رئيس التحرير
عصام كامل

"باشا بازي.. صبيان للجنس".. حكاية مسرحية أمريكية أغضبت شعبا

الصبى الذى يرقص على
الصبى الذى يرقص على الهواء

موجة من الغضب والانتقادات قادها عدد من الأفغان المقيمين فى الشتات على مواقع التواصل الإجتماعى ، ضد المسرحية الأمريكية " الصبى الذى يرقص على الهواء " بعد أن بثت مؤخرا على المنصات الرقمية ، متهمين العمل بأنه يضفى طابعا رومانسيا على حالات الاغتصاب و الاعتداء الجنسي على الأطفال .

وتعود حكاية مسرحية " الصبى الذى يرقص على الهواء " إلى عام 2017 ، عندما ألف الأمريكيان كاتب الأغانى تشارلى سون و الملحن تيم روسر مسرحية موسيقية حول موضوع حساس ومقلق جدا عند الأفغان ، وهو تناول ظاهرة " باشا بازي " أو " صبيان الجنس و الترفية "  .


 

و " باشا بازي " هم من يطلق عليهم صبيان اللهو والترفيه، ويقوم الأثرياء وأصحاب النفوذ بشرائهم والاحتفاظ بهم من أجل التسلية وممارسة الجنس ويتم تدريب هؤلاء الصبيان على الرقص المغري لأدائه في الحفلات المخصصة للذكور فقط ، ويتعرضون خلالها للاعتداء الجنسي غالبا. 

 

وتتناول مسرحية " الصبى الذى يرقص على الهواء " قصة إلقاء القبض على بايمان – بطل العرض-  الذى كان على علاقة حب بصبي مراهق آخر فى الـ 16 من عمره، وكلاهما من صبيان اللهو .

 

وبسبب انتشار جائحة كورونا كوفيد 19 عالميا ، انضمت المسرحية مع عدد من الأعمال الفنية للبث عبر المنصات الرقمية بدلا من خشبة المسرح بعد أن أغلقت المسارح والمنشآت الثقافية خوفا من تفشي الوباء ، لتبدأ من هنا موجة الانتقادات و الغضب من مضمون المسرحية ، خصوصا بعد أن وصفت صحيفة نيويورك تايمز، موضوع المسرحية بأنه "مثير للقلق"، وقالت أن القائمين على العمل " واجها التحدي المتمثل في موضوع صعب للغاية ".




وواجه العرض موجة من الغضب والانتقادات بسبب الترويج لـ " باشا بازي " كعرف مقبول فى أفغانستان ، وقالت أزيتا غني زاده ، الممثلة الأمريكية من أصول أفغانية، ومؤسسة فنون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، " إن باشا بازي ممارسة مؤذية ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تكون رومانسية" ، مضيفة أن"إنتاج مثل تلك الأعمال الفنية من قبل منتجين غربيين، هزّ مجتمعنا الأفغاني بالكامل ".


ومع انتشار الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي ، نشر الممثل اليابانى الأمريكى تروي إيواتا ، والذي لعب دور بايمان في المسرحية الموسيقية، اعتذارا على حسابه بموقع انستجرام ، قائلا "منذ فترة قدمت عرضاً حيث لعبت دور شخص من أصل أفغاني، وأنا لست كذلك". "العرض يصور الاعتداء الجنسي بشكل رومانسي وأساء فهم شعب وثقافة بأكملها. أنا آسف جداً".




وبعد حملة الغضب على العمل المسرحى " الصبى الذى يرقص على الهواء " ، سارع مؤلفو العمل إلى الاعتذار للشتات الأفغانى ، وأجبر السخط الذي انتشر على نطاق واسع، صناع العرض و "دايفرشنري ثياتر" وهى شركة تعني بشؤون المتحولين والمثليين، التي بثت المسرحية عبر الإنترنت، على الاعتذار لضحايا " باشا بازي " وإيقاف العرض المسرحى نهائيا وحذف مقاطعه من يوتيوب وجميع

منصات البث .

 

وأصدر صناع العمل وشركة "دايفرشنري ثياتر" بيانا مشتركا يعتذرون فيه عما تسبب فيه العرض المسرحى من آلام للشعب الأفغانى ، وأشار المنتجون بإنهم سيتبرعون بالعائدات للجمعيات الخيرية الأفغانية "للتخفيف من الضرر الناجم قدر المستطاع .

الجريدة الرسمية