رئيس التحرير
عصام كامل

محمود السعدني يكتب: زكي مبارك العبقري المظلوم

الدكتور زكي مبارك
الدكتور زكي مبارك

فى مجلة صباح الخير عام 1968 كتب الكاتب الصحفى محمود السعدنى مقالا يرثى فيه لحال الصحفى الأديب زكى مبارك ـــ ولد فى 5 أغسطس 1892، رحل 1952 ــ قال فيه: كان الدكاترة زكى مبارك هو الفنان الذى يهزنى بحق بعد بيرم التونسى.

 

وعندما تعرفت إليه كان يزحف ببطء نحو القبر، وكان يجلس فى بار صغير فى ميدان التوفيقية يشرب خمرا رخيصا ويكتب مقالات فريدة من نوعها.
كان فى كتابته يبدأ فى موضوع ويتشعب إلى ألف موضوع وينتهى المقال ولا ينتهى الموضوع الذى بدأه.
زكى مبارك بالرغم من حصوله على ثلاث درجات للدكتوراه من فرنسا فى الأدب وفى النثر والتصوف الإسلامى حتى سمى بالدكاترة وألف 45 كتابا من خيرة الكتب إلا أنه ظلم فى حياته، حتى حينما عمل بالتدريس فى الجامعة المصرية طرد منها إلى الشارع لمناصرته الدكتور طه حسين فى قضية كتابه الشعر الجاهلى.


عمل فى وزارة المعارف وكان يكتب فى الصحافة بدءا من جريدة الأفكار عام 1925 ثم البلاغ ووصلت مقالاته فيها إلى ألف مقال.
كنت أحب زكى مبارك لأكثر من سبب، لفنه فى الدرجة الأولى ولأنه من مدينة سنتريس وهى على مرمى رصاصة من مسقط رأسى فى المنوفية، ولأن مبارك لم يوفه أحد من النقاد حقه، ولم يأخذ مكانه اللائق فى الحركة الأدبية المصرية، ولعل السبب أنه لم يكن يحتفل بإنتاجه ولم يكن يحقق تدعيم الصلات والصداقات مع النقاد والمسئولين عن الأدب والفن.
والذى أحزننى حقا هو الكشك الذى كان يجلس فيه أيام الصيف فى سنتريس على حرف الرياح المنوفى، ولو كنا فى دولة عصرية حقا لانتهز مجلس قروى سنتريس الفرصة وأحاط الكشك بحديقة ولأقام تمثالا للدكتور زكى مبارك فى المدينة، ولأنشأ متحفا للأديب الفنان ابن سنتريس، وأقام حفلات موسيقية وفنية لأهل سنتريس فى هذا الكشك.


ولكن ما حدث عكس ذلك على طول الخط، هدم مجلس قروى سنتريس هذا الكشك وزرعوا مكانه قمحا وبطيخا، ويبدوا أن شعار المجلس القروى القمح قبل الكلمة والطحن قبل الفن.

 

محمود السعدني: هل الكورة أهلي وزمالك؟
هذه التقنية نفسها هى التى جعلت محافظا سابقا من محافظى المنوفية لا أذكر من هو يصدر كتيبا فى العيد القومى للمنوفية تحدث فيه عن مفاخر المنوفية فقال عن أبرزها: إنها أنجبت 374 وكيلا للوزارة ونسى المحافظ أن المنوفية أنجبت زكى مبارك وعبد العزيز فهمى وسعد مكاوى وعبد الرحمن الشرقاوى.
وكأن الذى لفت نظر المحافظ وانتباهه أن المنوفية تنجب أعظم أنواع العجول ووكلاء الوزارة، هذه هى حقيقة الأجهزة الرسمية المسئولة عن الفن والأدب والفنانين والأدباء.

الجريدة الرسمية