزمة تشكيل الحكومة تلقى بظلالها على المشهد السياسي اللبناني بعد اللقاء العاصف بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.

كما أن مبادرات الوسطاء والحركة الدبلوماسية لم تساهم حتى الآن في حلّ العقدة الحكومية، وأقلّه تهدئة الأجواء بين المعنيَّين بتشكيل الحكومة في ظلّ تأكيد كل طرف على عدم الرضوخ للآخر.

وترى أوساط في تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري أن الرئيس عون يأخذ لبنان حرفياً إلى جهنّم، لأجل الصهر"، أي رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، مضيفة أن استمراره بالممارسات نفسها لن يبقي بلداً حتى يحكمه، فهنيئاً له مراكز بلا وطن".

فيما تقول أوساط في التيار الوطني الحر لقد أصبحنا أمام تكرار للمواقف، والمعرقل معروف وهو الحريري، الذي يريد لنفسه كلّ شيء مهمشاً دور الرئيس عون، ويستغل الظروف الراهنة والأوضاع المتردية اقتصادياً ومعيشياً كوسيلة ضغط لفرض شروطه، أو تدمير البلد.

واختتمت الدراسة أنه يبدو الاستعصاء سيد الموقف في لبنان مع تفاقم الازمة المركبة التي يعاني منها واستمرار الانهيار الاقتصادي والاجتماعي وكذلك فشل كل المبادرات المحلية والخارجية من أجل تأليف الحكومة العتيدة، ومن شأن هذا الاستعصاء والقوى التي تقف خلفه في إطار إسقاط صراعات الإقليم على لبنان يبقي التوصل إلى حلول وفق المبادرة الفرنسية او غيرها بعيداً.

وربما يتطلب رعاية دولية - عربية تفرض حلًا انقاذيا وتحرر لبنان من الارتهان للعبة المحاور واعتبار مبادرة البطريرك الراعي اسهاما أساسيا في بلورة دعم دولي لنأي لبنان بنفسه عن صراعات الآخرين والاسراع بإيجاد حلول عاجلة لوقف الانهيار الاقتصادي وتشكيل حكومة مهمة للإصلاحات الطارئة.

وإذا تعذر ذلك لا بد من تدخل دولي ملزم لايجاد صيغة انتقالية تحمي لبنان من الانزلاق للهاوية، ويبقى انقاذ لبنان أمراً ممكناً في حال بدء الاصلاح ووجود ادارة كفؤة وقضاء مستقل، خاصة وأن عدة شركات من القطاع الخاص الألماني قد اقترحت خطة بملايين الدولارات بقصد إعادة بناء مرفأ بيروت والمنطقة المحيطة به.

لكنها خطة تضع شروطا على الجانب اللبناني يتوجب عليه تطبيقها قبل أي شيء، والجديد ان هذا خطة تمثل حافزا من أجل الدفع بتشكيل حكومة قادرة على إيقاف الانهيار، وذلك في موازاة التلويح بعقوبات اوروبية.

الجريدة الرسمية