رئيس التحرير
عصام كامل

كفانا مسلسلات تغييب الوعي!

كان يحدونا أمل أن تأتي مسلسلات هذا العام مغايرة لما كانت عليه الأعمال الفنية في أعوام سابقة بعد أن تدخلت الدولة لضبط الإيقاع بإنتاج الدراما والأفلام هادفة تركت رغم قلتها أثراً كبيراً في المشاهد وزادته وعياً ورغبة في متابعتها مع أسرته دون أن تخدش أذنه كلمة نابية أو تجرح عينه مشاهد هابطة.. كنا نتمنى أن تخلو الساحة من المسلسلات التي تنافس على كعكة الإعلانات وطمس العقول أكثر مما تبني الوعي أو تصوغ الوجدان أو تدعم الدولة في معاركها الوجودية ضد حلف الشر وأعوان الشيطان. 


كنا نرجو أن تتصدى أعمال رمضان الدرامية لقضايانا وأولوياتنا الضرورية بموضوعية ورؤية رشيدة تنير العقول وترشد الأفهام، وتخلق حالة من الحراك الإيجابي حولها .. وكفانا مسلسلات تغييب الوعي وتسطيح العقل وتسفيه فريضة الاجتهاد والالتزام بشواغل الوطن وتكريس قيم الكسب السريع والخطف والفهلوة والهبش والمادية والأنانية والعنف والتواكل التي كنا نراها للأسف في الأعوام الماضية ، ناهيك عما كانت تحدثه من إثارة للغرائز تجافي روح الصيام؛ وهو ما يحدث آثاراً سلبية ليس في النشء والطفل فحسب بل لدى البالغين والكبار أيضا.

كنا نريدها مسلسلات تخاطب العقل والوجدان والفكر وتمنع العبث بأهم ما تملكه مصر؛ ثروتها البشرية.
الجريدة الرسمية